أكد مقاتلو المعارضة الرئيسية في جنوبسوريا أنهم استعادوا المبادرة بعد تكثيف إمدادات الأسلحة إليهم من عدد من الدول المساندة للجيش السوري الحر، منذ أن شنت دمشق هجوما أوائل الشهر الماضي لاستعادة المنطقة الحدودية القريبة من الأردن للحفاظ على آخر موطئ قدم كبير لما يطلقون عليه المعارضة المعتدلة، وإن كان المعارضون يقولون إن المعدات مازالت أقل من احتياجاتهم، وواصل النظام السوري قصفه للعديد من المناطق في البلاد، مخلفا مزيدا من الضحايا في صفوف المدنيين، وكشفت الهيئة السورية للإعلام، نقلا عن ناشطين من مدينة السويداء جنوبسوريا، عن تشكيل إيران لفصيل عسكري درزي تحت اسم "لبيك يا سلمان"، وقال مصدران مطلعان: إن كندا تخطط لتوسيع مهمتها ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية عن طريق إرسال قاذفات مقاتلة لتهاجم أهدافا في سوريا فضلا عن العراق. ويعني التوسع أن كندا ستصبح ثاني دولة بعد الولاياتالمتحدة تقصف المتشددين في سوريا، وطالبت 85 مجموعة مدنية بوقف حملة البراميل المتفجرة التي ينفذها الأسد في سوريا. وأعلنت كتائب إسلامية عسكرية سورية مقاتلة، امس، توحدها تحت اسم "جيش الفتح لتحرير محافظة إدلب" من قبضة قوات الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت الكتائب في بيان إن "الحاجة لتحرير إدلب وحلب وباقي المدن السورية بما في ذلك العاصمة دمشق تتطلب تضافر الجهود للقضاء على القوات الإيرانية وقوات نظام الرئيس بشار الأسد ومليشيات حزب الله الشيعي". وذكر البيان أسماء الكتائب الإسلامية المعارضة وهي: أحرار الشام، جبهة النصرة، جند الأقصى، جيش السنة فيلق الشام، لواء الحق، أجناد الشام. إمدادات الأسلحة وقال مقاتلو المعارضة الرئيسية في جنوبسوريا: إن الدول الأجنبية كثفت إمدادات الأسلحة إليهم منذ أن شنت دمشق هجوما أوائل الشهر الماضي لاستعادة المنطقة الحدودية القريبة من الأردن وإسرائيل. ويشير هذا إلى أن خصوم الرئيس بشار الأسد العرب والغربيين يريدون المساعدة في الحفاظ على آخر موطئ قدم كبير لما يطلقون عليه المعارضة المعتدلة وإن كان المعارضون يقولون: إن المعدات مازالت أقل من احتياجاتهم. ويحاول الجيش السوري المدعوم من فصائل مسلحة حليفة تشمل جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية استعادة أراض لها أهمية حيوية للأسد وحلفائه الإيرانيين، وكلاهما يعطي أهمية كبيرة للصراع مع إسرائيل التي تقع على حدود سوريا من ناحية الجنوب الغربي. وفي البداية، تقدموا بسرعة في الجنوب الغربي لسوريا. وبث التلفزيون الحكومي برامج من عدة قرى استعيدت من المعارضين الذين يمثلون آخر مجموعة من تيار المعارضة الرئيسي المناهض للأسد الذين سحقوا في أماكن أخرى أمام القوات الحكومية أو جماعات جهادية مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا. لكن التقدم أصبح بطيئا فيما يبدو. وقال ثلاثة من مسوؤولي المعارضة: إن الدول الاجنبية زادت مساعداتها ردا على هذا التقدم. وقال صابر صفر، وهو عقيد انشق عن الجيش السوري ويرأس الآن جماعة يطلق عليها "الجيش الأول" في إطار تحالف "الجبهة الجنوبية" المعارض، إنهم يطالبون بالمزيد. وتحدث عن طريق خدمة سكايب على الإنترنت من داخل سوريا. وتلقت بعض جماعات المقاتلين الجنوبيين أسلحة مضادة للدبابات أمريكية الصنع رغم أنهم يصفون الكميات منذ وقت طويل بأنها صغيرة. وقال صفر العقيد المنشق: إنهم يعملون استنادا لمبدأ الكر والفر وليس على أساس معركة بين جيشين. لكن رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، قال: إن جانب الحكومة فقد قوة الدفع. وأضاف أنه بعد الاندفاع في بداية الهجوم أصبح التقدم بطيئا. وقال مسؤول بارز في الشرق الأوسط: إن مستشارين إيرانيين يتواجدون على الأرض. وقال نوح بونسي كبير المحللين لدى مجموعة الأزمات الدولية: "يوجد بالتأكيد استغلال كبير من جانب النظام ومؤيديه في هذا الهجوم ولذلك من الملاحظ أن المعارضة كانت قادرة على إبطاء تقدمهم." وأضاف: "القتال من أجل منطقة رئيسية إلى الجنوب من دمشق سيستمر والكثير عرضة للخطر من الجانبين ومؤيديهم." ويمكن لمعارضي الأسد في الخارج استخدام الجبهة الجنوبية للقيام بنوع من الضغط اللازم لفرض تسوية سياسية. ولم تحقق الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الصراع السوري الذي دخل عامه الخامس أي نتائج. وقال أبو غياث الشامي، المتحدث باسم ألوية سيف الشام: إن الاستجابة ليست بالسرعة المطلوبة أوعلى مستوى الهجوم الذي يشنه النظام السوري وإيران. وأضاف الشامي الذي كان يتحدث عبر الإنترنت "ما نعانيه هو استهدافنا من قبل النظام بالصواريخ الموجهة من التلال التي يسيطرون عليها والطائرات الحربية التي تسقط البراميل المتفجرة." جبهة جديدة لداعش وفي السياق، أكدت تقارير إعلامية سورية قيام تنظيم "داعش" بفتح جبهة جديدة ضد قوات النظام السوري وسط البلاد، من خلال مهاجمة مطار مدينة تدمر العسكري، في حين بث التنظيم تسجيلا مصورا لأحد الرهائن الأشوريين، يزعم فيه قيام الأخير باعتناق الإسلام وتحويل اسمه إلى "أبوعمر." وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن اشتباكات عنيفة دارت منتصف ليل الأحد- الإثنين بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف ومقاتلي تنظيم داعش من طرف آخر قرب مطار تدمر العسكري إثر هجوم الأخير على المطار. مليشيا درزية كشفت الهيئة السورية للإعلام، نقلا عن ناشطين من مدينة السويداء جنوبسوريا، عن تشكيل إيران لفصيل عسكري جديد في جبل العرب تحت اسم "لبيك يا سلمان"، نسبة إلى الصحابي الجليل سلمان الفارسي الذي يحظى بمكانة خاصة لدى أبناء طائفة الموحدين الدروز. ونشرت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي صورا لبعض المسلحين يحملون شارات مكتوبا عليها "لبيك سلمان"، فيما وصف على أنه محاولة جديدة من إيران تستهدف هذه المرة "استغلال عاطفة الدروز وزجهم في معارك ضد كتائب الثوار". وذهبت "جريدة زمان الوصل" إلى القول، إن الأحداث الأخيرة التي تشهدها السويداء، تؤكد جدية تحذيرات سبق إطلاقها عن تحرك إيراني حثيث لتجنيد أبناء المحافظة وزجهم في ميليشيا جديدة تحمل طابعا طائفيا بحتا، يعمق الشرخ في النسيج السوري. وأضافت الصحيفة أن هذه الميليشيا طائفية جديدة تحتمي بشعار مذهبي بحت، وهو شعار "لبيك يا سلمان"، الموازي لشعار "لبيك يا حسين" أو "لبيك يا زينب"، الذي تعمل الميليشيا الشيعية تحت غطائه في سورياوالعراق ولبنان واليمن وغيرها. وأكد إعلاميون بارزون ولادة هذه الميليشيا الطائفية في الوسط الدرزي، متهمين إيران صراحة بتشكيلها، حيث قال الكاتب إياد أبو شقرا معلقا: "بعدما ورطت مؤامرة إيران شيعة العراق ولبنان وعلويي سوريا بالفتنة تحت شعار لبيك يا حسين، ها هي تسعى لتدمير الدروز تحت شعار لبيك يا سلمان". وقالت "زمان الوصل": إن ظهور هذه الميليشيا الطائفية إلى العلن، يأتي في وقت تشهد فيه محافظة السويداء تحركات جدية من مخابرات النظام السوري لإشعال نار فتنة جديدة، عبر إرسال مرتزقة من المحافظة ليقاتلوا الثوار على أرض درعا، وهو ما حصل فعلا، وقد قتل بضعة مرتزقة، ما أعطى فرصة للمجيشين الطائفيين للدعوة إلى التسلح والاشتباك مع جيرانهم في حوران، علما أن أهالي وثوار درعا وجهوا أكثر من نداء يناشدون فيه أهل السويداء الكف عن توريط أبنائهم في معركة ليست معركتهم، وإنما هي معركة النظام الذي يريد البقاء على كرسيه. العالم خذل السوريين من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون: إن الشعب السوري يشعر "على نحو متزايد بأن العالم يتخلى عنه" مع انتقال تركيز الاهتمام العالمي على داعش بينما العنف والبيروقراطية يعرقلان تقديم المساعدات لنحو 12 مليون شخص. وقال بان في تقريره الشهري الثالث عشر عن سوريا الذي قدمه لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الإثنين: إن غياب المحاسبة أثناء الحرب الأهلية التي استمرت أربعة أعوام أدت كذلك إلى زيادة في الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان. وقال بان في التقرير الذي اطلعت عليه رويترز "بينما الاهتمام العالمي منصب على التهديد للسلم والأمن الإقليميين والدوليين الذي توجهه جماعات إرهابية مثل الدولة الإسلامية وجبهة النصرة فإن اهتماما يجب أن يظل موجها لكيفية مساعدة ودعم الشعب السوري على أفضل وجه." وقال بان: إن أكثر من 220 ألف سوري قتلوا منذ أن قمعت قوات الأمن احتجاجات تطالب بالديمقراطية في عام 2011 مما أشعل انتفاضة مسلحة. وفر نحو أربعة ملايين سوري للخارج، وهناك 7.6 مليون نازح في سوريا. وقال بان: إن توصيل المساعدات بات يشكل تحديا متزايدا بسبب "العنف وانعدام الأمن وتغير خطوط الصراع والتدخل المتعمد من قبل أطراف الصراع... وإجراءات إدارية تفرض قيودا على التوصيل الفعلي للمساعدات." وأضاف: إن "انعدام الأمن والقيود التي تفرضها أطراف الحرب على العمليات الإنسانية تستمر في عرقلة" الحصول على الإمدادات والمعدات الطبية. وقال بان: إن الحكومة لم ترد على كثير من طلبات إرسال المساعدات، وإن قوات الأمن تقوم بمصادرة الإمدادات الجراحية من قوافل المساعدات. حملة البراميل المتفجرة وأطلقت 85 مجموعة سورية تضم ناشطين سلميين حملة تطالب العالم بالمساعدة على وقف البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام السوري فوق مناطق مختلفة، وتشجيع محادثات سلام، كوسيلة وحيدة لوقف التطرف الذي أفرزته الأزمة السورية. ونقل بيان عن سلمى كحالة المشاركة في تنظيم حملة "كوكب سوريا"، قولها: "نشعر بإحباط شديد في داخلنا لافتقارنا إلى الحد الأدنى من دعم الأصدقاء حول العالم. الفكرة ليست معقدة بتاتا، فالغالبية المطلقة من السوريين لا يريدون دكتاتورية أو عنفا. نحن نريد بالضبط ما يحتاجه أي إنسان في أي مكان على الأرض: الحرية والكرامة". ووقعت 85 مجموعة ناشطة في المجتمع المدني البيان، وبينها الشبكة السورية لحقوق الإنسان ومركز توثيق الانتهاكات في سوريا ومنظمات نسائية وكردية وآشورية وإعلامية وحقوقية، بالإضافة إلى 6 مجموعات رفضت الكشف عن أسمائها لأسباب أمنية. وأوضح البيان أن المجموعات الموقعة تنتشر في مناطق خاضعة لأطراف متعددة "من درعا والغوطة في الجنوب إلى حلب والحسكة في الشمال"، و"تعمل مع المجتمعات المحلية على ملفات كالتعليم وسبل العيش والحماية"، و"توثيق انتهاكات حقوق الإنسان والانخراط في صناعة السلام"، وتمثل 17 ألف سوري. وأوضحت علا رمضان من المنظمين، أن اسم الحملة "كوكب سوريا"، سببه "أننا نشعر أحيانا وكأننا من كوكب مختلف!"، و"لآن ثورتنا السلمية تحولت إلى حرب دولية تورطت في تأجيج العنف فيها ثمانون دولة على الأقل". وقال حايد حايد، أحد منظمي الحملة، إن "كل برميل متفجر يزيد في قوة داعش، كل دعم يتلقاه هؤلاء المتطرفون في سوريا مرتبط مباشرة بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من نظام الأسد". ومنذ نهاية العام 2013 تقريبا، يستخدم النظام البراميل المتفجرة في قصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، وهي عبارة عن براميل نفط قديمة محشوة بمواد متفجرة ومعدنية وخردة يتم إلقاؤها بواسطة المروحيات من علو منخفض، ولا يمكن التحكم بأهدافها، وقد تسببت بمقتل مئات الأشخاص.