من المقرر استئناف المفاوضات الليبية - الليبية برعاية الأممالمتحدة خلال أيام، ويرجح أن تنعقد في غدامس جنوب البلاد، وسط إجراءات أمنية مشددة، في محاولة لاحتواء الصراع على السلطة بين الحكومتين المتنافستين، وبحسب برناندينو ليون، المبعوث الأممي في ليبيا، فإن الإعلان عن مكان انعقاد المحادثات لن يكشف عنه إلا قبل ساعات من موعد عقدها لأسباب أمنية, فيما يواصل الجيش الوطني الليبي تنفيذ خططه العسكرية فقد أعلنت القوات الخاصة الليبية أنها استعادت قاعدة عسكرية رئيسية في بنغازي من مقاتلين متطرفين بدعم من قوات اللواء خليفة حفتر، حيث تسيطر القوات الآن على مناطق وسط المدينة والمطار وعدة معسكرات تابعة للجيش، وقال متحدث باسم مرسى الحريقة الليبي، أمس: إنه تمت إعادة فتح المرفأ بعد انتهاء إضراب الحراس بسبب الرواتب، وإن المرفأ سيبدأ تحميل الناقلات بمجرد تحسن الأحوال الجوية. معارك بنغازي وتشهد مدينة بنغازي شرق ليبيا معارك عنيفة وشرسة بين قوات "عملية الكرامة" التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وقوات مجلس شورى ثوار بنغازي، فيما قالت القوات الخاصة الليبية: إنها استعادت قاعدة عسكرية رئيسية في بنغازي من مقاتلين إسلاميين خاضوا ضدهم اشتباكات منذ أكتوبر، في إطار صراع أوسع بعد أربع سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي. وقال قائد القوات الخاصة ونيس بوخمادة لرويترز بالهاتف: إن قواته سيطرت على معسكر الجيش الذي يقع في طريق يؤدي إلى المطار خارج ثاني أكبر مدينة ليبية ومكاتب قريبة تابعة لشركة المدار الحكومية للهاتف المحمول. ويظهر تسجيل فيديو وضع على مواقع التواصل الاجتماعي بوخمادة عند بوابة المعسكر. وشنت القوات الخاصة بدعم من قوات اللواء خليفة حفتر هجومها على الإسلاميين في المدينة في منتصف أكتوبر، لاستعادة المدينة التي استولى عليها الإسلاميون الصيف الماضي. واستعادت القوات الخاصة مناطق وسط المدينة والمطار وعدة معسكرات تابعة للجيش. لكن سكاناً قالوا: إن القتال لم يتوقف قرب ميناء بنغازي. وتعين إغلاق الميناء وهو البوابة الرئيسية لواردات السلع الغذائية. وشهدت جميع محاور القتال في بنغازي قصفاً بالأسلحة الثقيلة والمدفعية وصواريخ من طراز غراد أدت إلى سقوط العديد من القتلى بين الطرفين وتضرر أجزاء كبيرة من البنى التحتية للمدينة. فقد وقعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في المحور الغربي لبنغازي خاصة في منطقتي القوارشة والهواري، واستمرت ما يقارب يوماً كاملاً. واستهدفت طائرة حربية تابعة لقوات حفتر مقر كتيبة "راف الله السحاتي"، وهي إحدى الكتائب المنضوية تحت مجلس شورى ثوار بنغازي دون معرفة الأضرار الناجمة عنه. وفي محور وسط المدينة والميناء البحري استهدفت الطائرة مجموعات تابعة لمجلس الشورى بالقرب من الميناء، في حين تضاربت الأنباء حتى الآن بشأن الجهة المسيطرة عليه. كما قامت الدبابات التابعة لقوات "عملية الكرامة" باستهداف منطقة وسط البلد بكثافة أدت إلى تدمير جزء كبير من المؤسسات الحكومية والخدمية. ومع ازدياد حدة المعارك بين الطرفين أكدت مصادر طبية بالمدينة وقوع ما لا يقل عن 55 قتيلاً من قوات حفتر وأكثر من ثمانين جريحاً، بينهم ثمانية مدنيين. الحوار سياسياً، من المنتظر أن تستأنف هذا الأسبوع، المفاوضات الليبية - الليبية برعاية الأممالمتحدة، ويرجح أن تنعقد في مدينة غدامس جنوب البلاد، وسط إجراءات أمنية مشددة. وسيشارك في الجلسة ممثلو مجلس النواب إلى جانب عدد من المشاركين في جلسات جنيف وشخصيات من المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته. وتحاول المحادثات التي ترعاها الأممالمتحدة احتواء الصراع على السلطة بين الحكومتين المتنافستين - المعترف بها دولياً بزعامة عبدالله الثني في شرق البلاد والمقامة من قبل جماعة "فجر ليبيا" في طرابلس والتي أعادت المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته. وتمكنت الأممالمتحدة من إقناع بعض أعضاء الفصائل بالمشاركة في محادثات جنيف، لكن جهوداً لجمع ممثلين رفيعي المستوى من كلا الجانبين فشلت مع إصرار البرلمان في طرابلس على إجراء الحوار داخل البلاد. وقال برناندينو ليون، المبعوث الأممي في ليبيا، إن الإعلان عن مكان انعقاد المحادثات لن يكشف عنه إلا قبل ساعات من موعد عقدها لأسباب أمنية. وتأمل الأممالمتحدة بإحراز تقدم في خطة تضم اتفاق من كلا الجانبين على حكومة وحدة وطنية وترتيب وقف إطلاق نار محلي وتبادل للسجناء كخطوة أولى لنزع فتيل النزاع.