تصاعدت حدة المعارك في بنغازي مجدداً أمس، مع شنّ «مجلس شورى الثوار» المتحالف مع «فجر ليبيا» هجوماً جديداً للسيطرة على مطار المدينة والقاعدة الجوّية الملحقة به، فيما نفّذت القوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر غارات جوية لصد المهاجمين وأجبرتهم على التوقف عند جسر مؤدٍ إلى المطار في قرية بنينا. في الوقت ذاته، استهدف انفجاران مركزاً عسكرياً لقوات حفتر في حي سكني قريب من منطقة الاشتباكات، ما اسفر عن مقتل 3 من عناصرها وإصابة 65 آخرين بجروح. وأعلنت قوات حفتر أن التفجيرين نفذهما انتحاريان يستقلان سيارتين مفخختين. وأفاد محمد حجازي الناطق باسم حملة «الكرامة» التي يقودها حفتر بأن الانتحاريين قتلا بالانفجارين. وقال العقيد ونيس بوخمادة، قائد القوات الخاصة المنضوية في حملة «الكرامة»، إنَّ السيارتين المفخختين «اقتحمتا نقطة عسكرية قرب مطار بنينا، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود، فيما قتل أربعة آخرون خلال الاشتباكات مع المتشدّدين الإسلاميين». وأضاف أنَّ مقاتلي «مجلس شورى ثوار بنغازي» حاولوا السيطرة على المطار و«تكبّدوا خسائر كبيرة». وأعلن العميد صقر الجروشي قائد سلاح الجو في قوات حفتر شنّ غارات بمقاتلات ومروحيات استهدفت المسلحين المتقدّمين في اتجاه المطار، مؤكداً وقوع خسائر في الأرواح والعتاد في صفوفهم. وأشارت تقارير إلى وقوع تفجير ثالث في بنغازي استهدف مبنى تابعاً للاستخبارات، ولم تسجل على الفور خسائر في الأرواح نتيجة هذا التفجير. ويأتي هذا التصعيد بعد اعلان رئاسة الأركان في الجيش الليبي وقفاً لإطلاق النار لمناسبة عيد الأضحى واستجابة لنداء وجّهه نواب من طرفي النزاع بعد حوار أجروه في غدامس برعاية الأممالمتحدة مطلع الأسبوع الحالي. وأعلن مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون عزمه على اجراء محادثات مع قيادات «فجر ليبيا» وحلفائها على امل اقناعهم بسحب مسلحيهم من العاصمة التي سيطروا عليها أواخر آب (اغسطس) الماضي. وأوضح الناطق باسم رئاسة الأركان العقيد أحمد المسماري أن قرار وقف النار ينطبق على كل القوات بما في ذلك تلك التي يقودها حفتر. لكن المسماري الذي يتلقى أوامره مباشرة من رئيس الأركان عبد الرزاق الناظوري، أكد «أحقيّة الجيش في الردّ على أيّ هجمات تستهدفه». من جهة أخرى، حمّل الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، المجتمعَ الدوليَّ مسؤوليةَ انهيار الوضع الأمنى والسياسي في ليبيا، مشيراً إلى أن الحلف حقّق أهدافه عام 2011 بحماية المدنيين في ليبيا. وأضاف ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي في بروكسيل: «لم تكن متابعتنا للأوضاع في ليبيا جيدة بما يكفي، وهذا الأمر يقع على عاتق المجتمع الدولي كلَّه، وليس مسؤولية حلف شمال الأطلسي وحدَه». على صعيد آخر، قتل عشرة مهاجرين أفارقة وفقد العشرات منهم في البحر أمس، إثر غرق مركب كان يقلّهم قبالة سواحل ليبيا. وأفاد ضابط في خفر السواحل الليبية بأن البحرية أنقذت بين 80 و90 شخصاً وانتشلت عشر جثث، موضحاً أن المركب كان يقل 170 إلى 180 شخصاً، استناداً إلى شهادات ناجين.