بعد طول انتظار وترقب لعدة سنوات من قبل أهالي مدينة المبرز بمحافظة الأحساء لتحقيق حلمهم المنشود بانشاء قسم للتنويم بمستشفى الأمير سعود بن جلوي التابع للمدينة اكتشفوا أن حلمهم ذهب أدراج الرياح بصدور قرار الشؤون الصحية بالمحافظة بتحويل المبنى الجديد للمستشفى الى قسم تنويم ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالمستشفى وإنما هو مربوط اداريا بمستشفى الملك فهد بالهفوف . يحدث هذا وكأن أهالي مدينة المبرز مكتوب عليهم أن يظلوا قابعين في مبنى قديم لا يستوعب حاجة الأهالي الصحية، فبعد أن تم افتتاح العيادات الخارجية بالمبنى الجديد قبل أكثر من عام، وبعد طول عناء تكبده ومازال يتكبده المرضى في الذهاب والاياب بين المبنيين القديم والجديد لاكمال اجراءات الأشعة والتحاليل المختبرية يصدر القرار الذي يمكن وصفه ب - الغريب - لاعادة العيادات الخارجية للمبنى القديم المتهالك ليتسنى استقبال المرضى التابعين لمستشفى الملك فهد دون سواهم بحجة تنفيذ الصيانة في أقسام مستشفى الملك فهد التي قد تستغرق من الزمن أربع سنوات أو أكثر . إنه قرار - غريب - بالفعل يستدعي مناشدة وزير الصحة لاعادة الأمور الى نصابها ووضع النقاط على حروفها، فأهالي مدينة المبرز - وهي المدينة الثانية بالمحافظة المكتظة بالسكان - يعانون الأمرين من هذا الوضع الخاطئ ، وليس هناك ما يبرر تحويل المبنى الجديد لمستشفى الأمير سعود بن جلوي بالمبرز الى قسم تنويم تابع لمستشفى الملك فهد بالهفوف . وليس هناك ما يبرر من جانب آخر إعادة العيادات الخارجية للمبنى القديم التابع لمستشفى الأمير سعود بن جلوي بالمبرز ، وهو مبنى يدرك المسؤولون بالشؤون الصحية بالمحافظة أنه بحاجة الى مزيد من الترميم والإصلاح في سائر أقسامه. فالآمال كانت تراود سكان مدينة المبرز بالعلاج في العيادات الخارجية التابعة للمبنى الجديد ، غير أن آمالهم تحطمت على صخرة القرار المفاجئ من قبل الشؤون الصحية بالمحافظة . إن ولاة الأمر في هذا البلد المعطاء مافتئوا يسهرون على راحة المواطنين والبحث عن قنوات رخائهم، وقد أنيطت المهام الطبية لوزارة الصحة لمواصلة تنفيذ المشروعات الخاصة بعلاج المواطنين على أرفع المستويات، وليس من الانصاف تحويل المبنى الجديد لمستشفى الأمير سعود بن جلوي بمدينة المبرز الى قسم تنويم تابع لمستشفى الملك فهد بالهفوف . لقد كان الأولى قبل إصدار هذا القرار - العجيب - أن تستأجر الشؤون الصحية مبنى لتنويم المرضى التابعين لمستشفى الملك فهد بالهفوف بشكل - مؤقت - الى أن تتم اجراءات الصيانة في أقسام التنويم. أما أن يصار الى نقل الأقسام من مستشفى الى آخر بحجة الصيانة فهذا أمر غير مستحب لا سيما أن قسم التنويم وأقسام العيادات الخارجية بمستشفى الأمير سعود بن جلوي بمدينة المبرز تشهد المزيد من الضغوط. وتلك الضغوط على وجه التحديد هي التي أدت - عمليا - للتفكير الجاد في انشاء ذلك المبنى الجديد التابع للمستشفى لاستيعاب تلك الضغوط الملحوظة. وبدلا من استيعابها جاء القرار الأخير الصادر من الشؤون الصحية بالمحافظة بتحويل المبنى الجديد الى قسم للتنويم لا علاقة له اداريا بمستشفى الأمير سعود بن جلوي . إن الأمر يتطلب إعادة النظر فيه من قبل وزارة الصحة الموكول اليها السعي لراحة المواطنين وتوفير ما يمكن توفيره لهم صحيا وطبيا لتجاوز أزماتهم المرضية بأفضل وأمثل السبل الممكنة . * كاتب وإعلامي سعودي