بعد فترة انتظار ليست بالقصيرة لعمل يوثق أدب الطفل السعودي، توج صبر الباحثين عام 2007 بهذا الإصدار الذي يعمل كما يشي عنوانه على رصد أعمال كتاب جيلين من صناع أدب الطفل السعودي. الدليل من إصدارات لجنة ثقافة الطفل بوزارة الثقافة والإعلام، ومن إعداد د. هدى العمودي، وإخراج الفنانة ثريا بترجي. يتكون الدليل من مقدمة وسبعة أبواب، لخصت العمودي في المقدمة رسالتها للماجستير، التي وثقت الإنتاج الأدبي المطبوع للطفل في المملكة، حتى عام 1986. أما أول أبواب الدليل فخصص لكتاب الرعيل الأول تحت عنوان (الرواد)، قدم لهذا الباب اثنان من أعمدة هذا الجيل هما عبدالكريم الجهيمان وفريدة فارسي. كتب الأول في المقدمة الموسومة (تربية ملكة التخيل والتفكير والتأمل) عن دور القصص الشعبية في تحفيز خيال الطفل، بينما وضحت فارسي كيف تحول أدب الطفل من شكله الشفاهي إلى المطبوع مشيرة إلى أن أول من كتب للطفل في المملكة الأدباء المعروفون من أمثال: طاهر زمخشري، عبدالكريم الجهيمان وغيرهم. أما الباب نفسه فجاء محتواه مرتبا أبجديا تحوي كل فقرة نبذة مختصرة عن الكاتب وأعماله للطفل مع صورة لغلاف أحد الأعمال. أما الباب الثاني الموسوم (الكتاب المعاصرون) فقدمت له الكاتبة د. هند الخليفة لتحكي عن علاقتها بالقلم منذ الطفولة، تضمن الباب عددا كبيرا من أدباء الطفل ممن صنع له علامة في هذا الفن، وكذلك الكتاب ذوو الإنتاج الضحل. قدمت الفنانة هلا بنت خالد للباب الثالث المخصص للرسامين بسرد علاقتها بالرسم منذ الطفولة، وقد جاء هذا الباب هزيلا بعدد محدود من الفنانات لم يتجاوز الست، مما يعكس حال الفن التشكيلي عموما، وعدم تقدير دور الرسم كأحد دعامات أدب الطفل في السعودية في هاتين الحقبتين. أما الباب الرابع من الدليل، فقد خصص للدراسات العلمية في أدب الطفل، وكتبت مقدمته الباحثة د. نجود السديري، حكت فيها عن علاقتها بالقصص منذ الصغر. ورغم صغر هذا الفصل، إلا أنه لا يعكس حال البحث العلمي في مجال أدب الطفل بالسعودية، وهذا من أبرز مثالب الدليل الذي أغفل عددا كبيرا من الباحثين الذين قدموا رسائل علمية، نالوا بها درجة الماجستير والدكتوراه. وتقديرا لدور النشر، رصد الباب الخامس من الدليل الهيئات الناشرة، سواء المتخصصة منها في إصدار كتب الأطفال، أو تلك التي اهتمت بكتاب الطفل ضمن إصداراتها. قدمت لهذا الباب الناشرة وفاء كامل مؤسسة دار النبتة لكتب الأطفال. واكتفت معدة الدليل باسم دار النشر وعنوانها في هذا الباب. اهتم الفصل السادس بنوادي القراءة الموجودة في السعودية، وقامت د. صباح عيسوي بكتابة مقدمته، حيث أعطت لمحة عن أسباب ضعف القراءة في السعودية، معتمدة على نتائج بحث ميداني يستقصي تلك الأسباب. وفي مقدمة الباب الأخير المخصص لمجلات الأطفال كتبت القاصة أروى خميس عن تجربتها في الكتابة للطفل، التي توجت بحصد جائزة الكتاب الذهبي لمهرجان الشارقة القرائي الأول عام 2006، وعكس هذا الباب حال مجلات الطفل في السعودية بقلة عدد المجلات التي توقف عدد منها عن الصدور. جدير بالذكر هنا أن أول مجلة للأطفال صدرت في السعودية هي مجلة الروضة، التي خرج أول أعدادها للنور في سبتمبر 1959، وأشرف عليها الأديب طاهر زمخشري. وتبرز أهمية هذه المجلة في أنها تعد عند كثير من المؤرخين لأدب الطفل البداية الأولى لأدب الطفل السعودي.