| الأستاذ الأديب «محمد بن عبدالرزاق القشعمي» باحث قدير، ومحب للأدب والأدباء، عشق الثقافة فأخذته ليعمل مديراً للشؤون الثقافية بمكتبة الملك فهد الوطنية، ليكون قريباً من الوعاء المعرفي الغزير بالمعلومات المفيدة له في مواصلة أبحاثه الأدبية القيمة والتي أصدرها في كتب عديدة تحدث فيها عن : تاريخ الصحافة في المملكة العربية السعودية، وحياة روادها ، وترجم لعدد من المؤلفين ، ورؤساء تحرير الصحف السعودية، كما نشر العديد من الأبحاث التي تفيد الدارسين والعاملين في مجال الصحافة. - وأحسب أن أخي الأستاذ القشعمي قد نجح بجدارة في تقديم مواد وأبحاث علمية موثقة ، لمخزونه الثقافي الوفير، وصلته الوثيقة بالأدباء والمثقفين ورجال الصحافة، ثم قدرته على الكتابة في هذا المجال بتمكن، وبأسلوب شائق جميل. | أهداني مؤخراً كتابه الجديد الموسوم ب (عبدالكريم الجهيمان..رحلة العمر والفكر). وسررت جداً بقراءة سيرة هذا الإنسان النبيل، ومسيرته الرائدة في مجالي الصحافة والأدب. فالكتاب يكشف عن جوانب مهمة في حياة الأستاذ عبدالكريم الجهيمان، ولا شك أنَّ أخي القشعمي قد أدرك القيمة الثقافية لهذه الشخصية الفذة التي تفوقت- بعون الله تعالى - على كل الظروف الحياتية الصعبة ، وبرزت ضمن كوكبة من رجالات (التربية، والصحافة، والأدب) كان لها فضل المشاركة في بناء النهضة الحديثة التي أرسى دعائمها المؤسس الباني الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله. - نعم: لقد عرف الأستاذ القشعمي مقدار (قيمة وقامة) الأستاذ الجهيمان، فحاول تقديمه لجيلنا المعاصر من خلال ما رواه الجهيمان عن نشأته، ومعاناته في طفولته، وتعليمه، واشتغاله في التدريس ، وتأليف بعض المقررات الدراسية في بداية الإنطلاقة التعليمية بالمملكة العربية السعودية، وأسفاره التي أثرت معارفه، ووسعت تفكيره، ثم ولوجه الساحة الصحافية، ومواجهة متاعبها ومشاقها بروح تنشد الخير والصلاح للأمة والوطن..متحملاً مسؤولية (الكلمة الصادقة) بأمانة وفهم عميق لأهدافها الخيرة. - كما اعتمد الباحث القشعمي على ما كتب عن أديبنا الجهيمان ، وما شهد به أولو العلم والمعرفة ممن عرفوه عن كثب وقالوا فيه كل ما لمسوه من خصال كريمة، وفعل إنساني له أثره الإيجابي في المجتمع. | وفي الصفحات التي كتبها الأستاذ القشعمي تحت عنوان : (مع الجهيمان قرابة عقدين..أول ما عرفته) يكشف عن علاقة وثيقة ربطته بالرجل ، حاول وصفها بدقة وبحرفية الصحافي المُجيد في مهنته ، لتكون مجريات المواقف والأحداث التي عايشها معه واضحة ومشوقة للقارىء. - وقد جعل المؤلف القسم الثاني من كتابه لتوثيق آثار الأديب الجهيمان، من الكتب التي بلغت 38 كتاباً، والمقالات التي نشرها في بعض الدوريات، كما ذكر الكتب التي ألفت عنه ، أو ذكر فيها، والمقالات التي نُشرت عنه ، وكُتبه المترجمة، والمقابلات التلفزيونية والإذاعية التي أجريت معه ، ثم (الملحق) الخاص بالوثائق والصور التذكارية. | الجدير بالذكر أن أستاذنا عبدالكريم الجهيمان قد حظي بالتكريم في العديد من المناسبات الثقافية، فقد كُرم في اثنينية الشيخ الأديب عبدالمقصود محمد سعيد خوجه بجدة في تاريخ 19/1/1421ه الموافق 24/4/2002م ، وقُلد وسام الملك عبدالعزيز في مهرجان الجنادرية في 22/10/1421ه الموافق 17/1/2001م، واحتفت به الكثير من المراكز والمنتديات الثقافية والأدبية، أسأل الله تعالى أن يديم على أدبينا الجهيمان نعمه ، ويجزيه خير الجزاء على ما قدمه لدينه ووطنه- وتحية لأخي الأستاذ محمد القشعمي على هذا العمل الأدبي المتقن، الذي يُعد- بالفعل- بمثابة التكريم للرائد المجيد عبدالكريم بن عبدالعزيز بن صالح الجهيمان. والله ولي التوفيق.