الأطفال.. اللبنة الأساس لبناء الأمة.. غد التنمية.. المستقبل الحقيقي لملامح الوطن.. القراءة الأكثر وضوحا لما سنكون عليه.. العناية بهم تعني أننا أمة بخير وأمة تعرف أين موقعها الآن وأين تريد أن تكون على خارطة العالم.. في الأيام القليلة الماضية رصدت كاميرا «عكاظ» الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وهو يحنو على الأطفال الأيتام ويشرف بنفسه على الخدمات المقدمة لهم.. ويستشرف مستقبلهم.. ويرسم لهم خارطة طريق التقدم والارتقاء بتعليمهم وحياتهم ودورهم الذي ينتظره منهم وطنهم.. والأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة يمد يده لكل طفل يحتاج إلى رعاية.. والأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان يلاطف طفلا في مهرجان الحريد.. والأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية وهو يعدل هندام طفل.. والأمير فهد بن سلطان يستوقف طفلا في أحد شوارع حقل ويربت بيده على كتفه ويدير معه حوارا أبويا يجيب على كثير من الأسئلة التي ستبني للغد أكثر مما شيد بالأمس.. والأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين الذي يعرف حنو يده كل طفل معوق في بلادنا.. والأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة يطعم الأطفال بيديه .. والأمير مشعل بن عبد الله أمير منطقة نجران وهو يناول طفلا جرعة التطعيم.. هذه اللفتات الحانية والمسؤولة من قيادات مناطق وطننا الكبير تجاه الأطفال انعكاس واضح.. وشديد الشفافية للرؤية التي تنتهجها سياسة القيادة في بلادنا.. المواطن أولا.. هو الثروة الحقيقية وليس النفط.. ولا الغاز.. ولا المال.. بل الإنسان.. الثمرة الأغلى والأحلى التي لا بد لها أن تروى جيدا.. وأن تختار لها التربة الصالحة للنمو.. وأن يعتنى بها حتى تنضج وتثمر بدورها.. ويجني الوطن عصارة ما غرسناه وربيناه.. شكرا لكل يد حنت وربتت على كتف مستقبل هذا الوطن.. سنفاخر بكم وبهؤلاء الصغار مع كل أغنية مجد يسمع بها الآخر.. وكلما غنت الطفلة «نحن قادمون». في العام الماضي كشف تقرير للبنك الدولي أن أعداد العاملين من الأطفال في السعودية سجلت صفرا، مع عدد من الإعلاميين، مؤكدا خلو السعودية من العاملين من الأطفال، في الوقت الذي سجلت فيه دول مختلفة أرقاما حول عمالة الأطفال. بلادنا تحارب عصابات تشغيل الأحداث وتشترك في مسؤولية محاربتها جهات عدة، ليس من أجل عمل الحدث فحسب.. وإنما من أجل المحافظة عليه كإنسان في المقام الأول.. وتحذر أرباب العمل المتورطين في تشغيل الأطفال من العقوبات التي حددها نظام العمل.. ووفقا لتقرير منظمات دولية مختصة في الشأن العمالي فإن آفة عمالة الأطفال تصيب طفلا واحدا من كل ستة أطفال في العالم. وبلادنا تهتم بإنشاء دور رياض الأطفال التابعة لوزارة التربية والتعليم، والتي تجاوز عددها 1.449 دارا تحتوي على 5.656 فصلا دراسيا بلغ عدد من التحق بها نحو 86.886 طفلا وطفلة سعودية وبعدد إجمالي بلغ 97.137. بينما توضح إحصائيات وزارة الصحة أن إجمالي عدد المواليد في عام 2005 بلغ 249480 منهم 209149 مولودا سعوديا بنسبة 83.8. ولحماية الطفولة في المملكة تم إطلاق أول رقم طوارئ لنجدة الطفل (116) في خطوة تهدف إلى سرعة وسهولة الإبلاغ عن حالات إساءة معاملة الأطفال في كافة مناطق المملكة. وتعتبر المملكة من أهم الدول التي تهتم بأدب الأطفال سردا وشعرا ومسرحا وصحافة، ويدل على ذلك المجلات الكثيرة التي أصدرتها الدولة لصالح الأطفال، ومن يطلع على أدب الأطفال في المملكة، فإنه سيصادف مجموعة من الكتاب والمبدعين والمؤلفين الذين أبدعوا للأطفال مثل عزيز ضياء، وعبد الرحمن المريخي، وعلوي الصافي، وخالد عبد الله، وفرج الظفيري، وجبير المليحان، وحبيب المطيري، وعبد الكريم الجهيمان، وخالد عباس دمنهوري، وأروى داود خميس، ويعقوب إسحق الذي أنتج في هذا المجال أكثر من 250 مؤلفا ما بين قصص وكتب مصورة وأناشيد، وهو أول رئيس تحرير لمجلة «حسن» للأطفال، وقدم عددا من البرامج الإذاعية والتسجيلات الخاصة بالأطفال، ويعرف في المملكة باسم «بابا يعقوب». وقد تبوأ شعر الأطفال في الأدب السعودي مكانة مهمة، وذلك بفضل القصص والأشعار التي كتبها فئة من الأدباء السعوديين مثل: طاهر زمخشري، عبد الكريم الجهيمان، وعزيز ضياء ، ويعقوب إسحاق، وفريدة فارسي، ومشعل الشهراني، وفي سرديات الأطفال مثل: جبير المليحان الذي كتب للأطفال «كتاب الهدية»، وهناك كتاب وأدباء ومبدعون آخرون كتبوا القصة الطفلية في المملكة، مثل: عبده خال، وعبد الحفيظ الشمري، والأميرة مها الفيصل، وعبد الكريم الجهيمان ومحمد بن عبد الرحمن الربيع صاحب «قصص إسلامية للأطفال» وغيرهم كثير. وظهر الاهتمام بمسرح الأطفال في المملكة كالاهتمام بالمسرح المدرسي، والتربوي التعليمي، والقرائي، ومسرح الدمى والعرائس. وصدرت في المملكة مجموعة من الصحف ومجلات متخصصة في أدب الأطفال. ومن أهم المجلات المعروفة مثل: مجلة «حسن» التي كانت تنشرها دار «عكاظ»، ومجلة «الشبل»، ومجلة «الجيل الجديد» التي كانت تصدر عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ومجلة «باسم» التي تصدر عن الشركة السعودية للأبحاث والتسويق منذ عام 1985م. وكانت أول صحيفة للأطفال في المملكة هي للأديب والشاعر طاهر زمخشري، وقد ظهرت عام 1379ه تحت عنوان: «مجلة الروضة». ومن أهم الإصدارات النقدية في مجال أدب الأطفال كتاب «الإصدار الأول لدليل كتاب ورسامي أدب الطفل في المملكة» للدكتورة هدى العمودي الصادر سنة 2008م، كما ألفت الكاتبة وفاء السبيل مجموعة من الدراسات والكراسات الطفلية مثل: «صنعت بيدي، أعمال فنية للأطفال» 1414ه، وكتاب «قصص الأطفال في الأدب السعودي.. دراسة موضوعية وفنية» الصادر عن نادي الرياض الأدبي عام 1424ه، وكتاب «ثقافة الطفل السعودي.. رؤى وأفكار» الصادر عن الملتقى الأول للمثقفين السعوديين عام 1425ه، وثمة كتب أخرى وموسوعات معرفية شتى موجهة للأطفال أو تناولت ما يشبع ويثري حياة الطفل. وأطلقت وزارة الثقافة والإعلام قناة «أجيال» الموجهة للأطفال لتعنى بهم وتوفر لهم الترفيه البريء من واقع بيئتهم وثقافة بلدهم.