استغل أهالي الأحساء عطلة الربيع بالخروج إلى المنتزهات العامة في الهواء الطلق بحثا عن دفء شمس الشتاء، حيث تبحث العوائل وأبناؤها عن الأماكن المفتوحة للاستمتاع وسط الطبيعة الخضراء. في حين تتجلى هذه المناظر في منتزه الاحساء الوطني المجاور لمدينة العمران شرق الواحة، الذي يعتبر من الأماكن المثالية للتعرض لأشعة الشمس في فصل الشتاء، وسط غابة من الأشجار المتنوعة ومساحة شاسعة من الكثبان الرملية التي تكون وجهة خاصة للشباب، بينما شهد أمس إقبالا كبيرا من المواطنين والمقيمين في أجواء ربيعية باردة وطبيعة خلابة جذبت العوائل للتنزه بين غابة الأشجار وكذلك الكثبان الرملية الذهبية الممتدة على طول وعرض المنتزه في مساحته الشاسعة ذي البيئة المتنوعة، وقد استغل الأهالي هذه الأجواء للخروج في نزهات جماعية مع الأهل والجيران وإعطاء الأطفال فرصة المرح واللهو من دون قيود، بعيدا عن ازدحام المدن وتلوثها. المواطن عبدالله الحسن خرج مع أسرته منذ الصباح الباكر متوجها نحو منتزه الاحساء الوطني؛ بهدف قضاء يوم كامل في هذا المكان البديع حسب وصفه، مشيرا إلى انه ومجموعة من العوائل قدموا منذ وقت مبكر وتناولوا وجبة الإفطار في الحديقة المقابلة لساحة الألعاب الكبيرة حتى يستطيع أطفاله اللعب وعيونه تراقبهم، مبينا أنه وعائلته يستمتعون كثيرا بمثل هذه الرحلات والخروج إلى الطبيعة بعيدا عن جدران المنزل والمجمعات التجارية المغلقة، موضحا أن منتزه الاحساء الوطني قريب له ومجانا، لكنه يحتاج إلى بعض الخدمات مثل المطاعم والبوفيهات، والاهتمام أكثر بدورات المياه وجلب ألعاب جديدة لجذب شريحة الأطفال. وترى أم عبدالله أن رمال المنتزه مناسبة جدا لأبنائها الذين يهوون الكثبان الرملية والمشي عليها من قبل أفراد العائلة، حيث الأجواء الباردة تعطيهم فرصة كبيرة لممارسة رياضة المشي والوقوف فوق الكثبان الرملية. بينما جارتها أم حسن -45 عاما، ربة منزل ولديها 6 أبناء- تقول: إنها في كل عام تنتظر قدوم فصل الشتاء لتغيير طريقة قضاء إجازة نهاية الأسبوع مع زوجها وأولادها، وتعمل دائما على الخروج المبكر خصوصا يومي الجمعة والسبت للاستمتاع بشمس الصباح، وتناول الإفطار في إحدى حدائق المنتزه المتناثرة فيه، وفي نفس الوقت تتيح لأبنائها فرصة استنشاق هواء نقي ومتجدد بعيداً عن الغرف المغلقة، والذي قد يسبب بعض أنواع الأمراض الصدرية، كما أنها تعمل على جلب الدراجات الهوائية لأبنائها لممارسة رياضة الدراجات، حيث يسلكون الطرقات الطويلة في المنتزه واكتشاف الأماكن البعيدة وسط أجواء آمنة وتغيير نمط الحياة اليومي. الشاب فلاح الأحمد -17 عاما، طالب بالمرحلة الثانوية- حضر للمنتزه برفقة مجموعة من أصدقائه لممارسة بعض المسابقات البدنية على الكثبان الرملية لكسب مزيد من اللياقة وفي نفس الوقت الاستمتاع بهذه الأجواء المفتوحة، حيث يفضل هو المجموعة التي يرافقها أن يقضي عطلة المدرسة ونهاية الأسبوع في الهواء الطلق خلال فصل الشتاء، والتي يعتبرونها من أجمل الأوقات التي يعيشها الطلاب خلال الإجازة القصيرة، حيث يحرص هو وأصدقاؤه على التجمع يوميا والذهاب إلى أحد المتنزهات المفتوحة وقضاء اليوم بالكامل هناك، في حين يتناولون وجبة الغداء في أجواء مشمسة، يعقبها الاشتراك في بعض الألعاب الرياضية مثل سباقات الجري أو المشي على الرمال وحمل بعض الأثقال، مستمتعاً بهذه الرحلة الخلوية التي تعود عليها بشكل متكرر، بعيدا عن ضجيج المدينة وضغوط الدراسة، وفي نفس الوقت تكون هناك فرصة لممارسة العديد من الأنشطة الجميلة التي لا يمكن ممارستها سوى في فصل الشتاء. ومن المواقع التي جذبت المتنزهين شاطئ العقير الذي يتميز بنقاء وصفاء مياهه الهادئة التي تصلح لرحلات صيد الأسماك، بينما تستغل العوائل المظلات التي أنشأتها أمانة الأحساء المطلة على الشاطئ مباشرة والمحيط العشبي الذي تقع عليه تلك المظلات. ويؤكد المواطن عدنان الصالح أنه وعائلته في هذه العطلة الصغيرة وجهته بحرية خالصة، حيث اعتادت العائلة من أول يوم في الإجازة وبشكل يومي الذهاب إلى شاطئ العقير وقضاء يوم عائلي ممتع وسط بيئة بحرية نظيفة، حيث يفضل أبناؤه شاطئ العقير على المعالم الأخرى في الأحساء.