يكتشف زوار دولة كندا بأن أغلب المدن الكندية في فصل الشتاء عادة ما تكون هادئة وساكنة، وذلك بسبب الاجواء القارصة التي تسيطر عليها طوال السنة تقريبا، لكن فصل الصيف عادة ما يكون العكس تماما، حيث تعج المدن بالأنشطة المتنوعة التي تقام في أرجائها. وما أن تطلق الشمس اشعتها الحارة على مدينة فانكوفر احدى المدن الواقعة في محافظة برتش كولمبيا الكندية، إلا وتبدأ حياة اخرى بلون وطعم مختلف، فبعد ان مل الشعب من الأجواء الشتوية والسماء الممطرة التي دائما ما تسيطر على المدينة، وتمنع الكثيرين من الاستمتاع وقضاء الوقت خارج المنزل، يصل وقت النشاط وتبدأ الحياة الصيفية الفعلية في أغلب المدن الكندية. ويقضي الكنديون أغلب الاوقات في وقت الشتاء داخل المنازل والأماكن التجارية المغلقة، وذلك نظرا لزمهرير الشتاء وكثرة هطول الأمطار والثلوج، والتي عادة ما تسبب لهم العديد من المعضلات نظير عدم المقدرة بمغادرة المنزل بالسيارة، وذلك لصعوبة القيادة أثناء انهمار الثلوج. وقد تصل الأمور أحيانا الى صعوبة المشي بالأقدام في الشوارع بسبب كثرة الثلوج على الارض وكذلك برودة الجو القارصة، لذا يقوم الكنديون بتعويض هذه الايام من خلال القيام بالعديد من الانشطة والرحلات، ومن أبرزها التخييم في الغابات والأماكن المخصصة باستخدام الخيام الصغيرة المتعارف عليها او سيارة البيت المتنقل. ومثل ما اعتادت أغلب الشعوب في الشرق الأوسط على حرارة الشمس القاسية، اعتاد الكنديون على برودة الأجواء وكثافة الأمطار اليومية، وكل شعب يأمل بالخلاص مما لديه. وعندما يكون الكنديون في أعمالهم دائما ما ينظرون الى حالة الطقس، آملين ان يكون يومهم مشمسا وحارا ، رغبة في قضاء الوقت بعيدا عن المنزل، للاستلقاء تحت أشعة الشمس التي ستوفر لهم النشاط والعديد من الفعاليات الصيفية. فيسأل الزميل زميله هل تتوقع ان يكون الجو مشمسا اليوم ؟، ليجيبه الآخر أتمنى ذلك .. ويبدأ بعدها كل من الاثنين للتخطيط لليوم الذي قد يفسده هطول المطر. يطلقون الألعاب النارية .. ويمارسون رياضة القفز بالمظلات من الطائرة .. والقفز بالحبل من جبل إلى جبل أو إلى بحيرة الحدائق والطبيعة الخلابة دائما ما تستحوذ على اهتمام الكنديين في فصل الصيف، فيبتعد الكثير عن الملاهي، متجهين الى المنتزهات والشواطئ وكذلك الاماكن الطبيعية الساحرة، طمعا لقضاء أيام من فصل الصيف بعيدا عن الغيوم والامطار، للاستمتاع تحت أشعة الشمس ودرجة حرارة قد تصل الى 30 درجة مئوية. ويجد الكنديون ان التخييم في الغابات أمر مسلي جدا، وذلك بسبب تجمع الاصدقاء او العوائل مع بعضهم البعض لفترة طويلة، بعد أن قضى الجميع فترة طويلة بعيدا عن الاسرة والاصدقاء منشغلا بالعمل وامور الحياة، ويسعى المنظمون الى مثل هذه الرحلات الى تقوية العلاقات الاسرية بين الطفل ووالديه، وكذلك مد جسور التواصل بين الفرد وأصدقائه. ويقوم الكنديون بالتخييم بإحدى المناطق مستخدمين الخيام الصغيرة المتعارف عليها في كندا للمبيت فيها ليلا، ويبدأ الجميع صباحا بتحضير الافطار والجلوس مع الاقارب او الاصدقاء للتمتع بالحوار الذي يدور بين بعضهم البعض. كنديون في رحلة عائلية الالعاب النارية دائما ما تتكون في واجهة البرامج الصيفية التي يحرص الكنديون على حضورها، حيث تنظم بعض المؤسسات مسابقة للألعاب النارية، يتنافس فيها دول متعددة من شتى أقطار العالم، ويخصص كل يوم لدولة معينة حتى تبدأ كل دولة متنافسة بإطلاق الالعاب النارية بألونها وأشكالها المميزة والغريبة في سماء المدينة، ويستمتع سكان المدينة بمشاهدة هذه العروض يوميا على مدار الاجازات او الاعياد الصيفية، وتخصص بعض الاماكن لاستضافة المشاهدين وعادة ما تكون هذه المناسبات عند الشواطئ والبحار الكندية. وللحيوانات أيضا نصيب من الأنس والتسلية في فصل الشتاء، فتحظي الكلاب والحيوانات الأليفة الأخرى بجولات يومية، تتنوع ما بين المنتزهات والسواحل التي تخصص أحيانا للكلاب فقط، حيث تتجول الكلاب مع مالكها في ساحات الحديقة للعب مع الكلاب الاخرين بكل حرية، وحتى في أغلب الشواطئ التي يقصدها الكنديون يحصل الكلاب على أماكن خاصة للعب وكذلك السباحة في البحر. الأجواء الجميله تجمع الأصدقاء أما عن الغوص فهو من أبرز الألعاب الرياضية التي يحرص الكنديون على ممارستها صيفا، لكنه يكون مختلفا تماما عن الغوص في الماء، حيث يغوص عشاق الرياضة المثيرة في السماء عبر رياضة «القفز بالمظلات»، وعادة ما يكون رواد هواية القفز الحر من الأثرياء وذلك لغلاء ثمن تجربة هذه الرياضة، وتقدر قيمة التجربة بحوالي ثلاث مائة دولار كندي، أي ما يقارب ألف ومائة وأربعين ريالا، تبدأ بركوب الطائرة والارتفاع ثم القفز بالمظلة نحو الارض، ورغم ان ثمن هذه الرياضة مرتفع إلا انها تنتهي في سبع دقائق فقط. وقد يرتفع سعرها اذا اراد الشخص توثيق تجربته سواء بتصوير الفيديو او التقاط الصور الفوتوغرافية. ومن ضمن الألعاب الرياضية المثيرة التي تستهوي الكنديين «القفز بالحبل»، وروادها أكثر من رواد «القفز بالمظلات» نظرا الى سعر هذه الرياضة والتي عادة ما تكون نصف سعر رياضة القفز الحر، ويكون مقر هذه الرياضة في الجسور المتعلقة فوق البحار وبين الجبال الخضراء، حيث يتم وضع الحبال في جسم الرياضي، لتبدأ اللعبة فور القفز من الجسر، ويمكن للاعب تحديد ما اذا كان يريد السقوط في الماء ام في الهواء فقط. الألعاب النارية من أهم البرامج الصيفية رياضة القفز بالمظلة من الطائرة تجربة القفز بالحبل من الجبل إلى البحيرة