كلما هبت رياح نهائيات أمم آسيا لاح في الأفق اسم شيخ المدربين الوطنيين خليل الزياني، كيف لا وهو الأسم الذي ارتبط بصناعة الانجاز الاسيوي السعودي ليدخل الفرحة والبهجة الى كل البيوت، ليقتحم الزياني التاريخ من أوسع أبوابه. الزياني نجح في تطويع كأس آسيا في الظهور الأول للمنتخب السعودي في البطولة القارية بسنغافورة في العام 1984م، ليصبح الظهور الأول في النسخة الثامنة يساوي بطولة، حيث يعتبر الفوز باللقب الآسيوي هو أولى البطولات السعودية التي تحققت بقيادة وطنية حيث اقترنت الكأس باسم المدرب الوطني خليل الزياني. وكان الزياني قد تولى مهمة تدريب المنتخب الوطني بعد إقالة المدرب البرازيلي الشهير زاجالوا في دورة الخليج بسلطنة عمان وسافر على الفور الى مسقط ليقود الأخضر خلالها، ويحقق المركز الثالث في البطولة الاقليمية وكان هناك رضا من قبل المسئولين والشارع الرياضي السعودي بعد استلامه المهمة حيث كانت المستويات التي قدمها الأخضر جيدة إلى حد كبير الأمر الذي دفع الجميع للمطالبة باستمراره مع المنتخب في نهائيات كأس أمم أسيا التي كانت على بعد مسافة قصيرة من انتهاء دورة الخليج، وغامر الزياني قبل الدخول في النفق الأسيوي من خلال استعانته بلاعبين شباب لكنهم كانوا من فئة خمسة نجوم ليحقق قفزة كبيرة للكرة السعودية، وكان الصقور الخضر عند حسن الظن بهم وبقيادة مدربهم الوطني خليل الزياني. وطبيعي أن تكون كأس أسيا جزءا مهماً من تاريخ الزياني الرياضي التدريبي لأنه الانتصار الأغلى للكرة السعودية والأجمل ويحمل ذكرى خاصة في نفوس السعوديين قيادة وشعباً. ولم يكن الانجاز الاسيوي الوحيد الذي حققه الزياني للكرة السعودية، بل قاد بعد ذلك المنتخب السعودي إلى تحقيق إنجاز تاريخي آخر من خلال التأهل لدورة الألعاب الأولمبية عام 1984 في لوس أنجليس الأمريكية لتسجل السعودية أول ظهور عالمي حينها في المحافل الرياضية. ويعتبر الزياني من المدربين ذوي الشخصية المحبوبة والجذابة في الوسط الرياضي، الا أنه تعرض الى وعكة صحية عنيفة ليرقد على فراش المرض، الا ان الناس يدعون له بالشفاء لتجاوز المرحلة الحرجة التي وقع فيها بشكل مفاجئ. هذه كانت بداية الاخضر السعودي مع الانجازات والتي بدأت بالصعيد الأسيوي على عكس المنتخبات العربية الاخرى التي حققت اللقب، والتي بدأت على المستوى الخليجي أولاً ومن ثم انتقلت للصعيد القاري.