يحدو المنتخب القطري لكرة القدم الأمل ان يحقق افضل نتائجه في كأس اسيا في النسخة السادسة عشرة التي تستضيفها استراليا اعتبارا من 9 يناير الجاري بعد تألقه الاقليمي مؤخرا. ويعتبر كثيرون ان وصول العنابي الى نصف النهائي للمرة الاولى في تاريخه سيكون انجازا كبيرا وحقيقيا، اذ كانت ابرز وأفضل نتائجه الوصول الي ربع النهائي مرتين، الاولى في لبنان 2000 عندما سقط امام الصين 1-3، والثانية في النسخة الماضية على ارضه في الدوحة 2011 عندما ودع بصعوبة امام اليابان البطلة 2-3 بعدما عادلها حتى الدقيقة قبل الاخيرة. وتأهل المنتخب القطري الى استراليا بعد حلوله ثانيا في المجموعة الرابعة بفارق نقطة واحدة عن البحرين التي تصدرت مجموعة ضمت ماليزيا واليمن، ليقع في النهائيات ضمن المجموعة الرابعة الى جانب ايرانوالاماراتوالبحرين. وتبدو الفرصة مهيأة امام القطريين لتحقيق انجاز جديد بعد النجاح الذي حققه الفريق في اول ظهور رسمي تحت قيادة مدربه الجزائري جمال بلماضي، وحصوله على لقب كأس الخليج الثانية والعشرين في نوفمبر الماضي بالسعودية، ولم يكن حصوله على اللقب بضربة حظ ولكن نتيجة للاداء الجيد وقدرته على تخطي صاحب الارض والجمهور في المباراة النهائية. ويزيد من امال الكرة القطرية بتحقيق انجاز جديد في استراليا، الاجواء الجيدة التي تسيطر عليها بعد الانجازات التي حققتها مؤخرا بحصول منتخب الشباب على كأس آسيا للمرة الاولى في اكتوبر الماضي وتأهله الى كأس العالم، وحصول خلفان ابراهيم على لقب ثاني افضل لاعب في اسيا. ويعيش المنتخب القطري في الفترة الحالية حالة من الاستقرار بعد ان قرر بلماضي باستمرار نفس اللاعبين الذين خاض بهم بطولة كأس الخليج، باستثناء عودة خلفان ابراهيم بعد غيابه للاصابة، اضافة الى وجهين جديدين هما رأس الحربة محمد مونتاري والمدافع محمد عبدالله تريسور. كما ان لاعبي الفريق وصلوا الى مرحلة احترافية كبيرة من خلال عودتهم لمباريات الدوري القطري بعد ساعات قليلة من فوزهم ببطولة الخليج، وخوضهم 5 مباريات مع انديتهم في اقل من شهر، ثم انخراطهم في تدريبات المنتخب بعد توقف الدوري وخوضهم مباراة ودية امام استونيا (3-صفر)، ومغادرتهم عقب المباراة مباشرة الى مدينة كانبيرا للانتظام في المعسكر الاخير الذي تضمن اللعب مع عمان (2-2) بهدفي مشعل عبدالله في اليوم الاخير من السنة الماضية، ومع نيوزيلندا في 5 يناير. تسيطر على الجمهور القطري حالة من التفاؤل بتحقيق إنجاز جديد بعد أن وجد اخيرا منتخبا جديدا يملك شخصية مختلفة، له اسلوبه واداؤه الخاص، وبمقدوره مواجهة اقوى منافسيه حتى خارج ملعبه وامام جماهير غفيرة. لكن قطر التي ستستضيف نهائيات مونديال 2022، لا تملك رصيدا كبيرا في نهائيات كأس اسيا التي كانت مشاركتها الاولى في تصفيات النسخة السادسة منها عام 1976، اي بعد 20 عاما على انطلاقها، وشاركت فيها حتى الآن 8 مرات اعوام 80 و84 و88 و92 و2000 و2004 و2007 و2011. وتأهلت قطر الى نهائيات دورة 1980 التي اقيمت في الكويت، وخاضت 4 مباريات ففازت على الامارات 2-1، وخسرت امام كوريا الجنوبية صفر-2، وتعادلت مع ماليزيا 1-1، ثم خسرت امام منتخب الدولة المنظمة صفر-4 وخرجت من الدور الاول. وتأهلت الى النهائيات في الدورة الثامنة عام 1984 في سنغافورة ولعبت ضمن المجموعة الاولى فتعادلت مع سوريا 1-1، وخسرت امام الكويت صفر-1، وتعادلت مع السعودية 1-1، وثأرت من كوريا الجنوبية 1-صفر، لكنها خرجت ايضا من الدور الاول. واستضافت قطر الدورة التاسعة عام 1988، ولعبت ضمن المجموعة الاولى فخسرت امام ايران صفر-2، وفازت على الامارات 2-1، وخسرت امام كوريا الجنوبية 2-3، ثم تغلبت على اليابان 3-صفر لتحتل المركز الثالث خلف كوريا وايران اللتين تأهلتا الى نصف النهائي. وتأهلت قطر للمرة الرابعة على التوالي الى نهائيات البطولة العاشرة التي استضافتها اليابان عام 1992، ولعبت في المجموعة الثانية فتعادلت مع تايلاند 1-1، ومع السعودية 1-1، وخسرت امام الصين 1-2، وحلت ثالثة خلف السعودية والصين اللتين تأهلتا الى نصف النهائي. وفشل «العنابي» في التأهل الى نهائيات الدورة الحادية عشرة التي استضافتها الامارات عام 1996، تاركا بطاقة المجموعة لسوريا. وفي الدورة الثانية عشرة في لبنان عام 2000، حقق المنتخب القطري افضل نتيجة له في النهائيات الاسيوية ببلوغه ربع النهائي لكنه سقط في دور الثمانية امام نظيره الصيني 1-3. وذهب منتخب قطر الى الصين عام 2004 بآمال كبيرة بقيادة مدربه الفرنسي في حينها فيليب تروسييه، لكنه صدم بعد خسارته في المباراة الاولى امام نظيره الاندونيسي 1-2. لكن العنابي خسر المباراة الثانية امام الصين صفر-1، ثم انهى مشاركته بتعادل مع البحرين 1-1 وودع ايضا من الدور الاول. وفي نسخة عام 2007 وقعت قطر في المجموعة الثانية الى جانب اليابان والاماراتوفيتنام، ولم تكن نتائجها افضل حالا رغم بدايتها المقبولة بتعادلها مع اليابان 1-1، اذ سقطت في فخ التعادل في مباراتها الثانية مع فيتنام بالنتيجة ذاتها، ثم خسرت امام الامارات في الثالثة 1-2. وفي النسخة الخامسة عشرة على ارضها حلت قطر وصيفة في مجموعتها قبل ان تخسر بصعوبة في ربع النهائي امام اليابان 3-2. على رغم عودة خلفان إبراهيم إلى صفوف قطر بعد شفائه من الإصابة، ووجود حسن الهيدوس المهاجم المتألق هذا الموسم، وظهور نجوم جديدة في قطر أمثال علي أسد، إلا أن أصحاب المهارات الخاصة والنجوم والمواهب لم تعد الورقة الرابحة للكرة القطرية في عهد المدرب الجزائري جمال بلماضي الذي جعل الأداء الجماعي نجم الفريق الأول. شعار يرفعه في مبارياته وبطولاته مع الوضع في الاعتبار الدور المهم الذي يلعبه أصحاب المهارات والمواهب في بعض اللحظات الهامة. وتزيد عودة خلفان إبراهيم واستمرار الهيدوس وأسد من آمال القطريين في تقديم أفضل ما لديهم في كأس آسيا، وتحقيق أفضل إنجازاتهم، لكن هناك نجوما آخرين بات الفريق ومدربه يعتمدان عليهم بشكل كبير وباتوا من عناصره المهمة لاسيما إسماعيل محمد الجناح الأيمن، وعبد القادر إلياس ومشعل عبد الله رأسا الحربة، وبوعلام خوخي لاعب الوسط المهاجم والظهير الأيسر عبد الكريم حسن الذي يعد من أهم الأوراق الرابحة بيد بلماضي. وقد انضم إلى هذه المجموعة محمد مونتاري هداف فريق الجيش وصاحب الإمكانيات الهجومية الكبيرة لاسيما في الكرات العرضية، حيث يعد من أبرز اللاعبين الذين يسجلون الأهداف برؤوسهم من الركنيات والكرات العرضية إضافة إلى تميزه بالسرعة الفائقة، والتي سيحتاجها الفريق في مواجهة الفرق الآسيوية السريعة. ويعول بلماضي على كل هؤلاء النجوم رغم اعتماده في المقام الأول على اللعب الجماعي، حيث بات الفريق قادرا على اللعب بأي تشكيل من اللاعبين الذين ضمتهم القائمة النهائية لكأس آسيا. ومع كل ذلك تظل آمال الجماهير القطرية معلقة على نجمها الموهوب خلفان إبراهيم، والذي تعتبره الورقة الرابحة الأولى والقادر على قيادة منتخب بلاده إلى النصر برغم تتويج الفريق في خليجي 22 في غيابه للإصابة. ويرى خلفان أنه من المهم "ألا نتطلع إلى شيء أعلى من مستوانا. يجب أن نكون متواضعين، فنحن لسنا من القوى الرئيسة في آسيا، ويمكن أن نصنف أنفسنا في الوسط، وأعتقد أن الفوز بلقب كأس الخليج يجب أن يحفزنا من أجل بلوغ نهائي كأس آسيا، وربما نفوز باللقب". العنابي بدأ المشاركة الآسيوية بعد 20 عاماً من انطلاق البطولة خلفان إبراهيم