أصبح تزيين السيارات في مناسبات الزواج هو "رسوم الزفاف"، أو فستان العروس، فتتميز كل منطقة من مناطق المملكة بعادات وتقاليد تميزها عن غيرها، وكما أن العنصر النسائي دخل بقوة لتصميم سيارات مغطاة بالورد للعرسان بعد أن كانت العمالة الوافدة مسيطرة، وتظهر هذه العادات في المناسبات مثل الزواج والاحتفالات، ويتخذ أبناء الأحساء خاصة الكثير من الطرق لتمييز سيارات العرسان، وذلك عن طريق زخرفة السيارة بأنواع مختلفة من الورود الملونة أو عن طريق إلصاق أشرطة الزينة المزركشة، إلى غير ذلك من أنواع الزينات التي تجعل السيارات جذابة ولافتة للانتباه، ويتم دفع مبالغ باهظة للخروج بمظهر متميز يتراوح بين 500 إلى 1500 ريال، ويضطر البعض لاستئجار سيارة فاخرة لتزيينها في ليلة العمر. "اليوم" قامت بجولة على محلات تزيين سيارات العرسان، ووجدت تباينا في الآراء بين مؤيد ورافض لها؛ لأن تزيينها والمبالغة في ذلك يعّد من مظاهر الإسراف والتبذير على الإطلاق، لا سيما أن صلاحية تلك الزينة تنتهي بعد وصول السيارة إلى القصر بساعات، حيث يقوم الأطفال بالعبث بتلك الزينة وتقطيعها بعد أن كلفت الأسرة مبالغ كبيرة، أما أهل العروس فيرون أن عدم تزيين السيارة الخاصة بنقل العروس يخدش الفرح بهذه المناسبة، ويقلل من فرحهم ببناتهم. أوضح محمد عاطف الرقباوي صاحب أحد محلات الزينة أنه مع بداية الإجازة غالبا وكثرة حفلات الأفراح ينتعش سوق تزيين السيارات للعرسان، ويعتبر هذا موسما لمحالنا، فبعض المحال تشرع 6 سيارات يوميا، وهناك التشريعة الفاخرة التي تتكون من الكلين وقطع القماش والرسومات الفنية على السيارات، وهذه يتخطى سعرها ال 600 ريال، بينما هناك تشريعات بالورد فقط أو القماش فقط أو المعجون، وتتراوح بين 200 و400 ريال، ويفضل بعض العرسان أنواعا وأشكالا محددة، فنقوم بعملها على سياراتهم حسب طلب العريس، كذلك تختلف نوعية الورد، فهناك ورد طبيعي وآخر صناعي وغالبية الزبائن يفضلون الورد الطبيعي، كما يفضلون تغطية السيارة بالكامل وكل شيء له سعره المحدد. من جهته، عارض الشاب صالح العطاس تباهي بعض العرسان باستئجار سيارات أسعارها مرتفعة من محلات التأجير لغرض ساعة واحدة أو أقل، واعتبره نوعا من التبذير، فاستئجار السيارة فقط يكلف الشخص أكثر من 500 ريال، حيث أشار إلى أنه في زواجه لن يقدم على هذا العمل، وإنما سيستخدم سيارته أو أحد أقاربه مع إضافة بعض الزينة البسيطة. وأضاف العطاس: إن محلات الزينة تتنافس في تزيين سيارات العريس، وتستخدم مواد وابتكارات جديدة لتجذب الأنظار، ولكن يجب على الشاب أن يهتم بالأساسيات ويتحكم في التصرف بالكماليات وفق قدرته. وفي مواقع التواصل الاجتماعي رصدت "اليوم" بعض النساء يقمن بتزيين السيارات بتصاميم مختلفة يعرضنها بالصور على الانستجرام، ويشهدن إقبالا من الشباب لبراعة المرأة في استخدام الألوان والتصاميم، حيث أشارت المصممة بدرية البياهي إلى أن المرأة السعودية تسعى دائما لإثبات وجودها وتحقيق أحلامها وتطلعاتها بما يتوافق مع قيم المجتمع ومبادئه، فلم أتردد في خوض التجارب التي أشعر أنها تشكل جزءا من هواياتي، بل دخلت في تحد مع الذات لتحقيق النجاح، فكان التزيين بالورود من المجالات التي قررت خوضها. وتؤكد ليلى الشاذلي أن المرأة السعودية جديرة بثقة المجتمع، وأن لديها طموحات كبيرة خاصة أن مجال الزينة يخصها أكثر من الرجل، ولذلك اتجهت لتزيين سيارات العرسان، غير أن العمل في مجال عمل كوش الأفراح وتزيين السيارات اقتصر خلال الفترة الماضية على العمالة الوافدة التي تضايق السعوديين في كسب قوتهم، لذلك كان قرارها بالعمل في هذا المجال كتحد للذات تسعى من خلاله للتأكيد بأن المرأة تستطيع تزيين سيارة العريس بشكل أكثر أناقة وتميز من عمليات الزينة التقليدية التي تقوم بها الكثير من محلات كوش الأفراح التي تدار بأيدٍ وافدة، حيث نستخدم في بعض عمليات الزينة باقات ورود طبيعية ونزينها بالكرستال والمشغولات اليدوية المتميزة. ويذكر حسن السيد الهاشم أن طرق تزيين السيارات سابقا كانت بدائية جداً وكانت تُصمم في منزل أهل العروس وكانوا يشكلون الزينات ويلصقونها على أرجاء السيارة بطريقة سهلة وخالية من التعقيد، ويضيف الهاشم: إن الباعث على زخرفة هذه السيارات هو الفرحة والابتهاج بمناسبة الزواج، وان هذا الأمر يشعر العرسان بالمحبة والانتماء، ولكن هذه العادات أخذت تتطور شيئاً فشيئاً وأصبح المجتمع يتوسع في إقامتها، حيث تخصصت بعض المحال التجارية في عمل هذه الزخارف وابتكار الأشياء الجديدة والتي لم تكن موجودة سابقاً، مثل نثر الورود على أرجاء السيارة ووضع باقة ورد كبيرة في إحدى نواحي السيارة، إضافة إلى وضع بعض الأنوار في جهات مختلفة من السيارة والتي تعطي لونا جذابا لتلك السيارة، وقد تزود السيارة بشريط كبير من المخمل أو مايسمى ب «التُل» بحيث يشكل ذيلاً طويلاً تجره سيارة العروس خلفها، مشيرا الى أن هذه العادة أصبحت مكلفة والإسراف فيها يجعلها منبوذة، لكني أؤيد البساطة وعدم التكلف في استئجار سيارة ودفع مبالغ باهظة. ويقول مرتضى الخضيري: نظرا لزفاف أحد أبناء عمومته اتجه إلى محال تزيين السيارات لتجميل سيارة العريس وقام باختيار أحد التصاميم من الكتالوجات التي تحمل بعض الأفكار الجديدة والحديثة التي يسعى العاملون في المحال لجذب العريس من خلالها، وذلك لكي تظهر سيارته في أبهى حلة، وأكد سعد الهذلول أن تزيين السيارة من كماليات البهجة في تلك الليلة، فالكثير من العرسان يهتم بوضع الزينة وعبارات الفرح على سياراتهم التي تقلهم وعرائسهم من صالة الفرح إلى عش الزوجية. وأضاف: إنه سيحرص على إضافة لمسات جمالية عليها بوضع الورد ونقش بعض الرسومات الإبداعية على سيارته لتظهر بمظهر لائق أمام المهنئين، وكذلك كتابة بعض عبارات التهاني مثل ألف مبروك. عامل يزين سيارة عريس