على الرغم من النشرات التوعوية التي تتم بين الحين والآخر للتحذير من المشاكل التي تواجه قائدي المركبات خلال السير في الأمطار الغزيرة الا أن هناك العديد من السائقين لا يلتزمون بهذه التنبيهات مما يضعهم في دائرة الخطر، وفي الوقت نفسه لا تزال العديد من الطرق غير مهيأة في الأساس لسير المركبات فيها خلال الأمطار، وحتى الطرق الجيدة ينقصها العديد من وسائل السلامة والتعامل مع الأمطار خاصة بسبب قلة اللوحات التحذيرية التي توجه السائقين وترشدهم للتعامل مع هذه الظروف. ولأن طرق الشرقية تتمتع بخصوصية فريدة نظرا للأهمية السياحية والاقتصادية لمدن المنطقة فإن الاهتمام بقضية الطرق يحتل أولوية قصوى، وهناك العديد من الطرق التي تفتقد لوسائل السلامة خلال فترة سقوط الأمطار الغزيرة، وتشترك العديد من الجهات المسئولة حول هذه المشكلة من بينها أمانة المنطقة الشرقية وإدارة الطرق والنقل، حيث تظهر أهمية التنسيق بين الجهتين بما يحقق توفير الوسائل الآمنة خلال فترة سقوط الأمطار الغزيرة على المنطقة، وأهمها الاهتمام بتصريف شبكات الأمطار بما يضمن خلو الطرق من التجمعات التي تعيق الحركة المرورية، وثانيا الاهتمام بوسائل السلامة من الانارة واختفاء المطبات والتركيز على اللوحات التحذيرية التي تنبه السائقين بالتعامل مع غزارة مياه الأمطار خلال القيادة. وقامت «اليوم» باستطلاع آراء الجهات المسئولة حول مدى تهيئة طرق المنطقة للتعامل مع مياه الأمطار والحلول اللازمة لهذه المشكلة. حيث أوضح مدير إدارة الطرق بالمنطقة الشرقية المهندس إبراهيم بخش أن لدى إدارة الطرق والنقل خطة طوارئ تعمل في موسم الأمطار، وتتمثل الخطة في رفع حالة التأهب من قبل المتخصصين والتواجد الفعلي وعمل الجولات الميدانية على جميع الطرق على مدار الساعة، واستقبال البلاغات الواردة من قبل الجهات الأخرى مثل (المرور – الأمانة – الدفاع المدني) وتوجيه المقاولين بسرعة العمل على إزالة المياه المتجمعة لما تشكله تلك المياه من خطورة بالغة على سلامة مستخدمي الطريق، ومن ثم يقوم المختصون بحصر المواقع الجديدة التي تنشأ نتيجة التوسع العمراني ويتم التنسيق مع الأمانه مباشرة لبحث امكانية ربط مواقع التجمع مع شبكات تصريف مياه الأمطار التابعة لأمانة المنطقة الشرقية، سواء المنفذه او الواقعة تحت الدراسة، وهناك تعاون مستمر من قبل الأمانة لإيجاد الحلول المناسبة لتصريف المياه. كما ذكر رئيس مجلس ادارة الجمعية السعودية للسلامة المرورية الدكتور عبدالحميد المعجل، أن كل عام يأتينا الشتاء مع خيراته، حاملا معه البرد والضباب والامطار والسيول وربما تتساقط الثلوج في بعض المناطق الجبلية بالمملكة، فتنتعش الارض وينبت العشب ويرتفع مستوى المياه في الوديان وبرغم كل هذه الفضائل، نشهد للأسف في الشتاء العديد من حوادث الطرق، فالشوارع رطبة وزلقة بسبب اختلاط الامطار مع الزيوت المتراكمة على سطح الطريق، والرؤية ضعيفة ومشوشة فيصعب تحديد المسافة والسرعة والرياح قوية وعاصفة والصقيع متراكم على الطريق مما يزيد من احتمال انزلاق المركبة وصعوبة السيطرة عليها، والحرارة متدنية مما تتسبب في مشاكل على السائق والمركبة، ففي هذه الظروف إذا السائق لم يتخذ الإجراءات الاحترازية المناسبة، جهلاً أو إهمالاً، ولم يتصرف بشكل صحيح في الوقت الصحيح، فإن حياته تصبح في خطر وهذا يتطلب منا أن نكون حذرين، وخير دليل على ذلك تزداد عدد حوادث المرور في الشتاء. وأضاف المعجل بقوله: يتطلب من كل سائق أن يقوم بعدة إجراءات ويتذكر ويلتزم بقواعد السياقة في موسم الشتاء ليحافظ على سيارته ونفسه ويحقق قيادة آمنة، حيث لا بد من تقليل السرعة، التأكد من صلاحية المساحات، والإطارات. فيما أضاف مدير عام العلاقات العامة والإعلام محمد الصفيان، ان أمانة المنطقة الشرقية تقوم بتصريف مياه الأمطار، من خلال إعداد فرق عمل متكاملة تضم معدات وآليات وفرقا عاملة تعمل على مدار اليوم في أوقات هطول الأمطار، إضافة إلى تجهيز 34 محطة لتصريف الأمطار. وفي كل موسم للأمطار تضع الأمانة خطة متكاملة للاستعداد لموسم الأمطار، إذ تقوم إدارة تصريف الأمطار بصورة منتظمة ومجدولة بتنفيذ برامج من قبل جهاز الإشراف على المشروع، مشتملة على الأعمال والفحوص اليومية والصيانة الشهرية وكل ستة أشهر، إضافة إلى الصيانة السنوية لمحطات تصريف الأمطار، والتي تتضمن الصيانة المدنية والميكانيكية والكهربائية، وتشغيل جميع محطات تصريف الأمطار في مدينة الدمام ومحافظة الخبر والبالغ عددها 20 محطة بشكل دوري وبقدرات تتناسب مع كميات مياه الأمطار والمياه الجوفية الواصلة لكل محطة، من خلال تواجد مشغل على مدار اليوم وبمتابعة فرق الصيانة المختلفة التي تقوم بمهام الفحص وتنفيذ برامج الصيانة الدورية بالمحطات طبقا لخطط الصيانة وتوجيهات جهاز الإشراف بالأمانة، ويتم إجراء أعمال الصيانة الدورية والطارئة.