ما مدى ضعف الاقتصاد الياباني؟ حتى أكثر الاقتصاديين توقعا للانخفاض الذين شملهم استطلاع بلومبيرج كانوا متفائلين جدا. يوشيكي شينك، كبير الاقتصاديين لدى معهد أبحاث الحياة داي-اتشي، توقع حدوث توسع لإجمالي الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 0.8 في المائة بالمعدل السنوي خلال الربع الثالث، عقب هبوط بمقدار 7.3 في المائة خلال الربع الثاني، لكن تبين أن توقعات النمو الهزيلة كانت تفاؤلية جدا، تقلص الاقتصاد الياباني فعليا بنسبة 1.6 في المائة. ليس من الصعب العثور على الجاني. إن ثقل ضريبة الاستهلاك في اليابان خلال شهر أبريل -من نسبة 5 في المائة سابقا إلى نسبة 8 في المائة حاليا- أثبت أنه من الصعب التغلب عليه، وكان أصعب حتى مما كان يخشى المتشائمون المتخوفون من السوق الهابطة. في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرج قال شينك: «دمرت ضريبة المبيعات في أبريل اقتصاد اليابان بشكل كامل». وأضاف: «ليس هناك أي جزء من اقتصاد اليابان يمكنك أن تعتبره مشجعا». هذا قد يكون السبب وراء تحدث المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء شينزو آبي، كويتشي هامادا، بصراحة حول أرقام الناتج القومي الإجمالي في مؤتمر صحفي مع الصحفيين في طوكيو قبل يومين، حيث إنه قام بتشبيه الاقتصاد بالملاكم. قال هامادا: «أصيب الاقتصاد الياباني بضربة من أحدهم، وهو الآن متعثر». وأضاف: «وهو يخطو الآن خطوات غير منتظمة». في الوقت الذي تتعثر فيه اليابان، هناك بعض الأخبار الجيدة، هناك احتمال لابأس به في أن آبي لن يمضي قدما باقتراح زيادة ضريبة الاستهلاك مرة أخرى إلى نسبة 10 في المائة. فقط قبل أسبوع واحد، 12 من بين 15 اقتصاديا شملهم استطلاع بلومبيرج قالوا إن آبي قد يرفع الضريبة فعليا مرة ثانية، كجزء من خطة الحكومة السابقة لتخفيض عبء الديون. (صافي الدين العام هو 134 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي). لكن الاقتصاد الياباني الآن يعتبر في حالة ركود من الناحية الرسمية، وعلى الأرجح فإن آبي سوف يدعو إلى انتخابات مبكرة الشهر المقبل، ويتوقع كثير من الاقتصاديين أن تبقى الضريبة كما هي دون تغيير. كتب هارومي تاجوتشي، الاقتصادي الأول لدى أي اتش اس جلوبال انسايت: «من المرجح جدا أن يجبر الربع الثاني الذي تلا النمو السلبي رئيس الوزراء آبي على تأجيل خطط زيادة ضريبة الاستهلاك». أو كما قال شينك في معهد داي-اتشي لتلفزيون بلومبيرج: «سوف تترك بيانات اليوم ذكرى مؤلمة أخرى للساسة اليابانيين حول ارتفاع ضريبة المبيعات». إذا كان هذا حقيقيا، فربما يمتلك برنامج آبي الاقتصادي القدرة على استعادة النمو الياباني في العام المقبل. جيسبر كول، رئيس الاستراتيجية اليابانية لدى بنك جيه بي مورجان تشيس في طوكيو، قال لأخبار تلفزيون بلومبيرج اليوم: إن الاقتصاد عانى هذا العام من صعود وهبوط عنيف بسبب الزيادة الضريبية. نمو سريع خلال الأشهر السابقة، متبوع بانخفاض حاد خلال الأشهر التالية. لن يضطر المستهلكون إلى القلق حيال ذلك الآن. وقال أيضا: «لا زيادة على الضرائب في عام 2015 من شأنها أن تزيد احتمالية أن يقوم اقتصاد اليابان بالوصول فعلا إلى سرعة الافلات، بتحقيق مسار نسبة النمو المطرد من 2 إلى 2.5 في المائة».