لا أدري، ما الذي جعلني في هذه اللحظةِ أذكرُك فأبتسم، ولا أدري ما الذي جعلني أسترجعُ شريطَ ذاكرةٍ ظننتُ أنها اختفت وراء شمسٍ لا تغيب، ولا أدري ما الذي يعنيه أني ما زلتُ أذكرك على الرغمِ من (كل شيء)!! في خلوةٍ مع النفس ذكرتُك فابتسمت ونسجتُ لك حروفاً من عسجد، بعدها محوتُ من قاموسِ حياتي (تألمتُ.. فتعلمتُ.. فتغيرتُ)! إليك وحدك أهديك كلماتي، ويكفيني أن اللهَ- وحده- في قلبي دائماً وأبداً ولا أحد سواه. إليك وحدك.. يا من كنتَ معي في دروبِ الحياة أينما ذهبت. إليك وحدك.. يا من أَظلَمت الدنيا في عيني ذاتَ يومٍ فأنرتَ فيها شمعةً من أصابعِك أحرقَتك وتألمتَ منها صامتاً ولكنها أنارت لي درباً دلني على الصواب. إليك وحدك.. يا من رآني ذاتَ يومٍ أبكي بحرقةٍ فما وجدتُ أحداً بقربي- بعد الله- إلا أنت، رأيتُك تمسحُ دمعتي التي اختلطت بدموعِك في آنٍ واحد. إليك وحدك.. يا من عرفَ حاجتي وأشفقَ على صمتي وبدون أن أنطقَ حرفاً وجدتُك تقول (لبيك). إليك وحدك.. يا من كنتَ معي في كل فرحةٍ أفرحُها، وفي كل نداءٍ رددهُ صدى صوتي. إليك وحدك.. يا من كنتَ رفيقاً في سفري فأسعدتني حتى قلتُ للزمنِ توقف لا تسرع فموتي– بدونه– هو الأسرع. إليك وحدك.. يا من أقالَ عثرتي، وغفرَ زلاتي، ومسحَ هفواتي، وعذرَ لي أخطائي. إليك وحدك.. يا من أجدهُ معي دائماً، فلا أكلُّ ولا أتعبُ وأنا أبحثُ عنه في متاهاتِ الطريق. إليك وحدك.. يا من كنتَ معي في شدتي ورخائي، في سعادتي وحزني، في ضحكتي وبكائي. إليك وحدك.. يا من كنتَ معي في مشاريعِ حياتي الماضية والحاضرة.. والمستقبلية بإذنِ الله تعإلى. إليك وحدك.. تغيبُ ثم تعودُ وأجدُك في زوايا البيتِ حاضراً. إليك وحدك.. يا من جعلتَ أيامي كلها أعياداً. إليك وحدك.. يا من كنتَ ترفعُ يديك إلى السماءِ فتدعوُ بشفائي قبلَ أن أقولَ- من شدةِ الألمِ-: يا رب. إليك وحدك.. يا من رأى ضعفي وانكساري فلم يقسُ علي، وتحمل ثوراتي وعنفواني في أزماتي فلم يزدني غماً بغم. إليك وحدك.. يا من يخفقُ الفؤادُ له فرحاً برؤيتِه. إليك وحدك.. أستميحك عذراً فأنا لا أجيدُ نظمَ القوافي ولا أجدُ شيئاً أقوله لك بعد!! في الختام:- (إليك وحدك) هو ليس فرداً بعينِه بل هو مجموعةُ إنسانٍ، إنهم أحبة– دون أن نختارهم– وجدناهم في حياتنا، هم في حياتي وحياتكم!! (إليك وحدك) هم أفرادٌ يعيشُون بيننا وليسوا بالغرباء، فقد تكون أماً: ترفعُ يديها للسماءِ وتدعُو البارئَ أن يشفيك (أنينُ الأبناءِ يعذبُ قلوبَ الأمهات)، وقد يكون أباً كان وما زال معك في شدتِك وسعادتِك وبكائِك، وقد يكون جداً أو جدةً يخفقُ الفؤادُ لرؤيتِهما فرحاً وطرباً، وقد يكون ابناً عرفَ حاجتَك وقال (لبيك وسعديك)، وقد تكون ابنةً تحملت ضعفَك وانكسارَك وثوراتك وعنفوانك فأشفقت عليك وأكرمتك، وقد يكون أخاً أو شقيقاً بكاك بحرقةٍ فاختلطت دمُوعُه بدموعِك، وقد تكون أختاً تغيبُ ثم تعودُ فتأنسُ بقربِها، وقد يكون حفيداً وجدتَ فيه شقاوةَ طفولتِك فأضحككَ كثيراً، وفي سفرِكما قلتَ للزمنِ- قف- لا تسرع فموتي بدونه هو الأسرع، وقد يكون زوجاً رفيقاً في دروبِ الحياة هو معك في كل مشاريعِك، وقد تكون زوجةً أضاءت أصابعَها مشاعل أنارت بها طريقَك وطريقَ عيالك، وقد يكون صهراً كان معك في كل فرحة ونداء، وقد تكون زوجةً لابنك أشعرتك بقيمتِك وأكرمَتك! (إليك وحدك) إنه فردٌ في عائلتِك الصغيرة وليس بغريبٍ عنك، إنهُ ليس من خارجِ أسرتِك، إنهُ في عشِك الصغير، إنه فردٌ انشغلتَ عنه وأنت تضربُ في الأرضِ بحثاً عن قوتِك وقوتِ عيالِك، إنهُ بضعةٌ منك نسيته أو تناسيته وصددت عنهُ لموقفٍ– ما– فلم تعد تذكرُه فأخرجته من حياتِك!! عد وابحث عنه، فهو مازالَ ينظرُ إلى ساعتِه يترقبُك لتسألَ عنه!! الحياةُ قصيرةٌ، ولا تستحقُ أن ننسى من أحببنَاهم، فإذا كنتَ تنتظرُ إلى أن تُنهي جميعَ مشاغلِك فلا أظنُك إلا مخطئاً، مشاغلُنا لا تنتهي إلا في اللحظةِ التي تتوقفُ فيها أنفاسُنا وتفيضُ أرواحُنا إلى بارئِها جل وعلا! خاتمة القول: إليك وحدك ولأجلِك أنت.. كان هذا المقال!! * خبيرة إدارية – تربوية