قبل شهور معدودة هز كياني الضعيف زلزال قوي بأعلى درجة القوة والعنفوان حينما وصل الى علمي أنك يا صديق العمر ورفيق رحلة الحياة بحلوها ومرها وزميل الدراسة والقراءة والكتابة مصاب بمرض السرطان القاتل. ساعتها لم أتمالك أعصابي ، أخذت الدموع تنهمر من عيني لأني علمت بان المرض أصابك في مقتل، جففت دموعي وذهبت لزيارتك والاطئنان عليك لعل وعسى أن تكون إصابتك بالمرض الفتاك غير صحيحة ، ولما لاحظت أن الصمت مسيطر على زوارك الكرام حبست دموعي ، واستأذنت للمغادرة خشية أن أنهار أمامك في لحظة أنت بحاجة فيها الى الدعم النفسي، وليس الى صديق ضعيف يبكي بكاء النساء على أن ألقاك مودعاً في المطار في اليوم الثاني. كنت واحداً من العشرات المحبين الذين خرجوا معك الى المطار في رحلة الأمل في الشفاء الى لندن، كنت اثناءها استجمع كل قواي العاطفية والعصبية لكي ارسم الابتسامة على وجهي خلال الدقائق التي كنا فيها ننتظر موعد مغادرة الطائرة الى عاصمة الضباب ، كان قلبي خلالها يخفق بالدعاء لك بأن يكتب لك الشفاء وأن تعود إليَّ والى بناتك والى كل محبيك بالصحة والسلامة.وكانت ارادة الله فوق كل ارادة ، اختارك الى جواره بعد أن طهرك بالمرض من الذنوب والخطايا. يا مَنْ تعرفون صديقي محمد صادق دياب ، يا مَنْ شاهدتموه يوماً على شاشات التلفزيون، يا مَنْ قرأتم له كتاباً أو رواية من رواياته، يا مّنْ كنتم تتابعون مقالاته في جريدة الشرق الأوسط، أرجوكم أن تقرأوا الفاتحة على روحه الطاهرة، وأن تدعو له بالرحمة والمغفرة.ليتني مت قبلك يا محمد صادق دياب لكي لا ترى عيني اللحظات التي تدفن فيها وتغيب عني إلى الأبد."إنا لله وإنا إليه راجعون".