لعلماء الإدارة حول القيادة حديث طويل فمنهم من يقول: إن القادة يولدون ولا يصنعون، والبعض يقول: إن القادة يكتسبون القيادة من التجربة والخبرة والعلم والتعلم. وأعتقد أنه حتى وإن تمكنا نظريا من حصر كل خصائص القيادة، ونجحنا في غرسها في شخص ما لا يعني أنك ستحصل على القائد؛ لأنه يصعب عليه مواصلة ما تعلمه نظريا على أرض الواقع إذا لم يمارس ما تعلمه. لكن ملتقى الابداع الشبابي التابع للجنة التنمية الاجتماعية لإحياء السلمانية والمحمدية والمعلمين بالاحساء أحسنوا الفعل حينما نظموا ملتقى إبداعيا جمع بين النظرية والتطبيق، جميل في فكرته، هادف في تنفيذه واضح في ثمرته، أصيل في بنائه، سام في أهدافه. هناك رابط بين القيادة والبناء وله أهمية في نجاح استمرار العمل الإبداعي داخل المجتمع الشبابي وفي تنمية وتهيئة المناخ السليم، فالشباب الإبداعيون لا يرضون فقط بإعادة ترتيب الهياكل الموجودة ولكن يحفزهم السعي المستمر من أجل إيجاد طريقة أفضل. إن نمط القيادة البنائية هو الاكتشاف وتجديد النفس وتأثير كل منهما يساهم في تحقيق المصلحة الأعم لبناء وطن الخير ورفع الوعي. ماذا يقدم البناء للقيادة وماذا تقدم القيادة للبناء؟ يوضح العلاقة التبادلية الوثيقة بينهما ونجد ذلك جليا في خصائص البناء في العمل القيادي. شاركت في بعض برامج الملتقى فرأيت إبداعا مربوطا بالقيم الراقية والتفاني في حب الدين وخدمة الوطن، كما رأيت تطبيقا عمليا لبناء القيادة الشبابية المتفانية في حب بلادها وولاة أمرها. الفكرة ابداعية وجميل ان تستنسخ للإفادة منها في اللجان المشابهة جلبت للشباب محاضرين مميزين ومستشارين رائعين ومرشدين متخصصين وشركاء للنجاح داعمين كان فارس لقائهم رجلا جمع بين الثراء والنجاح القيمي د عايض القحطاني الذي طوف بالحضور بتجربته الثرية برغم حداثة سنه أطال الله في عمره على طاعته. الا انه حكى قصصا مفيدة تنم عن حنكة وحكمة، كما استمتع الحضور باللقاء الذي جمع بين شيخين فاضلين مبدعين أفدنا من معينهما د. خالد الحليبي والشيخ سعد العتيق والمنشد الرائع صاحب الصوت الشجي موسى عميرة ابوعلي الذي أضفى للقاء تميزا. بنهاية هذا البرنامج يكون المشارك عنده قدر من: الطريق الأنسب للتجارة ودراسة الجدوى. التوافق مع التحولات العالمية الجديدة. التفكير الإيجابي كأساس للإبداع. تحديث نظم وأساليب العمل وحل مشكلاته. تعديل محتوى الإدراك وحدود المدركات «الخرائط الذهنية» بما يحقق رؤية أفضل للذات وللآخرين. فهم أنماط البشر وحسن التعامل معهم. إنجاز الأعمال من خلال تطبيق نموذج الهدف. تحسين الأداء باستخدام أسلوب الترسيخ. تحية إجلال وتقدير للجنة ولرئيس مجلسها الرجل الوقور الشيخ ناصر النعيم ولفريق عمله الأوفياء فهد الباش وزملائه وللشاب المبدع فهد القويدري ولكل المخلصين العاملين.