تمكنت وحدات حماية الشعب الكردي، أمس، من التقدم والسيطرة على عدة نقاط جديدة في مدينة عين العرب (كوباني)، فيما شنت طائرات التحالف ثلاث غارات الليلة قبل الماضية استهدفت تجمعات وتمركزات لداعش في جنوب شرق المدينة، وسط معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف عناصر التنظيم، ورفضت القيادة العسكرية للجيش السوري الحر في حلب دراسة خطة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا بتجميد القتال في عدد من المناطق وفي مقدمتها حلب إلا بعد تحقيق أربعة شروط، فيما اتهم رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، هادي البحرة التحالف الدولي بأنه "يغض النظر" عن تجاوزات نظام الرئيس السوري بشار الأسد. اشتباكات عين العرب وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، في بيان: إن اشتباكات عنيفة دارت منذ ليل أمس، واستمرت حتى صباح أمس، بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم "داعش" في الجبهة الجنوبية لمدينة عين العرب، حيث تمكنت وحدات الحماية من التقدم والسيطرة على عدة نقاط جديدة. وأضاف المرصد أن اشتباكات دارت بين الطرفين في محاور مسجد الحاج رشاد والبلدية، فيما قصفت وحدات الحماية وقوات البشمركة الكردية تمركزات لتنظيم داعش في الجبهة الجنوبية. ولفت إلى تجدد القصف صباح أمس، من قبل تنظيم داعش على مناطق في مدينة عين العرب دون معلومات عن إصابات. وأعلن ممثلون عن الأكراد السوريين، أنهم يتقدمون "شارعاً شارعاً" في مدينة كوباني، وأنهم سيستعيدون المدينة من الجهاديين "في وقت قصير جداً"، وذلك خلال اجتماع في باريس تحدثت فيه هاتفياً قائدة القوات الكردية على الأرض. وقال رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي، صالح مسلم لوكالة فرانس برس على هامش هذا الاجتماع الذي عقد لدعم المدينة المحاصرة في شمال سوريا على الحدود مع تركيا، والتي أصبحت رمز المقاومة ضد تنظيم داعش "إن القوات الكردية تتقدم على الأرض في كوباني شارعاً شارعاً". وأضاف، أن "التقدم بطيء لأن داعش فخخ المنازل التي انسحب منها وسقط لنا أمس، شهيد بانفجار لغم فيه ولكن سوف نستعيد السيطرة على المدينة في وقت قصير جداً". وفي اتصال هاتفي خلال الاجتماع، أكدت قائدة القوات الكردية السورية في كوباني نارين عفرين، أن قواتها "حققت تقدماً في كوباني". وقالت "القائدة" نارين في ظل تصفيق حاد: "سوف نحرر المدينة منزلاً منزلاً، ونحن عازمون على سحق الإرهاب والتطرف". وتقوم الميليشيات المسلحة لوحدات حماية الشعب بالدفاع بكل قوة عن كوباني وصد هجمات تنظيم داعش. وأكدت القائدة نارين عفرين، واسمها الحقيقي ميسا عبدو (40 عاما): "منذ 56 يوماً ونحن نقاوم في شروط قاسية جداً (...) في كوباني" مؤكدة أن "المقاومة تقودها المرأة". واتهم زعيم حزب الاتحاد الديموقراطي، وهو الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، العدو الرئيسي لتركيا، أنقرة ب"مساعدة إرهابيي داعش". وأوضح من جهة أخرى، أن جبهة النصرة، الجناح السوري لتنظيم القاعدة، هددت بحشد تعزيزات حول مدينة عفرين الكردية السورية (غرب). وقال: "نخشى أن يكونوا يعملون على شن هجوم". تشكيك أمريكي وشككت واشنطن بنية نظام الأسد التوصل إلى اتفاق لتجميد تدريجي لإطلاق النار في مدينة حلب. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، جنيفر ساكي، إن هدناً عدة عقدت مع النظام كانت أقرب للاستسلام منها لاتفاق حقيقي لإطلاق النار. وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أعرب عن استعداده لبحث مبادرة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، والمتعلقة بتجميد القتال في حلب. جاء ذلك خلال اللقاء الذي أجراه المبعوث الأممي مع الأسد في العاصمة السورية دمشق. وأكد دي ميستورا، أنه أطلع الأسد على النقاط الأساسية في المبادرة، مشيراً إلى أن رئيس النظام السوري اعتبر أن المبادرة جديرة بالدراسة والنقاش. شروط الجيش الحر ودوّن قائد المجلس العسكري التابع للجيش الحر العميد زاهر الساكت، على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، أن أبرز الشروط الأربعة "تسليم مجرمي الحرب الذين استخدموا الكيميائي ضد المدنيين"، ولم يبين الجهة التي من المفترض أن يتم تسليم هؤلاء الأشخاص إليها. وتتمثل الشروط الأخرى بحسب الساكت في خروج ما وصفها ب"المليشيات الإرهابية الطائفية" التي تقاتل إلى جانب النظام، وكذلك إيقاف إلقاء "براميل الموت" والقصف الجوي وأخيراً الإفراج عن المعتقلين من سجون النظام خاصة النساء. تجميد القتال وكان المبعوث الأممي تقدم مؤخراً بمبادرة جديدة لتجميد القتال في مناطق عدة في سوريا، بدءاً بمدينة حلب والسعي لمصالحة محلية بين قوات النظام والمعارضة وتوجيه جهودهما لقتال تنظيم داعش، وكذلك تطبيق قراري مجلس الأمن الدولي 2170 و2178 المتعلقين بمحاربة الإرهاب ووقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى المنطقة. البحرة يتهم من جهته، أعرب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض هادي البحرة، أمس، عن أسفه لأن التحالف الدولي الذي التزم مقاتلة تنظيم داعش "يغض النظر" عن تجاوزات نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال البحرة في مقابلة مع صحيفة الغارديان: إن "التحالف يقاتل ظاهر المشكلة الذي هو داعش من دون مهاجمة أصل المشكلة الذي هو نظام" بشار الأسد. وأضاف هذا المسؤول في المعارضة التي توصف بالمعتدلة، بعد مقابلة وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في لندن، ان "التحالف يضرب أهدافاً لداعش لكنه يغض النظر عندما يستخدم طيران الأسد البراميل المتفجرة والصواريخ ضد أهداف مدنية في حلب أو في أماكن أخرى". وتابع البحرة: "لدينا انطباع بأن التحالف وقوات الأسد تعمل في اتجاه واحد بما أن الأسد يتحرك بحرية". وعبر البحرة عن أسفه أيضا لأن التحالف "يتجاهل بالكامل" مقاتلي الجيش السوري الحر الذين يمكن أن تكون معرفتهم بالأرض مفيدة له. وقال: إن "ذلك يضعف التحالف الدولي لأنه لا يحقق نتائج على الأرض والضربات الجوية وحدها لن تسمح بكسب المعركة ضد التطرف". واعتبر رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض من جهة أخرى، أن اتفاقاً محتملاً لوقف إطلاق نار محلي لن يفيد سوى النظام إلا اذا ترافق مع حل سياسي شامل. عملية نوعية ميدانياً، قامت جبهة ثوار سوريا بعملية نوعية قام بها أبطال جبهة ثوار سوريا، تمكن بها لواء سيف الله المسلول من تحرير المنطقة الشمالية الشرقية من مدينة الشيخ مسكين بالكامل في ريف درعا لحدود مفرق ازرع. ووقعت اشتباكات عنيفة بين الثوار وعناصر النظام السوري قبل أن يسيطر الثوار على المنطقة بالكامل. وواصلت مدفعية النظام قصف بلدة الحراك في ريف درعا، وشن طيران النظام غارات على قرية الزكاة واللطامنة بريف حماة الشمالي، وحي جوبر شرق دمشق، وعلى مدينة القسطل في ريف حماة الشرقي. وشيعت قوات النظام 16 من عناصرها في محافظة طرطوس من دون ذكر مكان مقتلهم. وأفاد اتحاد التنسيقيات بوقوع اشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات النظام في حوش الفارة وتل كردي بريف دمشق الشرقي وعلى جبهة مدينة تلبيسة بريف حمص.