يعتبر تاكسي خط البلدة من أقدم وسائل النقل وأكثرها شعبية في مختلف مناطق المملكة، والذي يحدد خط سيره بين نقطتين يتنقل بينهما وبدون توقف وتكون الأجرة في العادة مقسمة على ثلاثة إلى أربعة اشخاص في كل رحلة.. وبعد انقراض الحافلات الخاصة والتي كانت مسيطرة على هذا الخط, أصبح معظم السعوديين الذين يعملون في نشاط النقل يعتمدون على المركبات الصغيرة والمتوسطة في نقل زبائنهم. سعيد القرني من السعوديين الذين قضوا جزءا كبيرا من عمرهم في مهنة نقل الركاب بين المدن، وهو يعمل بجد وتفان لخدمة الركاب، حيث يبدأ عمله من الصباح الباكر لنقل الكثيرين الى اعمالهم، ويعتبر مرجعا للذين لا يعرفون جغرافية واسماء شوارع مدينة الدمام. «اليوم» قامت بمرافقة القرني أثناء عمله لتطلع عن قرب على جوانب يجهلها الكثيرون. يتحدث سعيد القرني عن بداية عمله في نقل الركاب والتي كانت قبل حوالي الأربعين سنة ويقول بأن أول وسيلة نقل استخدمها في مهنته كانت حافلة متواضعة تعمل بين مدينتي الدمام والخبر, حيث أدرت عليه المال الكثير في ذلك الوقت.* *يؤكد القرني أن الخير الذي كان في السابق بدأ ينقص رويدا رويدا بعد سيطرة العمالة الوافدة على سوق النقل الخاص في المملكة, فقد كان يجني في اليوم ما يزيد عن 300 ريال, ولكن الان يتفاوت الدخل اليومي بين المائة والمائة وخمسين ريالا فقط. *يشير سعيد إلى أن المنافسة أثرت حتى على وسائل النقل العام, فالركاب الأجانب يفضلون استخدام وسائل النقل الخاصة والتي يقودها بنو جلدتهم, وهم في الحقيقة السبب الرئيسي وراء اختفاء الحافلات الخاصة، فلا مردود مادي يشجع على الاستمرار حسب اعتقاده. *يتحدث القرني عن معاناته هو وزملاؤه ويقول: نقف في المواقف المخصصة لنا من بعد صلاة الظهر وننتظر لما بعد العصر, ولكن دون جدوى تذكر, فالطلب على السائق السعودي قليل وعددنا كسائقين سعوديين آخذ في التناقص, وأحياناً نحاول تخفيض الأسعار لجلب الزبائن ولكن دون فائدة. *يروي سعيد عن حياته الخاصة فيقول: الحمد لله رزقت بعشر بنات وأربعة أولاد, وكلهم تخرجوا من مدارسهم ومنهم من تزوج وانتقل لمنزله ومنهم من بقي معي, وكل الخير الذي رزقني الله كان سببه سيارة الأجرة. *يطالب القرني بتطبيق الأوامر السامية بسعودة سائقي الليموزين بالإضافة الى منع سيارات الأجرة الخاصة من منافسة سيارات التاكسي النظامية في المواقف الخاصة بها, ويقول: إركاب الزبائن من موقفنا الخاص يعتبر مخالفة للأنظمة ولكن أين الرقيب؟. *يقول سعيد القرني: من الأمور التي يجب أن نذكرها في هذا المقام هو التعاون الذي نجده من الجهات الأمنية, فهم يدعموننا كثيراً ولا يقومون بالضغط علينا وذلك لتفهمهم للظروف التي نواجهها، فلهم الشكر والعرفان بعد الله.