يجد السائقون السعوديون العاملون في نشاط سيارات الأجرة "الليموزين" في الرياض معاناة يوميّة أثناء بحثهم عن رزقهم وقوت أسرهم من هذا النشاط المرهق على مدار اليوم، والتي تبدأ من مضايقة العمالة أصحاب "المشاوير الخاصّة" الذين يسابقونهم على خطف زبائنهم، كما يتم منعهم من دخول العديد من المجمعات التجارية لتحميل الركاب، فضلاً عن النظرة السلبيّة تجاههم تصل إلى حد العزوف عن الركوب معهم وتفضيل السائق الأجنبي خاصة عند العديد من السيدات. ويضاف ذلك إلى جملة من المتاعب بشأن إنهاء الإجراءات المتعلقة بسياراتهم كاستخراج رخص تشغيلها في نشاط الأجرة ومنعهم من "تظليل" زجاج سياراتهم ومنح الأولوية ل"تاكسي لندن" في تحميل الركاب والسماح له بتظليل زجاجه، عطفا على ما يعانونه من مخاطر يومية من بعض زبائنهم كالمراهقين والمجرمين الذي يسلبونهم ويعرضون حياتهم للخطر. الشاب فهد حمود التقته "الوطن" وسرد معاناته ومعاناة العديد من السائقين السعوديين الذين يعملون في نشاط "الليموزين"، وقال إنهم يجدون الكثير من العقبات التي تواجههم أثناء عملهم في هذا النشاط ومن ذلك مزاحمتهم من سيارات المشاوير الخاصة التي تجوب الشوارع وتسابقهم على خطف الزبائن، مع أنها سيارات خصوصي وغير مصرّح لها بهذا النشاط، كما يجدون معاناة في منعهم من دخول المجمعات التجارية مع أن العديد من الزبائن يحتاجون إلى تنقلهم منها وإليها، كما ينظر إلى سائق الليموزين نظرة سلبيّة فيتعرض للمضايقة من أصحاب السيارات في الشوارع ويتهم بأنه متسبب في عرقلة السير، فيما يعزف بعض الزبائن وغالبيتهم سيدات من الركوب معهم كنوع من التهميش مما يضطرهم للتخلّي عن الزي السعودي أثناء عملهم، ويستبدلونه بملابس رياضية. وطالب حمود بإلزام أصحاب المجمعات التجارية بوضع مسارات ومواقف خاصة لسيارات الأجرة ولو برسوم رمزيّة يدفعها أصحاب الليموزين تساهم في تنظيم نشاطهم وتعكس صورة حضارية عن وطنهم، كما طالب بتطبيق نظام "الفواتير" التي تعطى للزبائن كنوع من الحماية الأمنية للسائق والراكب ومعرفة صاحب الليموزين في حال ارتكب مخالفة أو نسي الركاب بعض مستلزماتهم داخل سيارته، وتطبيق نظام النقاط المروري لضبط المخالفين وإزعاجهم وتعديهم على حقوق السيارات والمشاة ومخالفة الأنظمة المرورية التي تساهم في عرقلة السير وبالتالي تفوّت عليهم فرص تحميل الركاب وتعرضهم للازدحام اليومي بسبب الإهمال في الالتزام بالأنظمة المرورية. وبسؤاله عن الدخل اليومي لنشاطه، قال إن من يعمل بجدية يستطيع الحصول على ربح يصل إلى 400 ريال يوميا، وهو مبلغ يستطيع معه الكثير من السائقين توفير لقمة العيش لأسرهم لكنه يحتاج جهدا كبيرا ومشقّة بالغين خاصة في ظل ازدحام حركة السير في الرياض. ويطالب المواطن سعيد الشميلان بوضع حد لتهميش السائقين السعوديين ووضع العراقيل في طريقهم ومن ذلك تفضيل "تاكسي لندن" ووضع الأولية له في نقل الركاب من المطار ومن بعض المجمعات التجارية مع أن أصحاب سيارات الأجرة السعوديين لهم الأحقيّة في الحصول على قوت أسرهم التي يعولونها، إضافة إلى ملاحقتهم من قبل المرور في إزالة "التظليل" من على الزجاج فيما يسمح لتاكسي لندن بتركيبه، رغم أهميته لسيارات الأجرة للحد من مضايقة المعاكسين لزبائنهم. ودعا الشميلان إلى النظر في معاناتهم وإلغاء بعض الشروط القاسية على السعوديين ومن ذلك اشتراط الرخصة العمومي، وألا يكون موظفا وغيرها من الشروط التي تحول دون سعي السعوديين لرزقهم في حين يظفر به الأجانب.