بمعية الزميلين المهندس عبدالرحمن القرعاوي والشاعر صالح الكريدا زرنا الاربعاء الفائت وليومين محافظة القطيف الغالية استجابة لدعوة كريمة من اخوة كرام في لجنة التواصل الوطني هناك، والذين شرفونا بزيارتهم عنيزة قبل أشهر قليلة.. كانت زيارتنا حافلة بالمناشط والفعاليات، ما أضاف لمخزوننا المعرفي الشيء الكثير، استمتعنا بتجوالنا لساعات في أجنحة مهرجان الدوخلة الفريد، متنقلين بين صفحات تاريخية وتراثية إلى أخرى حضارية وحداثية، نخرج من رواق الحرفة القديمة المتقنة إلى رواق فن تشكيلي ينافس في جمالياته وتنظيمه أكبر العروض ومهرجانات الفن الأوروبية إلى جانب المسرح، وفي قاعة ضخمة تعقد ندوات ثقافية ومحاضرات ثرية، وفي متحف البحر والغوص، يعود بالزائر الشريط لقرابة قرن، وهو يتفحص وجوه «النواخذ والطواشة» الذين عبروا عباب البحر وطوعوه، وجعلوا القطيف أحد أهم مراكز التجارة على ضفتي الخليج ذلك الحين، حتى حمل اسمها ذات يوم وعرف بخليج القطيف.. ايقاعات الصوت الخليجي و «النهّامة» في ساحات المهرجان تجعلك تتردد قبل الدخول لجناح مغلق، مظنةً بذلك الصوت العذب الشجي..الجلسات المريحة على شاطئ البحر في طرف ساحة المهرجان بسنابس وما زودت به من مطاعم عديدة وخدمات، جعلت ختام زيارتنا فرصة للنقاش مع مضيّفينا الكرام حول فكرة المهرجان وإدارته ورعايته ومموليه، والتي اتضح انها ذات كلفة سنوية تتجاوز الخمسة ملايين ريال بمجملها دعم من رجال أعمال المحافظة، هناك الكثير يستحق التقدير والاعجاب بمهرجان الدوخلة الجميل وعلى رأسها المتطوعون من الجنسين، وهم قرابة 1500فرد، يتسابقون بالترحيب بالزوار ومرافقتهم داخل الأجنحة للشرح والإرشاد، تغمرك ابتساماتهم وحميميتهم الفائضة، استضافنا مشكوراً ذلك المساء عضو لجنة التواصل الوطني وراعي المقهى الثقافي الأستاذ علي البحراني، سعدنا بحوار مع نخبة من مثقفي القطيف حول أهمية التواصل بين أبناء الوطن، ومردوده الايجابي على الوطن ولحمته، في صباح اليوم التالي كان لنا لقاء في جمعية سيهات الخيرية مع مجموعة رائعة من رواد وناشطي العمل الخيري والاجتماعي، على رأسهم رئيس مجلس إدارة الجمعية الوجيه عبدالرؤوف المطرود، والأستاذ أحمد العلوي المدير التنفيذي لجائزة القطيف للانجاز، وغيرهما من الكرام والكريمات كل في مجاله التنموي، اطّلعنا خلاله على مهامهم الخيّرة والفريدة في خدمة المجتمع وبشتى المجالات الثقافية والخيرية والصحية والإنسانية وجميعها تأتي تحت مظلة الوطنية وحب الوطن وأهله، توجهنا بعدها لحضور مأدبة غداء أقامها الشيخ حسن الصفار؛ تكريماً لنا، ودعي لها عدد كبير من وجهاء القطيف ورجال الأعمال والمثقفين من مدينتي الدمام والخبر تخللها حديث أخوي ودي عن علاقة القصيم التاريخية بالقطيف سيما في جانبها الاقتصادي والتجاري، والشراكات التي كان ومازال بعضها قائماً بين أهالي المنطقتين، وما لذلك من دلالة على حجم الثقة والتعايش الأخوي بينهم. جاد علينا بعدها الاخوة بلجنة التواصل بجولة سياحية في المواقع التراثية والسياحية بالمحافظة، وكانت إضافة جميلة، تعرفنا بها على مواقع عريقة وتاريخية نكتشفها لأول مرة، كقلعة تاروت وحمامات المياه المعدنية والعيون التي للأسف نضبت وبقيت مواقعها شاهدا على تاريخها.. وفي المساء كان ختام مسك رحلتنا، في منتدى الثلاثاء الثقافي حيث استضافنا راعيه الأخ الفاضل المهندس جعفر الشايب بلقاء حواري حول لحمة الوطن، ضم نخبة من المثقفين والأكاديميين والكتاب، وضع كل منهم وردة في إكليل الوطن العزيز والغالي على الجميع، وكان على رأسهم الأستاذ خليل الفزيع، والأستاذ محمد المعيبد، والدكتور عدنان الشخص، والدكتور توفيق السيف، والدكتور علي الحمد، والفنان عبدالعظيم الضامن، والأستاذ ميرزا الخويلدي، والأستاذ محمد الشيوخ، والأستاذ عيسى العيد، ومرافقنا الفاضل الأستاذ يحيى ال قريش رئيس لجنة التواصل الوطني.. ودعنا بعدها مضيفنا الكريم والحضور، ممتنين لما لقيناه من كرم ضيافة، وكرم أنفس تفوق الوصف.. كل الشكر والامتنان لكل من لقيناه في تلك المحافظة الوادعة، مرحباً مبتسماً لنا، والكل فعل، ولكل من أكرمنا وأخجلنا بجوده، الشكر للجنة التواصل الوطني، ولرئيسها وأعضائها الميامين. محصلة تلك الزيارة، يمكن اختصارها بالقول، اننا كسبنا معرفة اخوة لنا يضمنا معهم بيتنا الواحد، وكسبنا خبرات وتجارب خيرية واجتماعية ناجحة يلزم تفعيلها في مناطق الوطن كافة، وكسبنا أجر الصلة والتواصل بإذن الله.. لذا كانت رحلتنا موسم حصاد مثمر، مما يدفعنا لمزيد من الزيارات لمناطق الوطن المعطاء ولأهلنا في كافة أطرافه.