سوف تبيع إيران نفطها إلى آسيا في نوفمبر تشرين الثاني في أكبر خصم منذ ست سنوات تقريباً، في مسعى لمواكبة تخفيضات المملكة العربية السعودية، في الوقت الذي تتراجع فيه المؤشرات القياسية المرجعية العالمية للنفط العالمية أكثر من قبل في سوق هابطة. وقال شخصان على اطلاع بقرار التسعير: إن شركة النفط الوطنية الإيرانية المملوكة للدولة خفضت قبل يومين أسعار البيع الرسمية لنفطها الخام للمشترين في آسيا لشهر نوفمبر. وجاء هذا الانخفاض بعد أسبوع من قيام السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، بتخفيض سعر الخام العربي الخفيف إلى آسيا إلى أدنى مستوى له منذ ديسمبر 2008. يشار إلى أن خام برنت، المؤشر المرجعي الدولي، انخفض قبل يومين الى أدنى مستوى له منذ أربع سنوات تقريباً. وقال يوجين فاينبرغ، رئيس أبحاث السلع لدى كومرتس بنك في فرانكفورت، عبر الهاتف أمس: «إن توقيت خفض الأسعار من إيران يجعل حرب الأسعار أكثر وأكثر احتمالاً من قبل». وأضاف: «تدرك إيران تماماً الاتجاه والمزاج العام في السوق. وبالنظر إلى أننا رأينا تخفيضات متتالية، فيبدو أن هذا يشكل نوعاً من الفعل ورد الفعل». ويواجه منتجو النفط في الشرق الأوسط زيادة المنافسة في آسيا، وهي أكبر أسواقهم. والشحنات من الولاياتالمتحدة وروسيا وأمريكا اللاتينية تجد مشترين في تلك المنطقة وسط فائض في الأسواق الدولية، كما أن وتيرة نمو الطلب أصبحت أقل من قبل في المنطقة مع تباطؤ الاقتصاد في الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم. وأسعار العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس المتوسط، وهي المؤشر القياسي في الولاياتالمتحدة، تراجعت بنسبة تزيد على 20% من المستويات العليا التي سجلتها في يونيو، وهو ما يجعلها تقع ضمن التعريف الشائع للسوق بأنها هابطة. العربي الخفيف أعلنت شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) في الأول من أكتوبر عن خفض الأسعار لجميع أصناف الخام وجميع المناطق لشهر نوفمبر، وتم خفض سعر الخام العربي الخفيف لآسيا بمقدار دولار للبرميل مقابل خصم 1.05 دولار الى متوسط خام عمان ودبي، وهو المعيار الذي تنشره شركة بلاتس، وقسم معلومات الطاقة من مجموعة شركات ماكجرو هيل. وكان كومرتس بنك وسيتي جروب بين الجهات التي أفادت بأن التخفيضات قد تكون بداية لحرب أسعار بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول، التي تسعى للحفاظ على حصتها في السوق. وسوف تبيع شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومقرها في طهران، الخام الإيراني الخفيف، وهو أبرز نوع من الخام المخصص للتصدير في البلاد، إلى المشترين في آسيا الشهر المقبل بخصم 82 سنتاً للبرميل عن متوسط عمان ودبي، وفقا لمصدرين مطلعين طلبا عدم الكشف عن هويتهما لأن المعلومات غير متاحة للعموم حتى الآن.. هذا هو أقل بمقدار دولار واحد من سعر أكتوبر وأكبر خصم منذ ديسمبر 2008، في مسعى لمواكبة التحرك السعودي، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبيرج. وقد قلص كل من البلدين التكلفة للمشترين الآسيويين من خامات التصدير الرئيسية لمدة أربعة أشهر متتالية. منافسة في أوبك قال بيجان نامدار زانجانه، وزير النفط الايراني، في تعليقات نقلها موقع الوزارة الإخباري Shana في يوم 7 اكتوبر: «هذه التقلبات التي نشهدها الآن في الأسعار تدعى حروباً من أجل خفض الأسعار». وفي الثامن من أكتوبر قال شخص مطلع على سياسة المملكة النفطية: إن السعودية خفضت أسعار نفطها لتعزيز هوامش شركات التكرير الآسيوية التي لم تتمكن من معالجة الخام بصورة مربحة، وليس لبدء حرب أسعار. وقال جوليان لي، وهو استراتيجي للنفط في بلومبيرج Bloomberg First Word في لندن: إن أعضاء أوبك في غرب أفريقيا يعانون أيضاً من انخفاض الطلب على نفطهم الخام وتظهر عليهم علامات زيادة المنافسة في الأسعار. وأضاف «لي»: «كانت مبيعات نيجيريا أبطأ بكثير من المعتاد». وأضاف: «الفارق الكبير يبدو في الأسعار، في الوقت الذي تقوم فيه أنغولا بالرد بسرعة أكبر على ضعف السوق». وقال «لي»: إن حوالي نصف الصادرات المقررة خلال شهر نوفمبر من نيجيريا تبقى غير مباعة، في حين أنه في العادة حوالي 75% من الكميات ستكون وجدت المشترين خلال هذا الوقت. وقال: تمكنت أنغولا من بيع نحو 85% من شحنات عن هذا الشهر. وقال فاينبيرج من واينبرغ كومرتس بنك: إن أعضاء أوبك ينفون أن حرب أسعار قد بدأت، لأن هذا ليس في مصلحتهم على المدى الطويل». وسيترقب المحللون صدور بيانات أسعار الخام من وعن الكويت والعراق، المتوقع صدورها في الأسبوع المقبل. وقال: «سيكون من الصعب بالنسبة إليهما عدم الاستسلام وتخفيض الإنتاج».