ستقوم العراق ببيع خام البصرة الخفيف إلى آسيا بأكبر خصم منذ شهر كانون الثاني (يناير) 2009 حيث تقتفي أثر السعودية وإيران في تخفيض الأسعار وسط تراجع في العقود الآجلة لخام برنت إلى أدنى مستوياتها منذ أربعة أعوام تقريباً. وقامت العراق، ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المُصدرة للبترول (أوبك)، بتقليص فروقات الأسعار للإمدادات إلى آسيا وأوروبا لشهر تشرين الثاني (نوفمبر)، وذلك بحسب قول شركة تسويق النفط الحكومية في البلاد، المعروفة باسم سومو، يوم أمس. وتراجعت العقود الآجلة بقدر يصل إلى 2.7 في المائة في لندن إلى أدنى مستوى خلال اليوم منذ شهر كانون الأول (ديسمبر) من عام 2010، كما خسر خام غرب تكساس المتوسط 1.2 % بعد تراجع في سوق هابطة الأسبوع الماضي. وأكثر نوعين من عقود النفط الآجلة تداولاً في العالم بدأت تنهار مع تباطؤ نمو الطلب وتوسع الإنتاج في الولاياتالمتحدةوروسيا وغيرها من الدول. ويستجيب أكبر منتجي منظمة أوبك من خلال تخفيض الأسعار، وهو ما يثير تكهنات أنها مستعدة للتنافس على الحصة السوقية. قالت إيران الأسبوع الماضي: إنها ستقوم بيع النفط إلى آسيا في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) بأكبر خصم منذ ستة أعوام تقريباً، وبذلك تواكب التخفيضات التي قامت بها السعودية. وقال بي آشوك، رئيس مجلس إدارة شركة النفط الهندية، وهي أكبر شركة تكرير تُديرها الدولة في البلاد التي تعتبر العراق أكبر مورد لها: «إن ما يحدث في السوق هو أمر جيد بالنسبة لزبائن الشرق الأوسط الكبار مثلنا. علينا الانتظار ومراقبة أين تذهب الأسعار في الشهور القادمة. فهي عادة، تميل إلى الارتفاع قليلاً في فصل الشتاء». انخفض برنت لاتفاقيات تسليم شهر تشرين الثاني (نوفمبر) بمقدار يصل إلى 2.47 دولار ليصبح 87.74 دولار للبرميل في بورصة أوروبا العالمية للعقود الآجلة القائمة في لندن، وكان بسعر 88.47 دولار في الساعة 1:19 عصراً بتوقيت لندن. تم إغلاق العقد على سعر 90.05 دولار في التاسع من تشرين الأول (أكتوبر)، وهو أدنى سعر منذ شهر حزيران (يونيو) عام 2012. كما انخفضت الأسعار بنسبة 20 في المائة هذا العام. اجتماع منظمة أوبك كان سعر خام غرب تكساس المتوسط لعقود شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 84.78 دولار للبرميل في التعاملات الإلكترونية في بورصة نيويورك التجارية، بانخفاض 1.2 %. كما استقرت العقود على سعر 85.77 دولار في التاسع من شهر تشرين الأول (أكتوبر)، وهو الأدنى منذ شهر كانون الأول (ديسمبر) من عام 2012. وكان سعر الخام القياسي في الولاياتالمتحدة بخصم يبلغ 3.67 دولار مقابل خام برنت. ليتم إغلاقه على سعر 4.39 دولار في العاشر من تشرين الأول (أكتوبر). وتراجعت الأسعار بعد قيام منظمة أوبك الشهر الماضي بزيادة عرض النفط بأكبر نسبة منذ ثلاثة أعوام تقريباً. في حين أن بنك سوسييتيه جنرال يقدر حاجة المجموعة لتخفيض الناتج بنحو مليون برميل يومياً، إلا أن المحللين انقسموا الأسبوع الماضي، حول ما إذا كانت ستقوم بالإعلان عن تخفيض معين في اجتماعها المقبل في شهر تشرين الثاني (نوفمبر). وقالت وزارة الخارجية في فنزويلا، في رسالة عبر موقع تويتر في العاشر من تشرين الأول (أكتوبر)، إن البلاد تسعى لعقد اجتماع غير عادي لمنظمة أوبك لمعالجة انخفاض الأسعار. وذكرت وكالة الأنباء الحكومية كونا يوم أمس، أن وزير النفط الكويتي، علي العمير، قال: إن العديد من البلدان ترى حصص الإنتاج الحالية للمجموعة بأنها «معقولة وعادلة» كما أن البلاد لم تستلم دعوة لحضور اجتماع طارئ. منتجو الشرق الأوسط قال ويل ين، وهو محلل للسلع في شركة هونداي فيوتشرز، عبر مكالمة هاتفية من سيؤول: «على الرغم أنه يبدو أن الأسعار وصلت إلى أدنى مستوياتها، إلا أنها ستنخفض أكثر قليلاً قبل أن تصطدم بإجراء فعلي من منظمة أوبك. إن قيام البلدان بتخفيض سعر البيع الرسمي فيها هو واحد من العوامل التي كانت تدفع الأسعار للانخفاض على المدى القصير». ومنتجو الشرق الأوسط، من بينهم إيرانوالعراق والكويت، تقريباً دائماً ما يتبعون خطى المملكة العربية السعودية عند التقرير ما إذا كان ينبغي رفع أو تخفيض أسعار الصادرات. وقد أدى حجم التخفيضات في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) إلى تكهنات أن بعض الأعضاء مستعدون لحرب أسعار. وقالت سومو في بيان عبر البريد الإلكتروني، إن العراق قامت بتحديد سعر خام البصرة الخفيف لشهر تشرين الثاني (نوفمبر) بمقدار 3.15 دولار أقل من متوسط أسعار عُمان ودبي للمشترين في آسيا. وهذا أكبر خصم منذ شهر كانون الثاني (يناير) عام 2009 ومقارنة مع خصم 2.50 دولار لشهر تشرين الأول (أكتوبر). كما ستقوم ببيع الخام إلى أوروبا بسعر 5.40 دولار أقل من خام برنت المحدد تاريخ نقله، من 4.75 دولار في شهر تشرين الأول (أكتوبر). أما الأسعار للمشترين في الولاياتالمتحدة فلم تتغير. وأضافت أنه سيتم بيع خام كركوك إلى أوروبا بسعر 3.95 دولار أقل من خام برنت المُحدد تاريخ نقله، في حين أن الأسعار للمشترين في الولاياتالمتحدة ستبقى بفرق دولارين للشهر الخامس. الحصة السوقية وقال شخصان على إطلاع بالقرار في التاسع من تشرين الأول (أكتوبر)، إن شركة النفط الوطنية الإيرانية التي تُديرها الدولة قامت بتخفيض أسعار البيع فيها للمشترين في آسيا. قبل ذلك بأسبوع، قامت المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر نفط في العالم، بتخفيض سعر الخام العربي الخفيف لآسيا إلى أدنى مستوى منذ كانون الأول (ديسمبر) عام 2008. وزاد إنتاج النفط الأمريكي إلى 8.88 مليون برميل يومياً في الأسبوع المُنتهي في الثالث من تشرين الأول (أكتوبر)، وهو الأكثر منذ شهر آذار (مارس) عام 1986، وذلك وفقاً لإدارة معلومات الطاقة. كما قامت روسيا بزيادة الإنتاج إلى 10.61 مليون برميل يومياً الشهر الماضي، وذلك وفقاً لبيانات أولية من CDU-TEK، وهي جزء من وزارة الطاقة. الرقم، بما في ذلك الخام والمكثف، هو ضمن نسبة تبلغ 0.3 % من الرقم القياسي في فترى ما بعد الاتحاد السوفيتي في شهر كانون الثاني (يناير). وعلاوة على ذلك، قام مديرو الأموال بالتخفيض الأكبر للرهانات على ارتفاع أسعار النفط خلال خمسة أسابيع. كما قام المضاربون بتخفيض الالتزامات الطويلة في خام غرب تكساس المتوسط بنسبة 4.8 في المائة في الأيام السبعة المنتهية في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، وذلك وفقاً لبيانات هيئة تداول السلع الآجلة في الولاياتالمتحدة. حيث ارتفعت الالتزامات القصيرة 8 في المائة، وهي الأكثر منذ شهر تقريباً.