تخيل لو أن شركة سابك قامت بتسخير خبرتها الإنشائية والتقنية لتطوير الجبيل الأم والتي يطلق عليها «الجبيل البلد». كيف يكون الحال لو بادرت شركة سابك بتبني إدارة كود البناء السعودي والإشراف على تطبيقه؟ تصور لو أن عبد الله صالح جمعة، رئيس شركة ارامكو السابق، قام بعمل محاضرات في ثانويات وجامعات المملكة ليلهم الطلاب ويفتح لهم آفاقا للمستقبل. تخيل لو أن اجتماعات الوزارات تعقد في مختلف مدن المملكة بصفة دورية. تخيل لو حول اتخاذ القرارات الوزارية المركزية إلى المناطق والمدن. تصور لو كانت أمانات وبلديات المدن مسئولة عن التعليم، والزراعة، ومصلحة المياه، والصحة، والتجارة، والرياضة. تخيل لو أشركت البلديات المواطنين في تطوير المدن وتقبلت آراءهم واعتراضاتهم. كيف سيكون الحال لو انشئت عمارة حكومية رأسية في كل مدينة مكونة من 50 طابقا تحوي جميع الدوائر الحكومية؟ تصور منظر المدن الجمالي لو انشئت داخلها بنايات تراعي الذوق الجمالي والبيئي. تخيل لو احتوت مدننا حدائق خضراء ومتاحف وبركا للأحياء البحرية (اكواريوم). تخيل لو سرعت خصخصة قطاع النقل الجوي والبري والحديدي وكذلك قطاع الرياضة. كيف سيكون الحال عليه لو كرمت كل مدينة خيرة أبنائها وبناتها المبدعين؟ التخيلات والتساؤلات السابقة حلم كل مواطن ومواطنة للرقي بالوطن، ولكن الأحلام وحدها لا تكفي، بل نحن بحاجة لوضع خريطة طريق يشرف على إدارتها مجلس الاقتصاد الأعلى. فمن القرارات التي يأمل الكثير تفعيلها إنشاء وزارة المشاريع الحكومية بحيث تكون مسئولة عن إدارة مشاريع الطرق والمدارس والمستشفيات وغيرها، بحيث تتولى دراسة الجدوى الاقتصادية لكل مشروع وعمل التصاميم ووضع الميزانية وإرساء العقود وجلب المواد ومراقبة التنفيذ من ناحية الجودة والسلامة ومدة تنفيذ المشروع. بالإضافة إلى ذلك، يأمل الكثير من وزارة المشاريع (المشار لها) أن تنسق لوضع خطة عمرانية مستقبلية لكل مدينة بحيث تشترك في وضعها الجهات ذات العلاقة. ويقترح أن تتكون هذه الوزارة في البداية من موظفي الشركات الكبرى مثل سابك ومعادن وشركة الكهرباء وغيرها. من ناحية أخرى، يأمل الجميع أن تشمل خطة الطريق المشار إليها، وضع استراتيجية جديدة للتربية والتعليم العام والعالي وكذلك للتدريب التقني والفني لتتماشى مع التحديات المستقبلية وسوق العمل. ومن الممكن الاستفادة من خبرات الهيئة الملكية للجبيل وينبع في إدارة التدريب التقني والفني كي تنتج لنا تقنيين متدربين يتسابق سوق العمل لخطفهم بسبب إتقانهم اللغة الانجليزية ومهارات العمل. كما انه من الممكن الاستفادة أيضا من خبرات دول سبقتنا. فعلى سبيل المثال، تدرس ماليزيا الرياضيات والعلوم باللغة الانجليزية! خريطة الطريق ستضع إجابات زمنية لكل سؤال نطرحه، ولكن اعدادها يستلزم إشراك عقول مبدعة لتسرع عملية التحول للمستقبل، بحيث تضع أسسا وقواعد ولجانا وجداول زمنية لتنفيذها، بحيث يرعى كل توصية ناتجة عن خريطة الطريق وزير «مستقبلي التفكير».