دائما وفي نهاية كل اجازة تأتي أخبار مختلقة عن تمديد الاجازة، وتسري تلك الشائعة بين الكل مسرى النار في الهشيم، المروجون يتمنون والمعنيون ينفون!!. السؤال الذي يجعلنا نتساءل، هل نحن مع أبنائنا وبناتنا نستمتع بأوقاتنا، وخاصة اجازاتنا لدرجة أننا لا نريد أن تنتهي الاجازة حتى لا نفقد تلك المتعة؟. هل أوقاتنا مع أبنائنا مرتبة ومنظمة، فيها نمارس هواياتنا ونلتقي فيها بمن نحب، وبمن لهم حق أسري أو اجتماعي، ويجد أبناؤنا ما يشوقهم ويحفزهم في ذلك؟. هل المناسبات الاجتماعية مثل الزواجات وغيرها، التي عادة ما تكون في الاجازة؟، هل هي ما يجعل الابناء يتحسرون على انتهاء الاجازة؟. هل كل ما يقام من فعاليات صيفية أو موسمية في مناطق بلادنا أبهرتهم وأمتعتهم، وكانت محفزة حتى جعلتهم يتمنون استمرارها وألا تبدأ الدراسة؟. هل السهر المتواصل والنوم في أي وقت وبدون نظام أو تنظيم، هو ما يجعل أبناءنا وبناتنا يكرهون أن تبدأ المدرسة وتغير نظاما وضعوه لانفسهم وارتضيناه لهم؟. هل الدراسة مسؤولية لا يحب الأبناء والبنات وحتى الأسر تحملها؟. هل البيئة المدرسية محفزة، وهل المناهج مملة وغير مشوقة؟. هنا سأترك لك عزيزي القارئ حرية الاختيار للإجابة عن كل ما ذكرته من تساؤلات!!!، ونعود ونتفكر في حال أبنائنا ونفورهم من مدارسهم!!!. لو عاد كل منا بالذاكرة إلى المراحل الدراسية التي قضاها في حياته، فقد يجد أن هناك مواد كان يحبها ويتشوق لها ويبدع فيها، والسبب يكمن في قدرات المعلم الذي يقوم بتدريسها، المعلم المحب لعمله يكون مخلصا في عطائه، وهو من يفرض نفسه ويكسب تقدير واحترام طلبته، ويجعلهم مستوعبين ومحبين لكل ما يقدم. وهنا لا يقتصر الحكم على المعلم فقط بل كل من يمارس عمله بحب فهو من سيبدع فيه ويضحي من اجله، ويكون عطاؤه كله جودة وتميزا، يبقى سؤال واحد يطرح نفسه ويلغي كل التساؤلات التي حيرتنا عن السبب الذي يجعل أبناءنا وبناتنا لا يحبون مدارسهم ويتضايقون عند بداية الدراسة، ذلك السؤال هو: هل كل المعلمين والمعلمات في مدارسنا يحبون عملهم، ويحبون كل ما يقدمون لطلبتهم وطالباتهم!!!! إن كانت الاجابة غير ذلك، فلنتوقف عن اي تخطيط ونعمل ونحفز من أجل أن يتحقق ذلك المطلب، لأن من يقوم بأي عمل لا يحبه لن يكون إلا متململا مع نفسه ومملا لغيره، ولن يتمكن من الإتقان ولا الجودة فيما يعطي، ولا حتى التأثير والتوجيه والاقناع أو التشويق لكل ما يقدم!!!.