أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن سلاح مشاة البحرية (المارينز) ينوي نشر قوة من 2300 عنصر في الشرق الأوسط تكون مهمتها التدخل السريع عند اندلاع أزمات في المنطقة، ودعت الوزارة للتحلي ب«صبر استراتيجي» للتخلص من المتشددين، فيما ناقش الرئيس الأمريكي مع كبار مستشاريه للأمن القومي استراتيجية مواجهة تنظيم داعش المتطرف. وأوضح المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي أن وحدة التدخل هذه لن تكون مرتبطة «بالعمليات الجارية حاليًا في العراق»، في إشارة إلى حملة التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لقصف مواقع يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية غرب العراق وشرق سوريا. وستزود هذه القوة بطائرات عدة، وستكون مستعدة للتحرك سريعًا في حال وقوع «حدث غير متوقع»، بحسب المتحدث. وكان ضابط في مشاة البحرية أوضح الأسبوع الماضي أن هذه القوة ستتمركز في الكويت. وتعود فكرة إنشاء وحدة مماثلة إلى العام الماضي، أي قبل أن تقرر الولاياتالمتحدة شن ضربات جوية ضد تنظيم الدولة في العراقوسوريا. وطرحت هذه الفكرة لدى العسكريين الأمريكيين بعد الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية في بنغازي (شرق ليبيا) في 11 سبتمبر/أيلول 2012، علمًا أن قوة مماثلة أنشئت لتغطي منطقة أفريقيا ومقرها في إسبانيا. «صبر استراتيجي» كما أعلن البنتاغون أن الجيش الأمريكي لا يمكنه أن يقصف تنظيم داعش «بشكل أعمى» داعيا إلى التحلي ب«صبر استراتيجي» من أجل التخلص من الجهاديين. وقال المتحدث باسم البنتاغون الأميرال جون كيربي: «لم يقل أحد إن الأمر سيكون سهلًا أو سريعًا ولا يجوز أن يتكون عند أي شخص وهم أمني خاطئ أن هذه الضربات الجوية الموجهة قد تؤتي ثمارها». وأضاف «لن نقصف ولا يمكننا أن نقصف بشكل أعمى «تنظيم داعش». وانتقد كيربي تغطية هذه الضربات من قبل بعض وسائل الإعلام والتوقعات غير الواقعية عن الحملة الجوية التي تشنها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في سورياوالعراق. وذكر المتحدث باسم قادة الجيش الأمريكي كانوا واضحين منذ البداية حول كون الضربات الجوية وحدها لا تكفي، ولكن بذل جهود على المدى الطويل سيكون أمرًا ضروريًا من أجل تدريب وتأهيل مقاتلي المعارضة السورية «المعتدلة» ومن أجل تعزيز الجيش العراقي. وقال أيضًا: «بالرغم أننا نتقاسم الشعور بالعجلة تجاه هذا التنظيم، فيجب أن نتقاسم أيضًا شعورًا بالصبر الاستراتيجي». وأشار إلى أن مقاتلي داعش لم يعودوا يتنقلون بمجموعات كبيرة في العراء، ولكن «يتفرقون» لتحاشي الضربات من الجو». وأقر مع ذلك أن التنظيم ما زال يشكل تهديدًا، وأنه في بعض الحالات استولى على أراضٍ جديدة. وأوضح أن ضربات جوية فعالة لا تعني أن الجهاديين «لا يحاولون أو في بعض الأحيان ينجحون في كسب مناطق». وأضاف كيربي: «كنا صادقين جدًا حول كون الطريق العسكري لوحده لن يؤدي إلى إنهاء الجهاديين، ولكن هذا القول لا يجوز أن يؤخذ على أنه اعتراف بعدم الفعالية». وقال أيضًا: «إن إحدى الوسائل التي نعلم من خلالها أن الضربات الجوية لها تأثير هي بالتحديد أن الإرهابيين اضطروا إلى تغيير خططهم واتصالاتهم وقيادتهم». من جهته قال البيت الأبيض: إن الرئيس باراك أوباما ناقش مع كبار مستشاريه للأمن القومي استراتيجية مواجهة تنظيم داعش المتطرف. وجاء الاجتماع بعد أسبوع من بدء الولاياتالمتحدة وحلفائها ضربات جوية ضد أهداف للجماعة المتشددة في سوريا، والقصف مستمر يوميًا. وقال مسؤول بالبيت الأبيض: «اجتمع الرئيس مع مجلس الأمن القومي لمناقشة استراتيجيتنا الشاملة للتصدي للتهديد الذي يشكله تنظيم داعش في العراقوسوريا».