لكي أصدقكم القول، فأنا مثل (الأطرش في الزفة). لم أفهم، رغم محاولاتي المستميتة، ما يدور من شد وجذب حول مواجهة تنظيم داعش. ولم أفهم كيف تكون الحرب ضده لثلاث سنوات على الأقل، ثم إذا هو في الأيام الأولى للسنوات الثلاث يحتل مدنا جديدة. وقد استعنت بصديق هو المتحدث باسم البنتاغون الأميرال جون كيربي واطلعت على تصريحاته الأخيرة. وبدلا من أن يفهمني زاد من نسبة شكي في ذكائي. ولذلك أنا الآن أستعين بكم، فإن فهمتم شيئا فهموني. إليكم تصريحات الصديق كيربي: «لم يقل أحد إن الأمر سيكون سهلا أو سريعا، ولا يجوز أن يتكون عند أي شخص وهم أمني خاطئ بأن هذه الضربات الجوية الموجهة قد تؤتي ثمارها»، و«لن نقصف ولا يمكننا أن نقصف بشكل أعمى (تنظيم داعش)». وانتقد كيربي تغطية هذه الضربات من قبل بعض وسائل الإعلام (والتوقعات غير الواقعية) عن الحملة الجوية التي تشنها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في سورية والعراق. وذكر بأن قادة الجيش الأمريكي كانوا واضحين منذ البداية حول كون الضربات الجوية وحدها لا تكفي، ولكن بذل جهود على المدى الطويل سيكون أمرا ضروريا من أجل تدريب وتأهيل مقاتلي المعارضة السورية «المعتدلة». وقال أيضا «بالرغم من أننا نتقاسم الشعور بالعجلة تجاه هذا التنظيم، فيجب أن نتقاسم أيضا شعورا بالصبر الاستراتيجي». وأشار إلى أن مقاتلي تنظيم داعش لم يعودوا يتنقلون بمجموعات كبيرة في العراء، ولكن يتفرقون لتحاشي الضربات من الجو، وأقر مع ذلك بأن التنظيم ما زال يشكل تهديدا، وأنه في بعض الحالات استولى على أراضٍ جديدة. وأوضح أن (ضربات جوية فعالة) لا تعني أن «الجهاديين لا يحاولون أو في بعض الأحيان ينجحون في كسب مناطق». وأضاف: «كنا صادقين جدا حول كون الطريق العسكري لوحده لن يؤدي إلى إنهاء الجهاديين، ولكن هذا القول لا يجوز أن يؤخذ على أنه (اعتراف بعدم الفعالية)». والآن حكوا رؤوسكم: هل فهمتم شيئا، أم أننا نتشارك الغباء الاستراتيجي، أم أننا نفتقد للصبر الاستراتيجي المذكور؟!.