أظهر التقرير الأسبوعي ل»نفط الهلال» أن أسعار النفط استجابت لحزمة الضغوط التي تعرضت لها الأسواق العالمية خلال الأيام القليلة الماضية، ويبدو المشهد أكثر واقعية وتفاؤلًا عند الحديث عن الجوانب الايجابية السريعة على تراجع أسعار النفط، وبشكل خاص على الانعكاس المباشر للأسعار المتراجعة على تخفيض القيمة الإجمالية للدعم الذي تقدّمه الحكومات المستوردة للنفط كجزء من التكاليف التي تتكبّدها الدول خلال فترات ارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى تأثير ذلك على الرقم القياسي لأسعار السلع والخدمات لدى تلك الدول. وأوضح التقرير أن التأثيرات الايجابية لدى الدول التي تعتمد على الاستيراد من الخارج تزداد، وبالتالي فإن أي انخفاض يسجّل على أسعار الخام من شأنه أن ينعكس على خزانة الدولة بشكل مباشر، في المقابل وتبعًا لحالة عدم الاستقرار التي تشهدها أسواق النفط وحالة الاستقرار المسجلة على القدرات الإنتاجية لدى المنتجين فإن التأثيرات المباشرة لتطورات أسواق النفط في الوقت الحالي ستكون محدودة. وفي السياق يلاحظ أن تناقضًا يحصل لدى أسواق النفط خلال الفترة الحالية، ذلك أن المؤشرات الجيوسياسية المتواصلة والعقوبات الاقتصادية التي فرضت على روسيا، لا بد لها من التأثير الايجابي على أسعار النفط، إلا أن الأسواق عاكست ذلك وانخفضت أسعار النفط بحدود 11% منذ نهاية يونيو الماضي، ويسود الاعتقاد بأن لطرح الولاياتالمتحدة كميات كبيرة من الاحتياطي الخاص بها ساهم بتراجع الأسعار، مستهدفة بذلك مستوى أسعار يقترب من 100 دولار للبرميل، ويعكس هذا ارتفاع مستوى التأثير الذي تحدثه معادلة الاحتياطي على الأسواق العالمية، حيث يلاحظ أن معدل التأثير قد تجاوز تأثير كبريات الدول المنتجة للنفط، الأمر الذي من شانه أن يضع المزيد من علامات الاستفهام على قدرة الأسواق العالمية من أن تعكس الأسعار الحقيقية للسلع الثمينة في كافة الظروف، وبالتالي تكبيد اقتصاديات الدول المنتجة للنفط خسائر غير محدودة ودون أن تنعكس تلك التشوهات إيجابًا على الاقتصاد العالمي. وتتراوح تقديرات منظمة أوبك حول ما يجري لدى أسواق النفط والتراجع الحاصل على الأسعار بأنها غير مستندة على عوامل حقيقية تستدعي القلق، ذلك أن التطورات المسجّلة تعتبر آنية ولن تستمر كثيرًا، وستعود الأسعار للارتفاع خلال الفترة القصيرة القادمة لأسباب موسمية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مستوى 100 دولار للبرميل يُعتبر مقبولًا في الظروف السائدة. وتشير حزمة التغيّرات والتطورات المسجلة خلال الأيام الماضية إلى أن التطورات الجيوسياسية هي من يسيطر على مسار أسعار النفط بامتياز، وان صعوبات تقدير نوع وطبيعة الظروف خلال الفترة القادمة انعكس على التباين المسجل على الأسعار وصعوبة تقدير طبيعة المسار اللاحق للأسعار، فيما انخفض تأثير العوامل الأساسية لدى أسواق النفط، وهذا يقود إلى الاعتقاد أن التراجع الحالي لن يدوم طويلا، وذلك في ظل ارتفاع الطلب وانخفاض الاحتياطيات.