دعا حلف شمال الاطلسي الجمعة روسيا الى "وقف اعمالها العسكرية غير المشروعة" في اوكرانيا، منددا "بتصعيد خطير للعدوان العسكري الروسي". وقال الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن في ختام اجتماع طارئ لسفراء الدول الاعضاء: "ندين بأشد العبارات ازدراء روسيا الدائم بالتزاماتها الدولية. ندعو روسيا الى وقف اعمالها العسكرية غير المشروعة، ووقف دعمها للانفصاليين المسلحين واتخاذ الاجراءات الفورية التي يمكن التحقق منها بهدف وقف تصعيد هذه الازمة". في المقابل، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة انه يجب "اجبار" كييف على التفاوض حول "جوهر" القضية مع الانفصاليين. وقال بوتين خلال قمة للشباب الروسي: "يجب اجبار السلطات الاوكرانية على بدء مفاوضات حول جوهر القضية. لا حول مسائل تقنية بل حول الجوهر: ماذا ستكون حقوق سكان دونباس ولوغانسك جنوب شرق البلاد". وعبر الرئيس الروسي ايضا عن اسفه لرفض كييف - بحسب قوله - اجلاء القوات الاوكرانية المحاصرة من قبل المتمردين في شرق اوكرانيا عبر ممر انساني طلب من الانفصاليين فتحه الجمعة. وقال: "اعتقد ان ذلك خطأ فادح سيؤدي الى خسائر بشرية هائلة". مضيفا: ان "ذلك يذكره بأحداث الحرب العالمية الثانية". واعلن الرئيس ايضا ان نظيره الاوكراني بترو بوروشنكو أكد له ان الجنود الروس الذين اعلنت كييف توقيفهم الاثنين على اراضيها، سيعودون الى روسيا قريبا. وأوضح: "اقول لكم بوضوح، اعتقد انهم ضلوا طريقهم، لأن الحدود (الروسية الاوكرانية) غير مرسومة بشكل واضح". وقال بوتين ايضا: ان القرم "الموقع المقدس" بالنسبة للروس لن تعود الى سيادة كييف، مضيفا: ان "الشعب الروسي والشعب الاوكراني هما شعب واحد تقريبا". ما اثار تصفيقا حارا من الحاضرين. وتابع الرئيس الروسي: "هذه الحرب هي مأساتنا الكبرى". فيما صرح رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك ان اوكرانيا تنوي اعادة اطلاق عملية انضمامها الى حلف شمال الاطلسي في مواجهة "العدوان الروسي". وقال ياتسينيوك في اجتماع لمجلس الوزراء: ان "الحكومة تقدم الى البرلمان مشروع قانون يهدف الى الغاء وضع اوكرانيا كدولة خارج الحلف والعودة الى طريق الانضمام الى الاطلسي". وفي ابريل 2008 اتفق قياديو دول حلف الاطلسي خلال اجتماع في بوخارست على ان اوكرانيا مؤهلة للانضمام الى الحلف، الامر الذي اثار غضب روسيا. ولكن في 2010 تراجعت الحكومة الاوكرانية الموالية لموسكو عن هذا الهدف، ولكنها حافظت في الوقت ذاته على التنسيق مع الحلف. وكان ياتسينيوك اشار الاسبوع الحالي الى ان اوكرانيا تنتظر "قرارات حاسمة" في قمة حلف الاطلسي التي تعقد في الرابع والخامس من سبتمبر في بريطانيا. واشار الى ان "اوكرانيا بحاجة الى المساعدة". ومن جهته، رد الامين العام للحلف الاطلسي بالقول: ان الحلف "لا يغلق الباب امام انضمام اوكرانيا الى صفوفه". من جهة اخرى، قال مجلس الأمن والدفاع في أوكرانيا: إن عشرة جنود أوكرانيين قتلوا وأصيب 30 آخرون في القتال مع الإنفصاليين خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية. واشتد القتال بين القوات الحكومية والمتمردين منذ فتح تقدم الإنفصاليين جبهة جديدة في الصراع هذا الأسبوع، في الوقت الذي بدا فيه أن الجيش الأوكراني يحقق مكاسب، وذلك بعد أن طوق الإنفصاليين في معاقلهم الرئيسية بدونيتسك ولوجانسك. وفي احصائية جديدة اعلنت الاممالمتحدة الجمعة ان النزاع في شرق اوكرانيا ادى الى مقتل حوالى 2600 شخص منذ منتصف ابريل؛ وذلك بسبب المعارك العنيفة التي تجري في مناطق مكتظة بالسكان بين الجيش الاوكراني والمتمردين الموالين لروسيا. وقالت الاممالمتحدة في آخر تقرير لها: ان "2593 شخصا على الاقل قتلوا في اوكرانيا بين منتصف ابريل و27 اغسطس 2014". وقال مساعد الامين العام للامم المتحدة لحقوق الانسان ايفان سيمونوفيتش في مؤتمر صحافي: ان هذا "الاتجاه مثير للقلق. ثمة ارتفاع كبير لعدد القتلى في الشرق". واضاف سيمونوفيتش لدى عرض التقرير في كييف: ان عدد القتلى ناهز "ثلاثة آلاف اذا ما اخذنا في الاعتبار 298 قتيلا سقطوا لدى تحطم الرحلة ام.اتش17" للخطوط الجوية الماليزية في يوليو بصاروخ في المنطقة التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا. وأوضح سيمونوفيتش: "فيما يتعلق بالزيادة المفترضة لمشاركة المقاتلين الاجانب في المعارك، فمن شأن ذلك ان يؤجج حدة النزاع"، مشيرا الى ان الوضع يؤكد حصول تصعيد لدى جميع اطراف النزاع، مما يؤدي الى "مزيد من الضحايا". وكشف التقرير الاول ان 468 شخصا على الاقل ما زالوا في الاسر لدى المتمردين الموالين لروسيا، الذين "يعرضون المدنيين للخطر" من خلال وضع قواعدهم وشن هجماتهم من المناطق المكتظة، خصوصا في معقليهما بدونيتسك ولوغانسك. الا ان الاممالمتحدة ذكرت ان فرق المتطوعين الذين يقاتلون الى جانب الجيش الاوكراني تقوم ايضا على الارجح بانتهاكات كالاعتقال التعسفي والتعذيب. واوضح سيمونوفيتش ان الحرب زادت الانقسامات في المجتمع الاوكراني. وقال: ان "ما أراه هو ان الانقسام سيتفاقم بسبب تصعيد الاعمال العسكرية. يجب وقف ذلك".