أكد الدكتور عبدالعزيز بن فوزان الفوزان أستاذ الفقه المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعضو مجلس هيئة حقوق الإنسان، أن من رحمة الله- عز وجل- بالمؤمن من أهل الجنة أنه يجمع معه في منزلته العليا قرابته وأحبابه من أهل الدنيا، وهذا من تمام نعيم الله بعباده المؤمنين. وأضاف فضيلته خلال لقائه في برنامج «فتوى» على قناة «دليل» الفضائية، ان الله تعالى لا ينزل أقارب المؤمن منزلة الأدنى، بل يرفعهم إلى المنزلة الأعلى التي بها المؤمن، فقد يوفق المؤمن بولد أو زوجة أو والد صالح، فيكون هذا الشخص سببا لرفعة المسلم في أعلى مراتب الجنة، مصداقا لقوله تعالى «والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين» (الطور: 21). وفي سياق آخر حذر فضيلة الشيخ من خطورة دعوة المظلوم، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: «اتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب» (البخاري ومسلم)، مشيرا الى أن الله سبحانه وتعالى قد تعهد بنصرة دعوة المظلوم كما في الحديث الذي يقول «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين» (الترمذي). وفي رده على إحدى السائلات بخصوص مدى جواز الدعاء على الزوج الفاسد، أشار الشيخ الفوزان الى أن الواجب على الزوجة مناصحة الزوج، وتذكيره بالله ورسوله، فالقلوب بين يدي الله يقلبها كيفما يشاء، فلربما يفتح الله عليه، مناشدا الزوجة أن تستعين بالله، وان تدعو لزوجها بظهر الغيب، كما يستحسن إهداؤه بعض النشرات والكتيبات والأشرطة التي تعينه على الرجوع عن طريق الفسوق. ويضيف الشيخ انه إذا ما تيقنت الزوجة من فسوق زوجها، وانه قد استقر في يقينها إصابته بأي من الأمراض المعدية جراء فساده ومعصيته، فعليها في هذه الحالة أن تبتعد عن زوجها في الفراش، وهذا حقها الشرعي، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم «لا ضرر ولا ضرار» (ابن ماجة)، أما إن كان مجرد شك ولم تتيقن المرأة من إصابة الزوج بأي من تلك الأمراض، فعليها أن تطالبه بمراجعة الطبيب، وإجراء التحاليل والفحوصات الطبية من باب الوقاية والتيقن، أما إن أعياها تعنت الزوج واشتد ظلمه لها، وتجبره عليها، فهنا قد تعرضت لظلم شديد، ومن ثم فلا بأس من الدعاء عليه، امتثالا لقوله تعالى «ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل» (الشورى:41). كما حث الشيخ على حسن تربية الأبناء، ورعايتهم ومراقبتهم، محذرا من سوء الرفاق وبعض الأقارب، وعلى الوالدين توخي الحذر فيمن يختلط بالأبناء سواء من الأقارب أو غيرهم.