أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته والابتعاد عن نواهيه. داعياً فضيلته إلى العدل في جميع جوانب الحياة وقال فضيلته في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام ان الله يقيم الدولة العادلة وان كانت كافرة ولا يقيم الدولة الظالمة وان كانت مسلمة. مشيراً أن العدل مأمور فيه في كل الاحوال والظلم عاقبته وخيمة في الدنيا والأخرة. ومن ظلم قيد شبر طوقه يوم القيامة من سبع اراضين. ومن ظلم غيره فإن القصاص منه مؤلم. والله تعالى يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ولن تضيع المظالم حتى بين البهائم.وقال صلى الله عليه وسلم «لا تؤدون الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القتماء)، وقوله صلى الله عليه وسلم «من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء منه فليتحلل منه اليوم من قبل ان لا يكون دينار ولا درهم ان كان له عمل صالح اخذ منه بقدر مظلمته وان لم يكن له حسنات اخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه». وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام انه مهما كان المتظلم ضعيفاً فإن الله ناصره. وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال «ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها ابواب السماء. ويقول الرب وعزتي وجلالي لانصرنك ولو بعد حين». وقال تعالى: {ولا تحسبن الله غافل عما يعمل الظالمون}. وأضاف امام وخطيب المسجد الحرام أفلا يخاف الظالم رب العالمين. أولا يخشى دعوة المظلومين. وقل للذين يرمون الناس بالتهم ويرجمون بالظنون ويؤذون المؤمنين في اعراضهم. وان دعوة المظلوم مجابة. داعياً إلى التفكر عند يوم العرض على الله لقوله تعالى {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}. وأكد ا مام وخطيب المسجد الحرام ان مقام العدل في الاسلام عظيم وثوابه عند الله جزيل. والعادل مستجاب الدعوة والله يحب المقسطين وصاحب العدل في ظل الرحمن يوم القيامة والحاكم مأمور بالعدل {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}. كما يجب على الوالد ان يعدل بين اولاده بالعطايا والمعاملة فلا يفاضل بينهم بالهبات. لقوله صلى الله عليه وسلم «اتقوا الله واعدلوا بين اولادكم». كما يجب على الزوج ان يعدل بين زوجاته وان يساوي بينهن في المبيت والنفقة والحقوق الزوجية. لقوله تعالى {فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم}. واشار فضيلته انه إذاكان له امرأتان ومال الى احداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل. مؤكداً أن العدل مطلوب حتى في الكلام وهو معلوم انه اشق على النفس ومن ربى نفسه عليه فاز وافلح واذا رزق العدل وحب القسط علمه الله الحق وصار رحيماً بالخلق متبعاً للرسول مجتنباً مزالق الزيغ والأهواء.