يعمد بعض الآباء من منطلق العين الرحيمة إلى التقرب إلى الله، والإكثار من الطاعات، ظنا منهم أن ذلك سيمكنهم الشفاعة لأبنائهم يوم القيامة، خصوصا أنهم يرون في فلذات أكبادهم تقصيرا في العبادة وارتكابا للمعاصي، كما يعتقد آخرون ورود حديث يمكن الآباء منع أبنائهم من دخول الجنة، وبين هذا وذاك يتساءل البعض عن حقيقة شفاعة الآباء، وحقيقة تجاوز الشفاعة إلى غير النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهنا بين ل«عكاظ» شرعيون حقيقة الشفاعة، وأنواعها و أن الجنة أو النار بيد الله وحده. في البداية، أكد أستاذ العقيدة في جامعة الملك سعود في الرياض الدكتور خالد المشيقح، أن الشفاعة ستة أنواع، وليست مقتصرة على النبي صلى الله عليه وسلم ، منها ثلاثة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، والثلاثة الأخرى للأنبياء والصالحين، معددا شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم بالقول: يشفع صلى الله عليه وسلم لأهل الموقف بأن يفصل الله بينهم، ويشفع أيضا في دخول الجنة قائلا: «لن يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله، وشفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم»، والشفاعة الثالثة خاصة لعم النبي صلى الله عليه وسلم لتخفيف العذاب عنه. وأضاف: يشفع الأنبياء والمؤمنون لبعض المسلمين ألا يدخلوا النار، وأيضا شفاعة للموحدين للخروج من النار، وهناك شفاعة المؤمنين لبعضهم لرفع درجاتهم في الجنة، منوها إلى أن الشفاعات لا تشمل المشركين، ناصحا الإكثار من مرافقة الصالحين ترقبا للشفاعة، لافتا إلى عدم أحقية الشفاعة لمن بينه وغيره حقوق، قائلا: حتى الرسول لا يشفع في الحقوق، كاشفا أن الشفاعة رحمة من الله بالعبيد، وعن الحديث المتداول في منع آباء من دخول أبنائهم الجنة، فقال: العقوق قد يمنع من الجنة؛ لكن المؤمن لا يمنع من الجنة نهائيا. وبين حقيقة الشفاعة، وقال: إنها كما قال تعالى: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) وقوله تعالى: (كل نفس بما كسبت رهينة) مضيفاً: لم تنفع شفاعة الرسول لعمه، سوى أنه يخفف العذاب عنه، كما قال صلى الله عليه وسلم: (من أبطأ به عمله، لم يسرع به نسبه)، مؤكدا أن النسب عند الله ما ذكره في كتابه: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، كما أن أبا جهل لن يستفيد من قرابته للرسول صلى الله عليه وسلم إضافة أنه عليه الصلاة و السلام كان يقول لابنته فاطمة: «لا أغني عنك من الله شيئا»، مشيرا إلى أن الشفاعة إكرام من الله للبعض، كما قال تعالى: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء). من جانبه، أوضح الداعية الإسلامي الدكتور عوض القرني، أن الخير في الآخرة أو الدنيا متوقف على العبادة، وأن العمل الصالح يمكن العبد من الشفاعة في الآخرة لبعض أهله وأقاربه، مثلما جاء في النصوص الشرعية عن شهداء يشفعون، مبينا أن العمل الصالح أساس الإذن بالشفاعة، .