صدر حديثاً للكاتب المغربي أنيس الرافعي مختارات قصصية بعنوان "لسان الطير" عن دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد. وقدّم الكتاب الناقد الدكتور لؤي حمزة عباس حيث أكد في مقدمته أن هذه المختارات تأتي ضمن المغامرة الكتابية في مشروع أنيس الرافعي، موضحاً أن المختارات تعكس انشغال الكاتب بالتركيب والتشكيل منذ صدور "لسان الطير"، وهو العنوان الذي يشير إلى كتاب "منطق الطير" لفريد الدين العطار من دون أن يتطابق معه، بل يتخذه مرجعًا وإطارًا. وأضاف عباس إن الكتاب يُقترح كحقل حكائي فريد يتجدد مع كل قراءة، حيث يتجلى فيه مفهوم "السيمورغ"، سيد الطيور ودليلها في رحلة البحث وخلاصة حكمتها. في هذه المختارات، يجد القارئ فضاءً حكائيا مميزًا تتشكل فيه عوالم بشرية وحيوانية متنوعة، لتُبرز القصص رموزًا وإشارات متعددة. وتقع المختارات القصصية في 268 صفحة من القطع المتوسط وكل قصة من قصص أنيس الرافعي تمثل فضاءً حافلًا بالإشارات، حيث تُكتب على شكل طرس قصصي يعلو طبقات من الحكايات السابقة، من دون أن يُغيّبها تماما، بل يترك آثارها واضحة بطريقة إبداعية. "أعراس الهايكو" صدر حديثاً للشاعر والمترجم العراقي المقيم في المملكة المتحدة، عبد الكريم كاصد، كتاب بعنوان "أعراس الهايكو" عن دار لندن للطباعة والنشر، في العاصمة لندن. يتناول الكتاب وفقًا للناشر، ما جرى في ملتقيات الهايكو العالمية التي أُقيمت في كلٍّ من اليابان، وإيطاليا، والمغرب، وما تخللها من مداخلاتٍ، وحواراتٍ حضرها المؤلف، الشاعر عبد الكريم مدعوًّا، وأسهم فيها بمداخلاته وتعليقاته، مثلما يتضمن مشاهداته للمدن التي رعتْ هذه اللقاءات، والقصائد التي ألقيتْ فيها للشعراء المشاركين. وهذا الكتاب معنيٌّ بقضايا الهايكو، مثلما هو أدبُ رحلات يحتفي بما هو يوميٍّ عابر من بشرٍ وأحداث، ويضمُّ أيضًا ديوانًا صغيرًا من قصائد الهايكو للشعراء المشاركين في بعض هذه الملتقيات، وتعريفًا بهم، تحت عنوان "مختارات شعرية" تمّتْ ترجمتها من اللغتين الإنكليزية والفرنسية. "لسان الراوي" صدر حديثاً للكاتب الأردني قاسم توفيق مجموعة قصصية بعنوان "لسان الراوي" عن دار "الآن ناشرون وموزعون" في بيروت. وتبدو قصص المجموعة أقرب إلى حكايات "ألف ليلة وليلة" في ثوب عصري واقعي، تجمع بين الدهشة والواقع الساخر. وتضم المجموعة 35 قصة تتنوع موضوعاتها التي تدور حول شخصيات اشتبك معها الراوي (المؤلف)، وأحداث شاهدها وعاش في غمرتها، وتتنوَّع قصص المجموعة وتتتابع وكأنها متتالية قصصية، يجمع بينها الراوي/ الشاهد على كل الأحداث، وقد يكون في بعض القصص متماهيًا مع أبطالها. يبدأ قاسم توفيق مجموعته بقصة موضوعها قديم يتجدَّد، "بيت الفئران"، ذلك الشبح الذي كان يخيف به المربِّي، سواء كان أبًا أو معلِّمًا، أو محفِّظًا من يتعهَّد بتعليمه، أو تربيته، ويضفي على أحداث قصته مذاقا جديدا من خلال ذلك الاكتشاف المبكِّر للمبالغة التي يحملها رمزُ بيتِ، أو حجرة الفئران من خلال قصة محكمة البناء، متسارعة الأحداث، مستقرئةً الوتر النفسي ل"الحدّوتة" المتكررة ما دامت الحياة. يختار قاسم توفيق لقصصه عناوين شائقة دالّة تكاد تكون جزءًا من الأحداث، ففي قصة "الكشِّيش" (نسبة إلى الحمام الذي كان يربيه ويجمعه يوميًّا) تتجلَّى واحدة من الحكم التي قد يدركها الإنسان في حياته، وقد لا يتوصَّل إليها حتى يرحل عنها، فيقول عن بطل القصة: "عندما استكان بعيدًا عن الحمائم، حسم في داخله فكرة واحدة، وهي أنَّه لا يخاف من الموت إلَّا الناس التي تخاف من الحياة، وأيقن أنَّه لم يعد هنالك وجود لإيمان ينصُّ على أن التراكم يؤدِّي بالضرورة إلى تغيُّر الصورة، ولا أن الثورة تأتي بالأحسن، ولا المودّة تحصد المحبّة، ولا العطاء يزرع الخير؛ إنّها حضارة الطين التي لا تصل في آخر الدرب إلَّا إلى الطين". كذلك يضمِّن قاسم توفيق بعض قصصه روح الشعر التي يبدو أنها تتلبَّسه بقوة في قصة بعنوان "هي زهرة حنون؟": "أتذكَّر عندما كنَّا نلتقي وكنت أشعل سيجارة وثانية، كانت تسألني: "هل ما زال لقهوتكم المرَّة طعمها الحلو؟". يا أنتِ! يا أنتِ! يا عصفور الفرح الذي حطَّ فوق عشِّ روحي! يا أنتِ عانقيني، قبِّليني، أسكِني صلوات وجهك عمري الممزَّق".