الظلم: هو وضع الشيء في غير محله باتفاق أئمة اللغة. عن جابر أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم). والظلم ثلاثة أنواع: النوع الأول: ظلم الإنسان لربه، وذلك بكفره بالله تعالى (إن الشرك لظلم عظيم), النوع الثاني: ظلم الإنسان نفسه، وذلك باتباع الشهوات وإهمال الواجبات، واقتراف الذنوب والسيئات والآثام, النوع الثالث: ظلم الإنسان لغيره من عباد الله، بشتى أنواع الظلم. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة»، ويقول ابن القيم رحمه الله: «أصل كل خير هو العلم والعدل، وأصل كل شر هو الجهل والظلم». إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله جل وعلا عليك، واخش من دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب، يقول رسولنا عليه الصلاة والسلام لمعاذ وقد أرسله إلى اليمن: (واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)، وفي الحديث: (ثلاثة لا ترد دعوتهم)، وذكر منهم: (ودعوة المظلوم، يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب جل وعلا: وعزتي، لأنصرنك ولو بعد حين). فظلم الناس لا بد من التحلل منه، فرسولنا عليه الصلاة والسلام يقول: (إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار، فيتقاصون مظالم كانت بينهم، حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة). ومن الظلم أيضا التعدي وأكل أموال اليتامى والاعتداء على حقوقهم، وكذلك الاعتداء على حقوق الناس بشتى أنواع التعدي، ومن الظلم الكبير بخس حقوق الناس أو التقصير في منحهم إياها، خصوصا من جعل الله حاجات الخلق عندهم، ومن الظلم البين أيضا ظلم المساكين والضعفاء والأجراء بأكل حقوقهم وأموالهم وبخسها، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة) وذكر منهم: (ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره). * أكاديمي سعودي