كثير ممن يعارضون بل ويرفضون تماما الشعر العامي لا يملكون أن يرفضوه عندما يتحول إلى أغنية ذات لحن جميل يقدمها صوت أخاذ. فلا يخجلون ولا يتبرؤون منه، ويؤمنون بأثره عليهم ومشاركته لهم في لحظات الفرح والترح فيأنسون له عندما يجدون فيه ما يعبر عما في قلوبهم وأفكارهم.. مشاعرهم وانفعالاتهم. فما أن يسمعوا صوت أم كلثوم حتى يبدؤوا بترديد الكلمات معها ومن قصائدها الجميلة قصيدة (أنت عمري) التي كتبها أحمد شفيق، وقالوا عنها لقاء السحاب لأنها كانت ثمرة اللقاء الأول بين محمد عبدالوهاب الذي لحنها لأم كلثوم. وهي قصيدة جميلة في بساطتها وعمق معانيها، وهي قصيدة تنكأ الجراح حيناً وتضمدها في حين آخر وفقاً لحالتك. قصيدة تضخم الفرح بالشعور الجميل، وتلون الأيام بعد أن تمحو السواد عنها وهي في سباق مع الزمن ما ولى منه وما هو آت. قصيدة تدعوك للاستمتاع بالمشاعر الجميلة حين تستيقظ الروح لتجد روحها زاهية بهية منتعشة على وقع نغمات حب غامر، ادخرته دون علمها وشعور طال كمونه فتسلل إلى الحياة. رجعوني عينيك لأيامي اللي راحوا علموني أندم على الماضي وجراحه اللي شفته قبل ما تشوفك عينيه عمر ضايع يحسبوه ازاي عليه أنت عمري.. اللي ابتدا بنورك صباحه تلك الكلمات وغيرها من قصائد الشعر العامي المميز بأي لهجة كانت، تصنع لنا ذلك الشعور الجميل حتى لو كانت القلوب لم تمسسها شرارة الحب يوماً، ومع هذا ستجيد صناعتها فتعيش وهماً لذيذاً مع ذلك الشعور الساحر الذي يوزع البهجة والفرح. ابتديت دلوقت بس أحب عمري ابتديت دلوقت أخاف لا العمر يجري كل فرحة اشتاقها من قبلك خيالي التقاها في نور عينيك قلبي وفكري يشتاق الخيال للفرحة فيصنعها حين نردد تلك الكلمات بصحبته، ونرى بغية القلب والفكر على أجنحته، فترقص الأحلام وتظهر القلوب والعقول كل مخزونها. الليالي الحلوة والشوق والمحبة من زمان والقلب شايلهم عشانك دوق معايا الحب دوق حبه بحبه من حنان قلبي اللي طال شوقه لحنانك هات عينيك تسرح في دنيتهم عينيه هات ايديك ترتاح للمستهم ايديه ألم تحولكم هذه القصيدة إلى عشاق من الدرجة الأولى؟ ألم ترددوا كلماتها هنا مع اللحن الذي ربما لم تسمعوه منذ زمن. هنا تكون القصيدة قد وضعت بصمتها حين أنعشت مشاعرك جددتها أو منحتها شيئاً جديدا.