ربما خطف حارس المرمى الألماني مانويل نيوير وزميلاه توني كروس وتوماس مولر معظم الأضواء والاهتمام على مدار مسيرة المنتخب الألماني ببطولة كأس العالم 2014 لكرة القدم بالبرازيل، ولكن أسطورة كرة القدم الألماني فرانز بيكنباور يرى أن بينديكت هوفيديس ظهير أيسر الفريق كان المفاجأة الحقيقية في مسيرة المانشافت نحو المباراة النهائية للبطولة. وقال بيكنباور، في مقابلة نشرها موقع الاتحاد الألماني للعبة على الانترنت، "اللاعب الذي أبهرني بالفعل هو بينديكت هوفيديس، لأنه ليس مركزه بالفعل.. إنه يلعب خلال كأس العالم في مركز الظهير الأيسر الذي لم يشغله من قبل ولكنه يقدم كأس عالم رائعة. تعلمون ما يستطيع الآخرون فعله. ولكن ما قدّمه هوفيديس أدهشني". ولم يتضح متى طرأت على لوف فكرة الدفع بقلب الدفاع هوفيديس (26 عامًا) في مركز الظهير الأيسر، ولكنه حتى الآن أصبح واحدًا من ثلاثة لاعبين خاضوا مباريات المنتخب الألماني بالكامل في المونديال البرازيلي، حيث لعب جميع المباريات منذ الدقيقة الأولى وحتى الأخيرة. واللاعبان الآخران هما حارس المرمى مانويل نيوير وقائد الفريق فيليب لام. وقال هوفيديس، بعد التغلب على المنتخب البرازيلي 7/1 في المربع الذهبي للبطولة، "بالطبع، ما تحقق هنا شيء مدهش. لم يعُد بوسعنا ارتكاب مزيد من الخطأ في المباراة النهائية". وكان تغيّر الرأي بالنسبة لهوفيديس ملحوظًا وهائلا، حيث كانت صفارات وهتافات الاستهجان هي رد فعل الجماهير الألمانية لدى إعلان اسم هوفيديس ضمن التشكيلة الأساسية للفريق في مباريات المونديال. وأشارت صحيفة "سودويتشه تسايتونج" الألمانية إلى هذه النظرة المبدئية لدى الجماهير تجاه هوفيديس. وذكرت الصحيفة "بالنسبة للبعض، كان هوفيديس أخطأ في التشكيل. وبالنسبة لآخرين، كان اللاعب هو الرجل غير المناسب في المكان الخاطئ وفي البلد الخاطئ وعلى الكوكب غير المناسب.. لم يقل أحد سابقًا إنه الرجل المناسب لمركز الظهير الأيسر". ومنذ انتقال لام من اللعب في الناحية اليسرى إلى اليمنى قبل عدة سنوات، عانى يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني من مشكلة حقيقية في الناحية اليسرى. ولم يستطع لوف الاستعانة بأفضل لاعب في هذا المركز بأندية الدوري الألماني (بوندسليجا) وهو ديفيد ألابا نجم بايرن ميونيخ لكونه لاعبًا نمساويًا. كما عانى مارسيل يانسون لاعب هامبورج من تذبذب مستواه بينما لا يثق لوف بشكل تام في مارسيل شميلزر لاعب بوروسيا دورتموند إضافة لمعاناة اللاعب من الإصابة بينما يتواجد زميله إيريك درام ضمن قائمة المانشافت في المونديال لكنه يفتقد الخبرة اللازمة. ونتيجة لهذا، لم يكن أمام لوف مفر من الدفع بهوفيديس بعدما لجأ لتجربة اللاعب من قبل في الناحية اليسرى خلال مباراة الفريق الودية أمام المنتخب الفرنسي في 2013 . وأشاد لوف بهوفيديس قائلًا "بينديكت رائع في مواقف الانفرادات". وقال هوفيديس، الذي يلعب بالقدم اليمنى، "ليست مهمتي لعب الكرات العرضية بقدمي اليسرى القوية". ويتمتع هوفيديس الآن بالثقة الكافية ليتعجب من الاستهانة بأدائه حتى الآن، ولكنه يستطيع إسكات منتقديه إذا قدّم أداء جيدًا أيضًا في المباراة النهائية للمونديال غدًا ونجح في احتواء ليونيل ميسي قائد المنتخب الأرجنتيني. وتشهد المباراة النهائية للمونديال على استاد "ماراكانا" الأسطوري في ريو دي جانيرو مواجهة خاصة ومثيرة بين ميسي الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم أربع مرات سابقة وهوفيديس وهو ما يعتبره البعض نقطة الضعف في صفوف المنتخب الألماني. ولكن هوفيديس يبدو مستعدًا للتحدي المثير أمام ميسي مستشهدًا بما قدمه زميله المدافع جيروم بواتينج في مواجهة كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم لعام 2013 عندما تغلب المنتخب الألماني على نظيره البرتغالي 4/ صفر في أولى مباريات الفريقين بالمونديال البرازيلي. وقال هوفيديس "أود أن أحظى بنصيبي" لأن ميسي يمكن احتواؤه من خلال الأداء الجماعي للفريق. ويرى هوفيديس أن خوض المباراة النهائية يمثل حلمًا تحقق. وأوضح "ما يحدث هنا والآن أمر هائل. هذا النهائي سيكون المبتغى الأخير. نريد الفوز والتتويج باللقب العالمي".