على الرغم من الفوز 2-1 على المنتخب الاسكتلندي في بداية التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية المقبلة (يورو 2016) والسعادة التي انتابت المنتخب الألماني بهذا الفوز الثمين، يرى المدير الفني للمنتخب الألماني يواخيم لوف أن فريقه يحتاج لمواصلة الابتكار وتعديل وتطوير صفوفه ومستواه على مدار المباريات التالية بالتصفيات. واستهل المنتخب الألماني الفائز بلقب كأس العالم 2014 بالبرازيل مسيرته في تصفيات يورو 2016 بالفوز على نظيره الاسكتلندي 2-1 الأحد الماضي في دورتموند كما يحل الفريق في المباراة التالية بالتصفيات ضيفا على نظيره البولندي في 11 أكتوبر المقبل ثم يستضيف نظيره الأيرلندي بمدينة جيلسنكيرشن بعدها بثلاثة أيام فقط. وسيظل لوف مفتقدا في مباراتي بولندا وأيرلندا لجهود بعض لاعبيه الأساسيين البارزين بسبب الإصابات التي حرمت الفريق من قوة ضاربة كبيرة في مباراة اسكتلندا والتي جاءت ضمن منافسات المجموعة الرابعة بالتصفيات. وفي ظل غياب العديد من اللاعبين واعتزال الثلاثي فيليب لام وميروسلاف كلوزه وبير ميرتساكر اللعب الدولي، دفع لوف لاعب وسط فريق هوفنهايم بسيباستيان رودي في مركز الظهير الأيمن كما لعب نجم بوروسيا دورتموند الشاب إيريك ديرم في مركز الظهير الأيسر. وفي قلب الدفاع الألماني بشكله الجديد لعب بينديكت هوفيديس الذي شارك مع الفريق في مركز الظهير الأيسر خلال بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل كما لعب إلى جواره جيروم بواتينغ. وإلى جانب مجموعة اللاعبين التي افتقدها لوف في مباراة الأمس بسبب الإصابات تعرض نجم دورتموند ماركو ريوس لإصابة في كاحل القدم خلال الوقت بدل الضائع من مباراة الأحد الماضي. كما يحتاج لوف الآن لتعويض غياب المدافعين فيليب لام وبير ميرتساكر اللذين اعتزلا اللعب الدولي بعد الفوز مع الفريق بلقب المونديال. وقال لوف: "نفتقد لاعبين في خط الدفاع كانوا ضمن صفوف الفريق في المونديال البرازيلي، وفي خط الوسط نفتقد باستيان شفاينشتيجر وسامي خضيرة ومسعود أوزيل الذين يمنحون الفريق الاستقرار، كما نفتقد بالطبع قلب الدفاع ماتس هوملز". وأضاف "علينا أن نعدل صفوفنا بعض الشيء خلال الشهور القليلة المقبلة، لن يعود سامي خضيرة بالتأكيد قبل أكتوبر المقبل كما سنرى ما تسفر عنه إصابة ماركو ريوس، ولكن هذا لن يسبب لي أي صداع في المباريات الدولية التالية التي سيخوضها الفريق في أكتوبر ونوفمبر المقبلين لأنني أعلم أننا سنتعامل مع الأمر جيدا عندما يحين الأوان لهذا". وعانى المنتخب الألماني كثيرا لتحقيق الفوز أمام اسكتلندا عبر هدفين سجلهما توماس مولر، إذ شكل الضيوف إزعاجا كبيرا للمنتخب الألماني في الشوط الثاني وسجل الفريق هدفه الوحيد عبر اللاعب إيكيتشي آنيا. وقال لوف: "إنني مقتنع تماما بحصد الفريق النقاط الثلاث للمباراة، كان هذا هو توقعي الوحيد للفريق وهو أن نحقق الفوز ونبدأ مسيرتنا في التصفيات بشكل جيد، كان واضحا أن المباراة ستكون صعبة وأن المنتخب الاسكتلندي ليس لديه ما يخسره، في الشوط الأول سيطرنا تماما على المنافس ولكننا فقدنا السيطرة قليلا في الشوط الثاني". وأعرب لوف عن سعادته بمستوى الظهيرين رودي وديرم على الرغم من عدم تراجع رودي سريعا لأداء الواجب الدفاعي عندما انطلق آنيا سريعا في الدقيقة 66 ليسجل هدف اسكتلندا الوحيد في المباراة. وما زالت الآثار البدنية للمونديال البرازيلي واضحة على اللاعبين الذين خاضوا البطولة وهو ما فسر به لوف تراجع المستوى في الشوط الثاني. وأوضح لوف أعلم أن شهري أغسطس وسبتمبر يتسمان بالصعوبة دائما، في أكتوبر سيكون اللاعبون أكثر انتعاشا". ومن الناحية الخططية يفضل لوف الدفع باللاعب ماريو غوتزه كمهاجم متأخر مع الإبقاء على المهاجم ماريو غوميز على مقاعد البدلاء. ويرجح أن يكون هذا هو الخيار المفضل لدى لوف في مواجهة فرق مثل المنتخبين الاسكتلندي والأيرلندي اللذين يتسمان بالقوة في التعامل الدفاعي مع الكرات العالية أمام مرماهم. كما يدرس لوف بجدية الاعتماد على ثلاثة مدافعين وجناحين ولكنه نظام لم يطبقه حتى الآن. وقال لوف: "مع وضع ثلاثة لاعبين في خط الدفاع، تحتاج إلى لاعبين في الجناحين لديهم القدرة على أداء الدورين الدفاعي والهجومي، إنه شيء يدور بخلدي منذ فترة ولكن الحقيقة أن لدينا لاعبين في الجناحين مثل أندري شورله ومولر وريوس وجوليان دراكسلر". وأضاف "خطورة الدفع بثلاثة لاعبين في الدفاع هي أن اللاعبين في الجانبين والذين يتميزون بقوة الدور الهجومي، سيعانون في أداء الدور الدفاعي" مشيرا إلى أن هذا يمثل مشكلة للفريق.