ظاهرة التيتم الصوري في المجتمع من أخطر الظواهر التي تؤدي للعنف والجريمة .. عندما يفقد الأطفال آباءهم وأمهاتهم بانتهاء آجالهم فهذه سنة كونية والبقاء لله، لكن ان يفقدوهم أحياء فهذه كارثة ، فالوالدان اللذان يحتجان بكثرة مسئولياتهما مصدر أساسي للإهمال ، والإهمال جريمة يُعاقب عليها.. بعض الآباء للأسف ليس لهم أي دور في حياة أولادهم، خروج للعمل ثم عودة للمنزل والجلوس منعزلين عن الأسرة !! وتزايد بعدهم وعدم اعطاء الأبناء نصيباً من وقتهم يؤدي إلى تزايد فرص تواجد الأبناء خارج الوسط الأسري ويساهم في تنامي العلاقات السيئة و تفريغ الانفعالات عبر التحاور السلبي في مختلف الوسائط الحديثة . حتى الأطفال وما يشاهدونه يدفعهم للعنف والانحراف.. أفلام الكرتون أغلبها قتالية والألعاب الأخرى وما فيها من قتال واقتتال، قزّم حجم القتل المحرم بل بعضها يفرضه للوصول للهدف، فيتحول القتل إلى لذة ويوماً بعد يوم يصبح سهلا ويفقد فلذات أكبادنا انسانيتهم وينجرفون إلى ما لا تحمد عقباه حتى الأطفال وما يشاهدونه يدفعهم للعنف والانحراف.. أفلام الكرتون أغلبها قتالية والألعاب الأخرى وما فيها من قتال واقتتال، قزّم حجم القتل المحرم بل بعضها يفرضه للوصول للهدف، فيتحول القتل إلى لذة ويوماً بعد يوم يصبح سهلا ويفقد فلذات أكبادنا انسانيتهم وينجرفون إلى ما لا تحمد عقباه ، ناهيك عن ما تبثه الفضائيات من مشاهد للدماء والقتل والتفجير التي تحدث في العالم ولا تمر بالطبع مرور الكرام ، فأي قيم ومبادئ سامية نقدمها لهم من خلال غيابنا عنهم ؟! كذلك الأم التي تربي أطفالها عمالة وافدة فما أن ترحل إحداهن حتى تأتي أخرى بسلوك وديانة مختلفة ومن سيئ إلى أسوأ . وآخرون يقضون أعمارهم مغتربين بهدف تأمين مستقبل مادي أفضل ناسين أن المستقبل والحاضر هم الأولاد . أتمنى أن يتنبه الجميع لخطورة التربية عن بعد قبل أن يغرق أبناؤنا في بؤر الجريمة التي لا عودة منها. الجلوس معهم فرض والحوار الإيجابي بعيداً عن اللوم والتوجيه الجاف ومع الاصغاء والمشاركة واجب ، ولكل فئة عمرية ما يناسبها من الحوار ، وفي كل الأحوال على الأب أن يكون بمثابة الأخ الأكبر والصديق الحميم لأبنائه وكذلك الأم خاصة في فترة المراهقة لسهولة الانجراف فيها للهاوية .. غياب المتابعة يعني الفشل العام . في الماضي كانت التربية عملية متكاملة تشترك فيها الأسرة كلها ، لكن مع تطور الحياة المادية والتكنولوجية تراجع الدور التربوي للأسرة وسلبته التغيرات والتأثيرات المختلفة التي شملت كل مناحي الحياة إلاّ أن هذا ليس مبرراً لتقصيرنا في رسالتنا كآباء وأمهات يتهربون وأبناء يدفعون الثمن . [email protected]