حين حملنا لهم سؤالنا عن جدوى الطباعة خارج المملكه وما تؤدي اليه من التأثير على صناعة النشر والعمل في الداخل اشار عدد من رؤساء الأندية والمثقفين الى ان طباعة إصدارات الأندية في مطابع خارج المملكة لها أسباب عدة من أهمها التوزيع والحضور في المحافل الدولية من معارض دولية للكتاب، بالإضافة الى جودة الطباعة، وحرص المثقف على الوصول الى اكبر شريحة ممكنة من المثقفين والأدباء في الوطن العربي، وهذه الميزة تفتقد لدى المطابع في داخل المملكة لعدم وجود الخبرة في التوزيع، مما يعني تكدس الكتب المطبوعة في مستودعات الأندية لتعانق الغبار والأتربة. يقول رئيس نادي حائل السابق عبدالسلام الحميد: السبب الوحيد لمسألة الطباعة في الخارج هو الانتشار وليس فقط الطباعة، فمسألة الانتشار والتوزيع مهمة بالإضافة الى وجود أكثر من نقطة بيع والتواجد في عدة معارض دولية. وعن الأسعار والشحن يقول الحميد: قمنا بتوقيع اتفاقية مع دار نشر لبنانية بموافقة مجلس الإدارة وكانت الأسعار مناسبة جداً وقد حصلنا بعض المعارض على جناح خاص بإصدارات نادي حائل الأدبي. وعن الطباعة والنشر في الداخل يقول الحميد: للأسف الشديد دور النشر والمطابع في الداخل لا تمتلك الخبرة وفن التوزيع، لان الهدف للنادي وهدف المثقف الانتشار اكثر ووصول كتابه الى اكبر شريحة ممكنة من المثقفين في الوطن العربي. ويرى الحميد ان الحل هو ان تقوم وزارة الثقافة والإعلام بتأسيس هيئة عامة للكتاب لتكون من أولوياتها طباعة الكتاب وتوزيعه والاهم حضور الكتاب من خلال المعارض الدولية السنوية. الداخل اقرب فيما يختلف رئيس نادي القصيم السابق د. احمد الطامي ويؤكد على أهمية ان تكون الطباعة لإصدارات النادي داخل المملكة لأسباب عدة منها قرب المطابع وذلك من اجل الإضافة او الحذف او التصحيح وتصميم الغلاف، وأيضا تكون التكلفة المادية اقل، وكذلك تختصر مسألة الوقت من قضايا الشحن والتأخير والتراخيص. ويؤكد ان القصيم الأدبي لم يطبع الا مرة واحدة بسبب وجود المؤلف وهو سوري في سوريا وباقتراح منه حتى يمكن له متابعة الطباعة والتصحيح وانجاز الكتاب. اصدارات مقروءة من جانبه يؤكد د. عبدالمحسن القحطاني رئيس نادي جدة الأدبي الثقافي على ان مسألة طباعة إصدارات النادي في الخارج كانت بسبب ان إصدارات أدبي جدة مقروءة بشكل كبير جدا والدليل الرسائل والاتصالات التي تأتي من اكبر بلد عربي الى مجلة «عبقر» و»علامات» وغيرها من الإصدارات. ويتابع القحطاني: ان النادي يقوم بكل الخطوات التي تأتي قبل الطباعة من تصميم غلاف وتصحيح وإخراج فقط يكون دور المطابع طباعة الكتاب فقط. وعن السبب في عدم الطباعة في الداخل يؤكد القحطاني ان المطابع في الداخل لا تستطيع ان تقوم بدور كبير مثل المطابع في الخارج ولا يوجد لديها مقدرة او خبرة في قضايا التوزيع خاصة وإننا نحرص ان تكون إصداراتنا موجودة في الداخل والخارج حتى يحصل الكاتب او الإصدار على اكبر شريحة ممكنة من مثقفين وأدباء ومبدعين في الوطن العربي. ضمان للانتشار ويرى القاص خليل الفزيع مسئول المطبوعات في نادي المنطقة الشرقية الأدبي لمدة أربع سنوات ان طباعة الإصدارات في الخارج ضمان للمثقف والنادي للانتشار الأكبر والواسع في العالم العربي، خاصة وان الدور في الوطن العربي تحرص على مسألة التوزيع في معارض الكتب او المناسبات الثقافية. ويؤكد الفزيع ان المطبوعات في الداخل تعني تكدس الكتب في مستودعات النادي دون ان يكون لها نصيب في التوزيع، والتي كانت تعتمد في السابق على وزارة الثقافة والإعلام في الشراء. تواصل وفهم ويرى الروائي ناصر الجاسم ان يكون هناك طباعتان للكتاب طباعة توزع داخل الوطن وطباعة توزع في الخارج، بحيث يصل المبدع او الكاتب الى شريحتين من القراء.. شريحة داخلية من البيئة وشريحة خارجية بعيدة عن بيئته. ويتابع: بهذا التصور يحدث نوع من التواصل والفهم للمبدع من خلال أي تباين قد ينشأ أو تعارض بين الشريحة القرائية الأولى والشريحة القرائية الثانية. ضرورة التوزيع الروائي محمد المزيني يقول انه مع الطباعة في الداخل اذا كانت المطابع لديها إستراتيجية في التوزيع وجودة في الإخراج، أما إذا كانت تفتقد إلى ابسط الأمور فأعتقد ان الخيار في مطابع الخارج خاصة وان المطابع في الخارج لديه مسألة مهمة للكاتب والمثقف وهي التوزيع والحرص على الحضور في معارض الكتاب الدولية وكذلك الترجمة ودخول المسابقات في الرواية او القصة، وهذه ما يهدف اليها الجميع سواء النادي او الكاتب. وينبه المزيني الى ان هناك ما يقارب 13 ناديا مقابل عدد قليل من المطابع المميزة وهو أيضا سبب للتوجه إلى المطابع في الخارج.