قال نشطاء ان قوات الامن السورية قتلت تسعة أشخاص امس الجمعة في احتجاجات دعا المشاركون فيها جامعة الدول العربية إلى تعليق عضوية دمشق بها رداً على استمرار العنف واطلقوا عليها "جمعة تجميد العضوية". وقال نشطاء مقيمون في حمص ان قوات الامن قتلت سبعة مدنيين وجندياً منشقاً. وذكرت المنظمة السورية لحقوق الانسان ومقرها بريطانيا أن شخصاً آخر قتل في محافظة ادلب الشمالية. من جهتها، قالت منظمة هيومان رايتس ووتش ان قوات الحكومة السورية ارتكبت جرائم ضد الانسانية في اطار محاولتها قمع المعارضة المناهضة لحكم الرئيس السوري بشار الاسد في مدينة حمص المضطربة. وحثت المنظمة في تقرير صدر امس مندوبي جامعة الدول العربية الذين سيجتمعون اليوم السبت على تعليق عضوية سوريا في الجامعة ومطالبة الاممالمتحدة بفرض عقوبات على الافراد المسؤولين عن تلك الجرائم واحالة ملف سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية. وأضافت المنظمة في بيان صاحب التقرير: الطبيعة المنهجية للانتهاكات بحق المدنيين في حمص من قبل قوات الحكومة السورية ومن بينها جرائم تعذيب وقتل خارج نطاق القانون تمثل جرائم ضد الانسانية. وأوضحت المنظمة أن قوات الامن السورية قتلت 104 أشخاص على الاقل في حمص منذ الثاني من نوفمبر حين وافقت الحكومة السورية على خطة وضعتها الجامعة العربية لإنهاء العنف وبدء حوار مع معارضي الاسد. وقالت المنظمة ان عمليات القتل هذه جاءت بعد قتل ما لا يقل عن 587 مدنياً في حمص بين شهري ابريل وأغسطس وهو أكبر عدد من القتلى يسقط في أي محافظة سورية. وقالت سارة لي ويتسون مديرة الشرق الاوسط في هيومان رايتس ووتش: حمص صورة مصغّرة لوحشية الحكومة السورية.. يتعيّن على الجامعة العربية ابلاغ الرئيس الاسد بأن انتهاك الاتفاق بينهما له تبعات وأنها تؤيد الآن تحرّك مجلس الامن لإنهاء المجزرة. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش انها منعت أيضاً من دخول سوريا ووصفت الحصول على معلومات دقيقة بأنه مهمة تنطوي على تحدٍّ.. واستند تقرير المنظمة الى مقابلات مع 114 من سكان حمص الذين اما هربوا الى دول مجاورة أو تحدثوا عبر الانترنت من داخل سوريا. وأضافت إن قوات الامن السورية نفذت عمليات عسكرية واسعة النطاق في عدة بلدات بالمحافظة ومن بينها مدينة حمص وبلدة تل كلخ على الحدود مع لبنان. وقالت هيومان رايتس ووتش: استخدمت قوات الامن بشكل منهجي الرشاشات الثقيلة ومن بينها مدافع مضادة للطائرات توضع على عربات مصفحة لاطلاق النار على الاحياء لترويع الناس قبل دخول حاملات الافراد المصفحة وغيرها من عربات الجيش. ويقطعون الاتصالات ويقيمون نقاط تفتيش تحدّ من حركة الدخول الى الاحياء والخروج منها وتوصيل الغذاء والدواء. وذكرت هيومان رايتس ووتش أن الآلاف في حمص وباقي أنحاء سوريا يتعرّضون لاعتقالات تعسفية وعمليات اختفاء قسري وتعذيب ممنهج أثناء الاحتجاز.. وأفرج عن معظم المحتجزين بعد عدة أسابيع لكن عدة مئات ما زالوا مفقودين. وقالت المنظمة انها وثقت 17 حالة وفاة أثناء الاحتجاز في حمص بينهم 12 على الاقل من الواضح أنهم ماتوا من التعذيب. وقالت ان تعذيب المحتجزين منتشر، مضيفة إنها تحدثت مع 25 محتجزاً سابقاً في حمص قالوا جميعاً انهم تعرّضوا الى أشكال مختلفة من التعذيب. ونقلت المنظمة عن رجل احتجز في قاعدة تابعة للمخابرات العسكرية في حمص قوله انه تعرّض للضرب بالاسلاك وعلق من يديه. وقال: كنت أترك معلقاً هناك لنحو ست ساعات على الرغم من أنه يصعب تحديد المدة. كانوا يضربونني ويسكبون الماء فوقي ثم يستخدمون صواعق الكهرباء. وفي القاهرة.. أعلن ناشطون في المعارضة السورية إقامة ما يُشبه مراسم تشييع وعزاء رمزية لجامعة الدول العربية رداً على عدم اتخاذها إجراءات حاسمة بشأن الأزمة السورية مطالبين الجامعة بإعلان إلغاء المبادرة العربية نهائياً في حين وقع عشرات المثقفين والأكاديميين السوريين على بيان يطالب بتجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية. وقال بيان إن عشرات النشطاء السوريين شاركوا صباح امس الجمعة في مراسم "عزاء" اسلامي ومسيحي يضم صلاة جنازة وقداس "على روح جامعة الدول العربية" مع توزيع نعي مطبوع لها في الشوارع المحيطة بمقرها في وسط القاهرة. وكتب في نص النعي الرمزي وفق البيان: "آل فقيدة الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، وأبناء الفقيدة مندوبو الأنظمة العربية ينعون إليكم بمزيد من الحسرة والألم فقيدتهم الغالية التي وافاها الأجل عام 2011 إثر أحداث الربيع العربي ولفظت أنفاسها مع بدء الثورة السورية ويشيّع جثمانها بلا تردد، وتوارى الثرى في مدافن التاريخ الأسود، ونستقبل التعازي أمام مقر الجامعة في القاهرة طيلة أيام الأسبوع". وفي السياق نفسه.. وقع أكثر من 230 مثقفاً وفناناً وأكاديمياً وصحفياً سورياً بياناً موجّهاً إلى الأمين العام للجامعة العربية ووزراء خارجية الدول العربية يطالبون فيه بتجميد عضوية النظام السوري في الجامعة وفرض عقوبات على النظام السوري ودعم تأمين حماية دولية للمدنيين السوريين. وقال نص البيان الذي تلقت (د.ب.أ) نسخة منه "إن النظام السوري بعد قبوله اللفظي للمبادرة زاد من وحشيته فقصف مدينة حمص بشكل همجي إضافة لمدينة حماة وريفها واستمر مسلسل القتل الإجرامي بحق المتظاهرين العزل ليحصد العشرات من أبناء سوريا يومياً". وأضاف البيان: "نحن الموقعين على هذا النداء نطالب الجامعة العربية بأن تتحلى بالمسؤولية السياسية والأخلاقية تجاه ما يحدث في سوريا وتقوم بتجميد عضوية النظام السوري في الجامعة وفرض عقوبات ذات مغزى من قبل الدول الأعضاء على النظام السوري ودعم أي جهد دولي يهدف إلى تأمين حماية دولية للمدنيين السوريين". وشدد البيان على إدانة أي محاولة من أي طرف من أطراف المعارضة السورية لعرقلة مطلبهم مؤكدين أن من يقوم بذلك "لا يمثل قضية الشعب العادلة ولا يمثل إلا نفسه" على حد ما جاء في البيان.