ما أجمل أن يتفضل الله على عباده فيدعوهم إلى بيته العتيق، ليغفر ذنوبهم، فما دعاهم سبحانه إلا ّوهو يحبهم، وما ناداهم إلاّ ليمنحهم مغفرة منه وفضلاً ، {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }، لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ جهزها تبارك وتعالى في تلك الأماكن المقدسة منافع عاجلة وآجلة، يتوب عليهم سبحانه وتعالى ويردهم كما ولدتهم أمهاتهم خالصين من الذنوب والخطايا ويهبهم من فيض فضله ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فما أجمل أن يتفتح قلب المؤمن على هذا النداء، فيتهيأ من فوره لإجابة دعوة الإله تاركاً الأهل والأوطان والغالي والنفيس، ملبياً من أعماق قلبه : لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، فما أروع هذه الكلمات عندما تطلقها الحناجر المؤمنة الممتزجة بحب خالقها المعطرة بعبير الوحدانية وشذا العبودية لله الواحد القهار في ذلك الموقف العظيم, موقف العبد وهو يلبي نداء ربه في الشعائر المقدسة وفي أبهى صور الروحانية. تسييس الحج واتخاذه فرصة لإثارة الفوضى والفتنة وبث القلاقل بين المسلمين حرام، فقد حرمه عدد من كبار العلماء والفقهاء والمفتين في العالم الإسلامي لتنافيه تماما مع ما دعا إليه الحج من التزام السكينة والهدوء وأداء النسك دون رفث أو فسوق أو جدالالغاية العظمى من الحج كما يعرفها كل مسلم هي ذكر الله والطاعة فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ، وإنما ذكر الله والتقربُ إليه بالطاعات وترك المعاصي والمحرمات فلا ينشغل الحاج عنها بشيء آخر ، والغريب أن بعضا من حجاج هذا الزمان بجنسياتهم المختلفة ينسون الغاية من الحج ويحولون الذكر والتلبية إلى هتافات وشعارات لا تراعي حرمة المكان ولا حرمة الزمان لم ترد في أي عهد منذ نزول الرسالة على المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، فتسييس الحج واتخاذه فرصة لإثارة الفوضى والفتنة وبث القلاقل بين المسلمين حرام، فقد حرمه عدد من كبار العلماء والفقهاء والمفتين في العالم الإسلامي لتنافيه تماما مع ما دعا إليه الحج من التزام السكينة والهدوء وأداء النسك دون رفث أو فسوق أو جدال. فما أن تطأ قدما مسلم هذه البقاع إلاّ ويشعر بالأمان لأنه في رحاب الله وضيافة الرحمان، قلبه يهفو ويتفطر حباً وهياماً لكل بقعة فيه، ولسانه يشكر ربه الذي أكرمه واستضافه. فهذه الكعبة المشرفة يراها بأم عينيه وهذا البيت الحرام، ومقام إبراهيم والصفا والمروة، ومنى ووادي عرفة، ومسجد نمرة ومزدلفة وقبر رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام ومسجده والروضة المشرفة ومسجد قباء، بل كل المشاعر التي كان يحلم بها لها الوقع الكبير في نفسه وفؤاده. هذه البقاع الطاهرة كانت ومازالت وستظل الملاذ الآمن للشعوب الإسلامية على مر العصور فكيف بحجاج بيت الله الحرام؟ وفق الله القائمين على خدمة ضيوف الرحمن وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وحفظ ولي عهده الأمين وأدام الله عز الوطن. [email protected]