تراجع المعروض من السيارات المستخدمة المستوردة من أمريكا خلال الفترة الحالية في السوق المحلية بسبب ارتفاع معدل الطلب عليها داخل أمريكا نتيجة ارتفاع أسعار السيارات الجديدة، مما أدى ذلك إلى عدم توفر السيارات المستخدمة وارتفاع أسعارها بنسبة 15 بالمائة. وأكد موردون سيارات مستعملة بأمريكا أن أزمة الطلب الداخلية زادت بعد حصول الأزمة المالية العالمية في عام 2009م، وجعلت الكثير من الموردين لا يستطيعون تلبية طلبات تجار المملكة، مؤكد أن الطلب على السيارات المستخدمة في المملكة ارتفع بنسبة 50 بالمائة عن العام الماضي. وقال يوسف الناصر، أحد كبار المستثمرين بقطاع السيارات المستعملة: لم نلحظ أي عروض تسويقية خلال هذه الأيام سواء للسيارات المستعملة أو الجديدة مع أنه من المعروف أن في كل نهاية عام يقوم المستثمرين بالبيع عن طريق العروض بهدف التصفية من أجل استيراد سيارات أخرى بموديلات ومواصفات حديثة، كما أن أسعار بعض السيارات المستخدمة زادت بنسبة تتراوح من 10 إلى 15 بالمائة نتيجة لقلة السيارات المستوردة من أمريكا والمعروض في المحلات. وأضاف أنه يوجد بعض الشركات طرحت عروضا تسويقية بمناسبة قرب نهاية العام الحالي، ولكنها غير مجزية، بالإضافة إلى انخفاض معدل الطلب من قبل المستهلكين والذي أدى إلى تراجع المبيعات بحوالي 10 بالمائة في الفترة الحالية. وأكد الناصر أن نسبة 80 بالمائة من المستهلكين يشترون السيارات بالأقساط وليس نقدا بسبب عدم توفر السيولة الكافية لديهم، وهذا الأمر يرفع التكلفة على التاجر والمستهلك في آن واحد من خلال تأخير اكتمال دفع كامل المبالغ ، وكذلك تأخر حركة دوران رأس المال على التجار الذين يضطر منهم كثيرا خلال هذه الأيام للبيع عن طريق الآجل والأقساط لأنه دخل إلى السوق شركات تبيع بتلك الطريقة وبنسبة فوائد قليلة تصل نسبتها مع قيمة التأمين إلى 7 بالمائة في السنة الواحد بعد أن كانت نسبتها في الأعوام السابقة 11 بالمائة، مشيرا إلى أن قطاع السيارات المستعملة في المملكة يعتبر قطاع جيد ومتقدم بسبب الأمان الاقتصادي الذي تعيشه المملكة حيث أن هذا يدعم ويحفز التجار على العمل وتنمية الأسواق، وكذلك توفير كافة السيارات التي يحتاجها المستهلك وبسعر جيد. سبب ارتفاع أسعار السيارات المستخدمة في الوقت الحالي يعود إلى تحديد عمر السيارات المستوردة (5 سنوات) الذي جعل المنافسة في الشراء محدودة على نفس الموديلات، وأدى إلى ارتفاع أسعارها في الخارج أيضا، وبالتالي انعكس ذلك كليا على أسعارها في السوق الداخلي. وعن سبب قلة السيارات المستخدمة المستوردة في أسواق المنطقة الشرقية أوضح الناصر قائلا: خلال الستة شهور الماضية وبعد الكوارث الطبيعية التي أصابت اليابان واجهنا ارتفاعا في أسعار السيارات بنسبة تصل إلى 15 بالمائة وندرة في توفر السيارات المستوردة لأمرين الأول هو زيادة معدل الطلب المحلي في أمريكا على السيارات المستعملة وذلك لارتفاع أسعار السيارات الجديدة، والآخر رفع شركات التقسيط بالمملكة حد قطع المسافة للأعلى ففي السابق كانت السيارات التي قطعت مسافة 100 ألف ميل لا تدرج ضمن البيع بالتقسيط، أما الآن فقد رفع الحد إلى 130 ألف ميل، مؤكدا أن أزمة الطلب الداخلية في أمريكا على السيارات لا زالت مستمرة مما أثر ذلك على السوق المحلية من خلال تراجع أعداد السيارات التي عليها طلب محلي عالي خاصة ذات المواصفات العالية التي لا توجد بالسيارات الجديدة. وأوضح عضو مجلس إدارة العوهلي القابضة وعضو لجنة السيارات بغرفة الشرقية عماد العوهلي: أن سبب ارتفاع أسعار السيارات المستخدمة في الوقت الحالي يعود إلى تحديد عمر السيارات المستوردة (5 سنوات) الذي جعل المنافسة في الشراء محدودة على نفس الموديلات، وأدى إلى ارتفاع أسعارها في الخارج أيضا، وبالتالي انعكس ذلك كليا على أسعارها في السوق الداخلي. وقال إن نسبة الارتفاع مقارنة بالعام الماضي تتراوح مابين 15 إلى 20 بالمائة نتيجة ثقة المستهلكين في السيارات المستعملة المستوردة خاصة بعد إعطاء الشركات ضمانا يمتد إلى 5 سنوات والذي يعتبر مساويا لضمان السيارات الجديدة، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار السيارات الجديدة أدى إلى ارتفاع الطلب على السيارات المستخدمة ( المستوردة ) بشكل كبير وهذا ساهم بارتفاع أسعارها بالخارج. وأكد أن أزمة ارتفاع الطلب على المستخدم في أمريكا جاء بعد الأزمة المالية العالمية، وإعراض البنوك عن تقديم تسهيلات تمويلية للعملاء في الخارج وتحولهم لشراء المستخدم انعكست على سوق السيارات المستخدمة. وتوقع للقطاع خلال العام القادم نموا مستمرا بسبب التنافس الكبير بين الشركات العاملة في هذا المجال وثقة المستهلكين، وكذلك توسعة في خدمة فئات كبيرة من المجتمع. وطالب العوهلي الشركات العاملة في هذا المجال بأن يكون شعارها الأمانة والثقة المتبادلة بينها وبين المستهلكين، وأن يبحث المشتري دائما عن المصداقية والشركة التي تقدم جودة عالية وتمتلك ضمانا ذاتيا على سياراتها، وليس عن السعر. وفي اتصال هاتفي قال أحمد البنداري أحد كبار المستثمرين بقطاع السيارات المستعملة بالولايات المتحدة والموردين إلى الخليج العربي إن الظروف الاقتصادية السابقة التي مرت بها أمريكا مثل الأزمة المالية العالمية، وكذلك الأحوال الحالية أثرت على الداخل والخارج وجعلت أصحاب السيارات المستعملة يتمسكون بسياراتهم التي اشتروها خلال الخمس سنوات الماضية، إضافة إلى ارتفاع أسعار السيارات الجديدة (2012م)، فإن كانوا بحاجة إلى سيارة أخرى نجدهم يتوجهون لشراء سيارات مستعملة بدلا من الجديدة بهدف توفير المال، وهذا الأمر أدى إلى عدم توفر السيارات المستخدمة في السوق الأمريكية خلال الفترة الحالية وارتفاع أسعارها نظرا لارتفاع الطلب المحلي على المستعمل، وقد لا حظنا في الشهور الماضية أن زيادة الطلب على السيارات المستخدمة من دول الخليج خاصة السعودية ارتفعت بنسبة 50 بالمائة مقارنة مع نفس المعدل بالعام الماضي. وأضاف البنداري لقد اعتذرنا نحن كمصدرين للسيارات المستخدمة إلى مجموعة من عملائنا تجار السيارات بالسعودية وذلك لعدم استطاعتنا توفير طلباتهم بسبب قلة السيارات المستعملة بأمريكا واستمرار زيادة الطلب المحلي، وفي نفس الوقت نحن مطمئنين للسوق السعودية لأن زيادة الطلب الحالية تعني راحة المستهلك بالمملكة للسيارات المستخدمة المستوردة من أمريكا، كما أن ذلك يؤكد نجاحها بكل المقاييس في أسواق المملكة.