ضيفنا لهذا الأسبوع شاعر من طراز فريد، لقّب نفسه في بداياته “منتظر”, شاعر يروي مداد الأدب شعراً, ويختصر مسافات الإبداع بأعذب الشعر وأصدق الكلمات.. نشأ في زمن الأنقياء وعاصر جيلين من الشعراء وكانت له في كليهما بصمة ابتعد في الآونة الأخيرة عن ضوضاء الإعلام الى سكون الشبكة العنكبوتية... انه الشاعر زيد بن راجح. نرحب بك عبر صفحات “في وهجير” بجريدة “اليوم”. - يا مرحبا بك وتبقى وتحيا..
لماذا لقب “منتظر”؟ وماذا يعني لك؟ وهل ما زال زيد بن راجح منتظراً؟ - لقب “منتظر” اختفيت خلفه فترة زمنية حتى تأكدت من نضوج تجربتي الشعرية، وهو يعني لي مرحلة زمنية معينة ماضية، وما زلت منتظراً.
حدّثنا عن تجربتك في الإشراف على الصفحة الشعبية بمجلة “الشرق” والتي بلغت العام ونصف العام؟ - التجربة كانت جيدة، اكتشفت من خلالها أن للشعر بريقاً مغرياً وقد صُدمت في هذه التجربة بسطحية بعض العقليات التي نحترمها لمركزها الاجتماعي والوظيفي أحياناً ولكن تأسف لهذه الشخصيات من محاولة البعض منهم أن يكون شاعراً رغم بُعده عن الشعر، وتجده يبعث للمعدّ لمحاولة خالية من الشعر تسيء لقائلها ولناشرها، وعندما يحاول معدّ الصفحة ان يستر عيب هذا الشخص بحجب محاولته تجده يستشيط غضباً ويستنجد برئيس التحرير ومن له نفوذ في المطبوعة، وهذا اسوأ ما يقبل المعدّ الذي يحترم الشعر ويحترم نفسه ايضاً.
ماذا عن عضويتك كمؤسس للمنتدى الشعبي لشعراء المنطقة الشرقية ونائب لأول رئيس له وكيف كانت الفكرة؟ - فكرة انشاء المنتدى الشعبي هي للاستاذ خضير البراق وقد جاهد من اجل خدمة الموروث الشعبي، وكنت نائباً له وكان المنتدى عبارة عن رابطة لشعراء المنطقة الشرقية ولا يزال رغم انشغالي في الفترة الاخيرة عن متابعة اخباره على قيد الحياة.
و ما الفرق الجوهري بين شعراء الماضي والحاضر في نظرك؟ - الشعر موجود في الحاضر والماضي، ولكن شعراء الماضي يحترمون انفسهم قبل احترامهم للشعر، وكل منهم له طابعه وأسلوبه الخاص بينما شعراء الفترة الحالية عبارة عن نسخة تتكرر أمامنا يومياً في الفضائيات والمطبوعات.
كان لك رأي مدوٍّ حول الساحة سجّلته في قصيدتك “صارت الساحة نعيقاً وحراجاً وما فيه” هل هذا هو سبب ابتعادك؟ - قد يكون ذلك احد الأسباب الجوهرية، وهناك أسباب أخرى أشغلتني. شعراء الماضي يحترمون انفسهم قبل احترامهم للشعر، وكل منهم له طابعه وأسلوبه الخاص.. بينما شعراء الفترة الحالية عبارة عن نسخة تتكرر أمامنا. وهل ابتعادك مقرون برجوعه ام هو ابتعاد تام؟ - انا لم ابتعد قطعياً ومشاركاتي الوطنية موجودة في كل المناسبات.
سئلت الماضي عن سبب عدم كثرة ظهورك بالإعلام، فأجبت “لماذا لا يبحث الإعلام عن الشاعر الجيد”.. كيف يكون ذلك؟ - قد يكون البحث صعباً في الفترة الماضية، اما الآن فأغلب الشعراء الحقيقيين معروفون وبالإمكان الوصول إليهم ولكن انا يستحيل ان ادفع على قصيدتي في القنوات مثل الآخرين، او استجدي أصحاب المطبوعات التي “افل نجمها”، والإعلام بجميع أنواعه مقصّر في حق الشاعر الذي يحترم نفسه ويرى ان الاستجداء او دفع مبالغ معينة في حقه وعندك مثال اني حصلت على جائزة الملك عبدالعزيز بن سعود في الشعر الشعبي بأم رقيبة عام 1431ه، ولم يتكرّم الاعلام حتى باستضافتي ولا أقول هذه رغبة لذلك ولكن من باب التدليل على تقصير الإعلام.
ولكن من المعلوم أن الغياب يؤثر على مهارات الشاعر وجزالة قصيدته؟ - اعتقد ان الشاعر الذي يبتعد كلياً عن الشعر يفقد لياقته الشعرية بلا شك ولكني لم ابتعد عن الشعر ربما كان ابتعادي عن الشعر في وسائل الاعلام وانا موجود في المواقع الالكترونية ولدي موقع يعتني بالشعر. ما مفهومك الخاص للنقد؟ - النقد الهادف مرحّب به من الجميع، ويجب على الشاعر قبوله واحترامه.
ولماذا اختلف مفهوم النقد عنه في السابق، واصبح اكثر قبولاً منه في الماضي؟ - هي ثقافة كانت مفقودة في الماضي وظهرت في الحاضر بظهور البرامج المهتمة بالشعر والشعراء و برنامج المسابقات الشعرية.
كان من ضمن الأفكار التي طرحت وطبقت مؤخراً بالمنتدى الشعبي بالشرقية عرض قصائد الشعراء على طاولة النقد.. فما تعليقك؟ - فكرة جميلة ورائعة، وهذه نتيجة قبول الشعراء والنقد واشكر الإخوة بالمنتدى على هذه الفكرة.
أين موقع المنتدى الشعبي الآن في الساحة؟ وهل تتابع أخباره؟ - اعتذر للإخوة في المنتدى لأني في الآونة الاخيرة انشغلت ولم استطع متابعة أخبار منتداهم.
لديك قصائد تحاكي الواقع عبّرت فيها عن بعض الاوضاع الاجتماعية مثل قصيدة “يا وزير المال” و”الضمان الاجتماعي”.. كيف لمثل تلك القصائد ان تتميّز عن غيرها؟ - القصائد الاجتماعية لها قابلية لدى المتلقي والاصداء ممتازة، وعندما تكون القصيدة واقعية وتعالج ظاهرة معينة تجد القبول لدى الاغلبية بلا شك.
اشاد الشاعر عبدالله بن عون من خلال المساجلات بينك وبينه.. حدّثنا عن ذلك؟ - الشاعر العلم عبدالله بن عون.. كل الشعراء يتمنون مجاراته والاحتكاك به للاستفادة وقد كان لي معه بعض المساجلات التي اعتزُّ بها واعتز بشهادته، والاشادة بي. بصراحة.. هل انت راضٍ عما قدّمته؟ - راضٍ عمّا قدّمته وما زلت ابحث عن الافضل، واعتقد ان الادب يتجدّد بالمتابعة والممارسة والاطلاع ايضاً والاستفادة كذلك من تجارب الآخرين.
ماذا عن الشعر النسائي.. هل اختلف المنظور الآن عن السابق؟ - الشعر النسائي موجود منذ القِدم وقد اختلف الوضع فعلاً نتيجة الانفتاح وثقافة المجتمع.
اذاً لا مانع لديك بأن تشرف الشاعرة على صفحات شعرية او مجلة تهتم بالشعر والشعراء؟ - اعتقد اكثر من ذلك وقد تشاهد المرأة رئيسة تحرير وهي في الفترة القادمة سوف تكون في مجلس الشورى وعضواً في المجلس البلدي والبعض يستكثر عليها اشرافها على صفحة او مجلة شعبية.
ماذا تقول لمن يبحث عن جديدك؟ - اقول لهم إني ما زلت متواجداً في المواقع الالكترونية، وفي منتديات البيطار الادبية بالتحديد.
ثلاث رسائل لمن توجّهها؟ - الأولى: للوطن .. انت في القلب. الثانية: للشعر.. اعانك الله في مُصابك. الثالثة: للشاعر والإعلامي الأستاذ خضير البراق.. بغيابك غاب نصف الشعر، ولقد اعطيته وقتك وجهدك خلال عشرين عاماً مضت وتخليت عنه رغم عِشقك له عندما اصبحت الساحة “نعيقاً وحراجاً و”مافية”.. لك كل التقدير على ما قدمت ونرجو ان تكون استراحة محارب وننتظر العودة..
كلمة اخيرة؟ - شكراً.. ويعطيكم العافية على تميُّزكم في الاداء والتجديد الدائم.