لم تقتصر معاناة المواطن يوسف الحمر على الفقر وقلة الحيلة، ومشكلاته مع الضمان الاجتماعي، ومسؤوليته تجاه سبعة أفراد من أسرته، عليه أن يوفر لهم احتياجاتهم، بل تعدت إلى معاناته من مشكلات صحية، تتمثل في تآكل عظامه، بسبب الأنيميا المنجلية، الأمر الذي جعل من حياته جحيماً لا يطاق. ويقول يوسف: «أكبر المشاكل التي تواجهني، أجدها من الضمان الاجتماعي، الذي يلزمني كل عام بتجديد التقارير الصحية الطبية، مما يزيد من معاناتي، ويضاعف حدة آلامي، بسبب قساوة الشمس في هذه الأيام، وعدم توفر وسيلة مواصلات، لإنهاء مشاويري»، مضيفاً «هذه المعاناة سنوية، تتكرر وأتجرع مرارتها»، وقال: «بسبب هذه التقارير، تتأخر عني مساعدة الضمان الاجتماعي لأشهر عدة، في الوقت نفسه، أعاني من تراكم الديون التي تزيد الأمر سوءا، علما أنني استدنت لتلبية احتياجات أسرتي في المناسبات التي تتوالى». وأوضح «مع دخول رمضان الماضي، كان لزاما علي أن أوفر احتياجات الشهر لأسرتي، ومن بعده جاءت مناسبة عيد الفطر، وما يتطلبه من كسوة، وبعده، جاء موسم الاستعداد للعام الدراسي الجديد، كل هذه المناسبات جعلتني أضيق ذرعاً بحالتي وحال أسرتي»، متسائلا في الوقت نفسه «لماذا يلزمني الضمان الاجتماعي بتجديد جميع تقاريري الطبية كل عام، وهل هذا الطلب يتناسب وطبيعة المستفيدين من الضمان الاجتماعي، الذين غالبا ما يكونون من فئة العجزة، ولديهم ظروف تمنعهم أو تجعل تلبية هذه الطلبات صعبة للغاية». وتابع «الأدهى والأمر من ذلك، عدم صرف الضمان الاجتماعي لمستحقات تلك الشهور التي تأخرت فيها عن تجديد التقارير الصحية الخاصة بي»، مؤكداً «قلبي الذي طالما عانى من ألم الإعاقة وألم الفاقة، لم يعد يحتمل أي معاناة جديدة، خصوصا إذا كان ذلك الباب قد فتح من الجهة التي أنشئت وأسست لتضميد وتخفيف الأعباء على الفقراء والمعوزين»، موضحاً «قدمت شكاوى للشؤون الاجتماعية في الرياض، وبدورهم حولوها لفرع الضمان الاجتماعي في الأحساء، ولكن دون فائدة». ويناشد يوسف من بيده الحل والعقد في هذه الأمور أن ينظر في مشكلته نظرة عطف، وأن ينهيها في أسرع وقت، وقال: «أتمنى إعادة النظر في تجديد التقارير السنوية التي تطلب مني، لاسيما وأن بعض التقارير قد كتب عليها أنها صالحة لي طوال الحياة، لا سيما وأنا أعاني أمراضا مزمنة».