خمسة أشهر مرت على «أبي محمد»، لم يتسلم خلالها إعانة شهرية من مكتب الضمان الاجتماعي، والتي كانت مصدر دخله الوحيد ولأسرته المكونة من زوجة وثلاثة أبناء.وعلى رغم أن مبلغ الإعانة لا يتجاوز 2800 ريال، إلا أنها كانت تغنيهم عن ذل السؤال والحاجة. يقول أبو محمد (51 سنة): «بطاقة الصرف الآلي الخاصة بالضمان انتهت صلاحيتها. وكان لا بد من تجديدها، فتوجهت إلى مكتب الضمان في محافظة القطيف، طالباً تجديد البطاقة، إلا أنهم فاجأوني بطلب تقرير طبي يثبت أحقيتي في تسلم الإعانة من الضمان الاجتماعي، فطلبت منهم ورقة معتمدة للتوجه بها إلى مستشفى القطيف المركزي، كي يقوموا بالكشف علي، وإعداد التقرير، إلا أنهم رفضوا ذلك. علماً ان المستشفى لا يجري الفحص إلا بطلب من جهة رسمية». وكانت إمارة المنطقة الشرقية وجهة أبا محمد، وبدورها أحالته إلى محافظة القطيف، وبالفعل تسلم التقرير الطبي، الذي يؤكد معاناته من «قصر نظر شديد في كلتا العينين، ولا يمكن تحسن النظر حتى بوجود النظارة»، بحسب ما جاء في التقرير الذي تحتفظ «الحياة» بنسخة منه. ويكمل: «ذهبت بالتقرير الطبي إلى الضمان الاجتماعي مرة أخرى، معتقداً بأن مشكلتي قد انتهت بوجود التقرير، إلا أنهم أكدوا عدم أحقيتي في تسلم الإعانة الشهرية، وعوضاً عنها عرضوا علي تسلم الإعانة السنوية، التي قد تبلغ 10 آلاف ريال، فرفضت ذلك العرض. ولكنني وقعت في حيرة من أمري، فإن كنت سأتسلم الإعانة السنوية، فمن أين سأعول أسرتي طوال العام، إضافة إلى أن المبلغ الذي سيتم صرفه لي أقل بكثير ما كنت أتسلمه سابقاً (الفرق بينهما 13600 ريال). وتوجهت إلى مقر الضمان، وأبلغتهم برفضي للمرة الثانية الإعانة السنوية، وأخبرتهم بوضعي كاملاً، إلا أنهم أكدوا أن نظام الإعانة الشهرية لا ينطبق علي». ويتساءل: «كيف طُبق علي لمدة عامين، ويتوقف الآن؟». ويكمل: «قدموا لي العرض السنوي الذي رفضته، مؤكدين انه لا خيار لدي سوى الإعانة السنوية، إلا أن عدم وجود دخل ثاني شهري، وإن كان بسيطاً سيسد حاجة، وهو أمر صعب جداً، لعدم قدرتي على الرؤية». تُحصّل زوجة أبي محمد على دخل زهيد «جداً» من عمل بسيط تقوم به. ويقول: «هي تقوم بالصرف على المنزل طوال الأشهر الخمسة الماضية، وهو ما أشعرني بالعجز وقلة الحيلة، أمام وضعي الصحي المتعثر، وحالي المادية السيئة. وليس لدينا من الأبناء الكبار سوى واحد فقط، وهو بالكاد يعيل نفسه وزوجته. كما أنني أخجل من طلب النقود منه، لعلمي بأوضاعه المادية السيئة، إلا انه على رغم ذلك يجود بما تيسر لديه، وإن كان بسيطاً لا يسد الحاجات المهمة، وأبرزها فاتورة الكهرباء التي تأتي مرتفعة في فصل الصيف. كما أنني لم أعتد على طلب المساعدة من أحد كائناً من كان»، مؤكداً ان كل ما يطلبه أن «يعود وضعي كالسابق، وهو أن أتسلم إعانتي الشهرية من الضمان الاجتماعي».