ملايين من الطيور المهاجرة تقطع آلاف الاميال خلال موسم الهجرة والتنقل ففي كل عام تهاجر الطيور سالكة مسارات معينة تقطع خلالها آلاف الأميال و يصل عدد الطيور التي تمر بالمملكة أكثر من نصف مليار طائر سنوياً تتوقف في محطات محددة تحددها بوصلتها الطبيعية التي وهبها اياها الخالق سبحانه والتي تتميز كبيئة مناسبة لبقائها لأوقات معينة أو شهور محددة وقد تناقصت أعداد هذه الطيور التي تتواجد في المملكة بنسبة 60 بالمائة كما يراها صائدوها والمتابعون لها لأسباب عديدة أهمها القضاء على بيئتها المناسبة التي تؤمن لها التكاثر والحياة. منطقة نافرة للطيور وأكد عضو جمعية الصيادين بالشرقية والمهتم بشئون الطيور داوود سلمان آل اسعيد أن عدد الطيور في الخليج العربي تناقص بشدة عما كان عليه في السابق حيث بلغت نسبة التناقص حوالي 65 بالمائة هذا العام 2011 عما كانت عليه في الأعوام الماضية وذلك لافتقادها البيئة المناسبة التي تعتبر في السابق بيئة خصبة لتكاثر الطيور المهاجرة والتي تقع شمال مدينة الجبيل الصناعية وهذا سوف يؤثر على تناقص الطيور بشكل ملحوظ . والجمعية تحذر من الاسراف في الردم كما تطالب بإيجاد البيئات المناسبة حتى لا تتقلص أعداد الطيور وتحول مسارها لتصل المملكة بعدها إلى منطقة غير مرغوبة ومنفرة للطيور.
3000 صائد للطيور وأشار آل إسعيد ان عدد صائدي الطيور والمهتمين بذلك في الجزء الشرقي في المملكة يبلغ حوالي 3000 صائد للطيور وذلك على امتداد الخليج العربي من سواحل الخفجيوالجبيل مرورا بالقطيف والدمام والخبر شمالا وحتى سواحل الأحساء جنوبا والتي يزيد طولها عن 300 كيلو متر تقريبا. نطاقات بيوجغرافية ملائمة وأوضح رئيس قسم الأحياء بكلية العلوم بجامعة الطائف والمستشار غير المتفرغ بالهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها وعضو مجلس إدارة المنظمة العالمية لحماية الطيور الدكتور محمد بن يسلم شبراق أن المملكة سجلت أعدادا كبيرة من الطيور حيث بلغ أعدادها أكثر من 530 نوعاً من الطيور منها المهاجر ومنها المقيم المعشش ومنها التي سجلت بأعداد قليلة جداً . وعزا الدكتور شبراق هذه الأعداد الكثيرة من الطيور نتيجة لوقوع المملكة على مسارات الطيور المهاجرة وكذلك لموقعها الجغرافي والذي يكون بين ثلاثة نطاقات بيوجغرافية . مؤكدا أن الطيور المهاجرة تمثل تقريباً 50 بالمائة من الأنواع المسجلة بالمملكة . كما تقدر عدد هجرة الطيور حوالي 5000 مليون طائر سنوياً في العالم وعدد الطيور التي تمر على المملكة حوالي نصف مليار طائر سنوياً . ردم شواطئ الخليج العربي أثر سلبا على البيئة البحرية بشكل كامل مما سينعكس على الإنسان خاصة صيادي الأسماك بالمنطقة والقضاء على مناطق القرم أو شجر المنجروف يهدد الثروة السمكية . انقراض النعام العربي وأكد رئيس قسم الأحياء محمد شبراق أن منطقة الخليج العربي متميزة بالإنتاجية العالية لطبيعة النظام البيئي الساحلي لوفرة وتعدد الأحياء فيها ، فتتواجد البيئات المرجانية وتتواجد بيئة نباتات المانجروف الموجودة في منطقة المد والجزر فهي الموطن الطبيعي للأسماك الصغيرة والقشريات مثل الجمبري والسرطانات البحرية والأصداف والتي تجذب أنواعا مختلفة من الطيور . بالاضافة الى ان شجر المانجروف يعتبر مصدر غذاء هاما بالنسبة للطيور فهي مهمة في المسطحات الطينية والتي تكثر على شواطئ الخليج العربي فهي مهمة للطيور الخواضة خاصة المهاجر منها كما أن لهذا أهمية كبيرة في عملية السلسلة الغذائية وتمثل مصدراً هاماً للغذاء بالنسبة للعديد من الكائنات البحرية خاصة الطيور لوجود أنواع الديدان والأسماك التي تتغذى على الكائنات الدقيقة . مهددة بالانقراض ولفت دكتور شبراق ان من أهم الطيور التي سجلت بالمنطقة هو عقاب السمك الآسيوي وهو من الطيور المهددة بالانقراض عالمياً والنادرة، كذلك الغاق السقطري (اللوهة) والذي يعتبر من الطيور المتوطنة بمنطقة الخليج العربي والتي تعتبر مهددة بالانقراض على مستوى العالم أيضا . كما تعتبر منطقة الخليج العربي مهمة لطيور الخرشنة البيضاء الخذ والتي يتركز تواجدها على هذا البحر المهم حتى أن منطقة الخليج العربي تعتبر من أهم المناطق إقليمياً وعالمياً لتكاثر هذا النوع من الطيور. وبين شبراق أنه توجد طيور مهددة بالانقراض ويصل عددها إلى 1226 نوعاً من الطيور مؤكدا أن في المملكة يتواجد من هذه الطيور مثل أبو منجل الأقرع والزقزاق الإسكندراني و البط ذي الرأس الأبيض والصقر الحر وقصب البصرة والرخمة المصرية والأوز الأبيض الجبهة الصغير البط المخطط و الغاق السقطري والعويسق (العوسق الصغير) وعقاب السمك والاس والنسر الأذون والعقاب الكبير المنقط والعقاب الإمبراطوري الشرقي وطائر الحبارى ، ونقار الخشب العربي ، ودخل اليمني ، والسمنة اليمنية. وقال الدكتور شبراق ان هناك مجموعات من الطيور انقرضت وتعرف بالأنواع المنقرضة ومن أمثلتها النعام العربي والذي لا يوجد منه أي فرد حتى الآن، وتقدر عدد الأنواع التي انقرضت منذ عام 1500م بحوالي 153 نوعاً منها 18 نوعا انقرضت في الربع الأخير من العام الماضي ويمكن أن تدخل النعامة العربية ضمن هذه الأنواع . ردم الشواطئ وأشار دكتور محمد شبراق الى أن عملية ردم الشواطئ على الخليج العربي لها أثر سلبي على البيئة البحرية بشكل كامل وسوف يؤثر ذلك على الإنسان نفسه خاصة صيادي الأسماك بالمنطقة، وان القضاء على مناطق القرم أو شجر المنجروف على السواحل الشرقية من المملكة سوف يؤثر بشكل غير مباشر على الثروة السمكية، كما أنها سوف تؤثر بشكل كبير على الطيور البحرية المهاجرة.