شد منظر الطيور المهاجرة من نوع "الغاق السوقطري" نظر العديد من مرتادي الواجهات البحرية على ساحل الشرقية نظرا لتحرك أسراب تتكون من مئات الطيور المتوجهة لبعض المناطق الدافئة مرورا بسواحل المنطقة. وأوضح رئيس قسم الأحياء في كلية العلوم بجامعة الطائف وعضو اتحاد علماء الطيور العالمي الدكتور محمد يسلم شبراق ل "الرياض" بأن هذه الأسراب من الطيور تأتي لسواحل المملكة أثناء رحلتها المنطلقة حسب بعض الدراسات من المناطق الشمالية ووسط آسيا متوجهة إلى الجنوب، حيث تقضي فتره الشتاء على بعض سواحل الخليج إلا أن أغلبها تهاجر لمناطق في افريقيا ومدغشقر، مشيرا إلى ان الهجرة عادة تبدأ عندما تشهد المناطق التي يعيشون فيها لتغيرات جوية. وذكر الدكتور شبراق ان طيور "الغاق السوقطري" في هذا الوقت من السنة تقوم بالتعشيش والتفريخ حيث تتخذ من بعض الجزر في خليج سلوى وجزر حوار في البحرين والمعروفة بتجمع الكثير من الطيور فيها مكان لإنشاء الأعشاش بقصد وضع البيض والعناية بالافراخ. أسراب الطيور تمر على سواحل الشرقية وأكد الدكتور شبراق أن الطيور المهاجرة تحتاج للمناطق الساحلية ذات الوفرة الغذائية والتي للأسف تعرضت نسبة كبيرة منها لعوامل الردم والدفن وإزالة غابات المانغروف. وقال "دائما ما تعود الطيور المهاجرة لنفس المنطقة البحرية التي عاشت فيها لفتره زمنية اثناء رحلاتها السابقة والتي قد تكون تعرضت للدفن او التجريف مما يؤثر على حركتها بسبب عدم توفر الأسماك والغذاء لها، بعد أن تعرضت البيئة السمكية والبحرية لمؤثرات الردم التي قد تحد من توفر غابات المانغروف باعتبارها أحد أهم الأغذية للأسماك والتي تعد غذاء للطيور". وطالب رئيس اللجنة الزراعية والثروة السمكية بغرفة الشرقية ونائب رئيس جمعية الصيادين جعفر الصفواني بضرورة دعم وحماية البيئة بما يساعد على انتظام (دورة الحياة) موضحا إلى ان التقديرات تشير إلى مرور أكثر من نصف مليون طائر لسواحل المنطقة مؤكدا بأن الطيور قد تتفاجأ عند عودتها للمنطقة التي تعتقد بأنها ساحل لتجدها منطقة مدفونة وهو ما يؤثر على تكاثرها واستمرار الحياة الفطرية بشتى أنواعها.