طالب 15 بلدا والاتحادان الأوروبي والإفريقي ب"وقف فوري ودائم لإطلاق النار" في السودان، وذلك خلال مؤتمر في لندن حشد تعهّدات بمساعدات إضافية تتخطى 800 مليون يورو للدولة الغارقة في أزمة إنسانية كارثية من جرّاء حرب دخلت لتوّها عامها الثالث. وفي المؤتمر الذي نُظّم بمبادرة من بريطانيا والاتحاد الأوروبي وألمانياوفرنسا والاتحاد الإفريقي، شدّد المشاركون في بيانهم الختامي على "ضرورة الحؤول دون تقسيم السودان" الذي تمزّقه حرب الجنرالين. وأكّد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أنّ "الحرب في السودان تسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم"، مناشدا المجتمع الدولي "عدم إشاحة النظر" عنها. وأضاف أنّ "كثيرين تخلّوا عن السودان... وهذا خطأ أخلاقي نظرا إلى عدد القتلى المدنيين والرضّع الذين بالكاد بلغوا عامهم الأوّل وتعرّضوا لعنف جنسي وعدد الأشخاص المهدّدين بالجوع الذي يفوق المستويات المسجّلة في أيّ مكان آخر في العالم". وفي افتتاح المؤتمر الذي جمع وزراء من 14 دولة وممثلين عن الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية، أعلنت بلدان عدة تقديم مساهمات جديدة للمساعدة الإنسانية تخطّت قيمتها 800 مليون يورو. ويضاف هذا المبلغ إلى حوالي ملياري يورو تمّ حشدها العام الماضي خلال قمّة مماثلة في باريس. ويعتزم الاتحاد الأوروبي تخصيص 522 مليون يورو إضافي هذه السنة ودعت مفوّضة التعاون الدولي حجة لحبيب إلى "رصّ الصفوف" لمطالبة الأطراف المتحاربة ب"احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين". وقبل افتتاح المؤتمر، أعلن لامي مساعدة جديدة مقدارها 120 مليون جنيه استرليني (139,5 مليون يورو) ستسمح خصوصا بتوفير مؤن حيوية ولا سيما للأطفال الضعفاء ودعم ضحايا العنف الجنسي. وتخصّص ألمانيا من جهتها 125 مليون يورو إضافي للسودان والبلدان المجاورة التي تستقبل أعدادا كبيرة من اللاجئين. أما فرنسا، فستحشد 50 مليون يورو، على ما قال وزير خارجيتها جان-نويل بارو. هذا ودانت الولاياتالمتحدة الثلاثاء "بأشد العبارات" تصعيد قوات الدعم السريع هجماتها في غرب السودان، مندّدة باستهداف مخيمي نازحين ومواطنين. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس في مؤتمر صحافي إن قوات الدعم السريع "تصعّد هجماتها" على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور وعلى مخيّمين قريبين يؤويان نازحين. وأعربت بروس عن "قلق عميق إزاء تقارير تفيد بأن قوات الدعم السريع استهدفت عمدا مدنيين وجهات فاعلة إنسانية في زمزم وأبو شوك"، في إشارة إلى مخيمي إيواء النازحين. وقالت إن هجمات قوات الدعم السريع أوقعت عشرة قتلى في صفوف عمال هيئة إغاثة تموّلها الولاياتالمتحدة. كما دعت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الثلاثاء إلى "وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار" في السودان حيث دخلت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع عامها الثالث. وقالت الدول السبع في بيان مشترك "ندعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ونحضّ القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الانخراط بشكل هادف في مفاوضات جادّة وبنّاءة". وأضاف البيان الصادر عن وزراء خارجية دول مجموعة السبع (كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، والولاياتالمتحدة) بالإضافة إلى الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتّحاد الأوروبي "ندين بشدّة استمرار الصراع والفظائع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في السودان، في الوقت الذي يُحيي فيه العالم ذكرى مرور عامين على بدء الحرب المدمّرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع". وتابعت المجموعة في بيانها "ينبغي على جميع الجهات الخارجية الفاعلة وقف أيّ دعم من شأنه أن يزيد من تأجيج الصراع". من جهته، أعلن الجيش السوداني أنه نفذ الاثنين "ضربات جوية ناجحة استهدفت تجمعات العدو شمال شرق الفاشر" وأدت إلى مقتل عدد من المقاتلين وتدمير مركبات عسكرية. وخلال عامي الحرب اتُهم طرفا النزاع، الواقعان تحت العقوبات الأميركية، بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين بينها القصف العشوائي واستهداف الأحياء السكنية والبنى التحتية. وتواجه قوات الدعم السريع تحديدا اتهامات بالعنف الجنسي الممنهج والإبادة الجماعية والنهب. وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في بيان إن السودانيين "محاصرون من كافة الجهات - حرب وانتهاكات واسعة النطاق ومهانة وجوع وغيرها من المصاعب. يواجهون حالة من اللامبالاة من العالم الخارجي الذي لم يُبدِ خلال العامين الماضيين اهتماما يُذكر بإحلال السلام في السودان أو إغاثة جيرانه".