يأنس صيادو الطيور في هذه الأوقات من الأعوام السابقة بأنواع متعددة وأشكال مختلفة من الطيور في المنطقة الشرقية .. حيث تمكث الطيور جماعات في مواطن محددة ثم تنتشر منها لكثير من المناطق ليأتي دور أكثر من 3000 صياد لينعم هؤلاء الصيادون والهواة ويدلي كل منهم بدلوه بآلة صيده وبما يشتهي من أنواع الطيور ولكن اتفق الجميع اليوم بتناقص الطيور بنسبة 70 بالمائة عما كان عليه في الأعوام السابقة نتيجة للردم والصيد الجائر .. وأكد صائد الطيور الأشهر بالمنطقة داوود سلمان آل اسعيد أنه يمارس اصطياد الطيور منذ أكثر من 40 عاما ولم يمر علينا نقص للطيور كهذا العام 2011 م فكنا نصطاد الطيور من أماكن متعددة في المنطقة وتتواجد مختلف الطيور حيث تعتبر منطقتنا جاذبة للطيور مثل طير الخضيري وأبو طعامه والصوارير و مالك الحزين وطير النحام الذي يسمى في منطقتنا الفندور وكذلك البط . وهذه الطيور كان ينعم أكثر من 3000 صياد بصيدها في أماكن متفرقة بالمملكة . مشيرا إلى أن الصيادين ينتقلون في المنطقة الشرقية سواء في الفاضلي إلى الدمام ومن منطقة الهاف مون نصف القمر ومن القطيفوالأحساء وإلى الزبير شمالا وعلى امتداد 300 كيلو من الخليج العربي وهذه الأماكن كان يغذيها البحر وما يوجد فيه من شجر القرم بعد مكوث الطير فيها لينتقل للغدران البرية في أماكن متفرقة فقد كان يمكث إلى قبيل المغرب لينتقل إلى هذه الأماكن ليمكث فيها الليل ويقنص الصياد وقتها له وكنا نصطاد العشرات من الطيور في وقت قليل فقط . ولفت آل إسعيد أنه ردمت مناطق كثيرة في المنطقة وأهمها سبخة الفصل بالجبيل والتي تقدر مساحتها بحوالي 13 كم2 أي 1300 هكتار والتي كان يستوطن فيها أكثر من 300 نوع من الطيور ويمر عليها وتهاجر إليها في منتصف فصل الشتاء من 20 ألف طائر وكانت تأتيها طيور عدة كطائر الفلامنجو و يزيد عدد هذه الطيور على 5000 طير فلامنجو كبير في الموسم وكان يوجد في السبخة أنواع من الطيور المهددة بالانقراض عالمياً مثل طائر العقاب الملوكي وطائر العقاب المرقط والذي يتواجد بين شهري نوفمبر وأبريل من كل عام و أبو اليسر ذو الأجنحة السوداء ومغرد الأعشاب والأودية وأن ردم المكان فصل في تواجد هذه الطيور ليس في المنطقة الشرقية بل المملكة حيث قضى على موطنها . كما يعتبر الردم الأخير في الدمام قبل شهرين من الآن وأماكن أخرى أثرت بشكل كبير في تقليص كمية الطيور في المنطقة إلى أكثر من 70 بالمائة مما جعل كثيرا من صيادي الطيور ترتحل للشمال مثل منطقة تبوك للبحث عن الصيد مشيرا أنه يتواجد معقل واحد فقط اليوم لهذه الطيور لم يتأثر وهو معقل مدينة صفوى الذي يتواجد بها كثير من الطيور إلى هذا الوقت . مؤكدا أن اختلال موطن ما للطيور يؤثر على باقي المواطن ليس في المنطقة الشرقية فحسب بل المملكة لاعتبار هذه الطيور مهاجرة تتنقل من موطن لآخر.
طائر الأوز الخضيري
تقلص الأوز الخضيري بنسبة 90 بالمائة أشار الصياد الأمهر بالمنطقة الشرقية مالك إسعيد من صفوى إن طير الأوز الخضيري تقلص بنسبة 90 بالمائة وهو أكثر طير تناقص في هذا العام ويكاد نقول إنه انقرض من منطقتنا في الوقت الذي كان الصياد يصيد منه أكثر من 70 حبة من هذا النوع في يومين إن أراد ووفقه الله في وقت الموسم وهي 75 يوما تقريبا وذلك قبل 5 أعوام من الآن وقبل ردم الرامس ومنطقة عنك وغيرها من المواطن بخليج تاروت . مبينا أن هذا الطائر يأتي من القارة الأمريكية مثل وأوروبا وكندا فالأماكن التي يكون بها ثلوج وتتراكم بحيراتها بذلك يخرج منها ويهاجر ويأتي للأماكن الدافئة نسبيا كمنطقتنا حيث تتواجد وتكثر الغدران المائية والبحار الدافئة بالنسبة لتلك المناطق فالمملكة و العراق شمالا تعتبر بيئة مناسبة للطيور . مشيرا إلى أنه تقلصت جميع الطيور بكميات عديدة وكل عام تنقص الطيور بنسبة ما بين 5 و10 بالمائة ونجد طير الدريجة وطائر زمار الرمال الأخضر أيضاً والذي يكون بجماعات وأسراب ويكون عدد سربه يزيد عن 160 طائر ويأتي خلال فصل الخريف وطائر قنبر الماء الذي يكون تواجده في شهري أبريل ومايو ويكون على شكل أسراب أيضا جميعها قلت عما كانت عليه ونسب تواجد بعضها لا يتعدى 30 بالمائة .
الردم العشوائي يقضي على البيئة الساحلية
الخليج العربي بيئة جذابة للطيور المهاجرة أوضح رئيس قسم الأحياء بكلية العلوم بجامعة الطائف وعضو مجلس إدارة المنظمة العالمية لحماية الطيور الدكتور محمد شبراق أنه يتواجد أكثر من 530 نوعاً في المملكة من الطيور منها المهاجر ومنها المقيم وذلك لوقوع المملكة على مسارات هجرة الطيور لافتا أن الطيور المهاجرة تمثل أكثر من 50 بالمائة من الأنواع المسجلة بالمملكة ، كما قدر عدد هجرة الطيور بحوالي 5000 مليون طائر سنوياً في العالم وعدد الطيور التي تمر على المملكة حوالي نصف مليار طائر سنوياً . وأكد الدكتور شبراق أن منطقة الخليج العربي متميزة بالإنتاجية العالية لطبيعة النظام البيئي الساحلي لوفرة وتعدد الأحياء فيها ، فتتواجد البيئات المرجانية وتتواجد بيئة نباتات المانجروف الموجودة في منطقة المد والجزر يعتبر موطن طبيعي للأسماك الصغيرة والقشريات مثل الجمبري والسرطانات البحرية والأصداف لذلك تجذب أنواعا مختلفة من الطيور.
ضرورة إنشاء محميات وبيئات أكد الصياد إبراهيم المشهدي من عنك أن المنطقة الشرقية خسرت بيئة مناسبة وموطنا للطيور كان من صنع الله وذلك بردم عشرات البيئات للطيور مما خسر ذلك مناطق جميلة وأماكن كنا نحسد عليها من قبل الغير مما يحتم إيجاد محميات وبيئات تحافظ على تواجد وتكاثر هذه الطيور كمنطقة خليج تاروت . ونتيجة للردم المتواصل اضطر الصيادون للذهاب لمناطق عديدة مثل حفر الباطنوتبوك مما سوف يضاعف الصيادين هناك ونقل العدوى بقلة الطيور بسبب كثرة الصيد لتلك المواطن والتى قلت فيها الطيور بنسبة كبيرة خاصة الطيور المهاجرة والتي كانت تتميز بها الشرقية قديما.
ندرة الأنواع لكثرة الصيادين لفت الصياد عبدالرؤوف المسعود من الأحساء النظر إلى أن الطيور قلت بشكل عام ولكن اختلفت الأسباب ، ففي منطقتنا قلت بسبب ردم وتجريف شجر المانجروف والذي يعتبر البيئة المناسبة والمثالية لعيش هذه الطيور المهاجرة والتي تأتي من قارات متعددة بينما قل في مناطق أخرى بالمملكة بسبب الصيد الجائر له ولكن نقص هذه الطيور في المناطق الأخرى لم يصل كما هو الآن في منطقتنا الشرقية على الرغم من الصيد الجائر له وهناك صيادون من منطقتنا كثر ذهبوا لمنطقة تبوك ووجدوا مواطنه موجودة والطيور متوفرة وحتى طائر الخضيري وإن قلت جميع الطيور نسبيا عما كان عليه سابقا لكثرة الصيادين على هذه الطيور. وأكد الصياد المسعود أن أكثر موطن لهذه الطيور والتي تتواجد بها طيور متنوعة هي منطقة خليج تاروت مثل صفوى وعنك ثم يأتي موطن الدمام وخاصة غرب ميناء الملك عبد العزيز .