يردد الكثير مقولة «من له حيلة فليحتلْ» وللأسف أن تلك العبارة يرددها من يريد أن يبرر لنفسه أي عمل أو فعل غير مقبول.. ولو عدنا إلى معاجم اللغة، وبحثنا عن معنى الحيلة في العرف اللغوي.. في أوسع معجم من معاجم العربية معجم لسان العرب لابن منظور، فإنه يقول: الحيلة اسم من الاحتيال والاحتيال مصدر.. أما المعنى للحيلة الذي غلب على استعمالها من قبل الشرع فهو ما يتوصّل به إلى حالة ما خفية، هي ما يتوصّل به إلى مقصود بطريق خفي، يعني إما أن تصل إلى هدفك بطريقة جلية واضحة مكشوفة معلنة.. فيكون مبررك أو عذرك واضحاً وصادقاً (لا لف ولا دوران ولا ضرر ولا غموض فيه) أو أن يتم الوصول إلى نتيجة ما عبر طريقة خفية يملها الغموض ويلفها الكذب. والحيلة تختلف اختلافاً بيّناً بحسب السبب، والمسبب، والباعث عليها.. فقد يكون باعث الاحتيال إحقاق حق، ودفع باطل، وتثبيت مشروع، أو إصلاحاً بدون إضرار أو إيقاع ظلم، وهذا هو ما يمكن أن تقبل فيه، فالحيلة في الحرب مثلاً تكون مطلوبة.. وقد يكون الباعث على الحيلة إبطال حق أو إحقاق باطل، وهذا أخطر شيء في أنواع الحيل.. وقد يكون الباعث على الحيلة السلامة من مكروه أو من أذى ويكون ذلك أحياناً مندوباً، وقد يكون غير ذلك فبواعث الاحتيال قد تختلف وهي تُقيّم بحسب حلها وحرمتها ومشروعيتها قبل كل شيء ثم بحسب الهدف منها، فليس كل أمر يتطلب حيلة أو أن التصرّف بطريقة راشدة وحكيمة في موقف ما يعتبر حيلة وليست كل حيلة حيلة فقد يختلف أسلوبها وطريقة تنفيذها ثم بعد ذلك مقارنة المنفعة بالضرر. البعض يظن بنفسه حين يستخدم الحيلة للحصول على ما لا يستحقه أو يضر بغيره يظن أنه ذكاء وحق له أن يحتال ما دام يملك الحيلة.. فهناك من يرفع ثمن سلعة أو يغيّر في صنف أو يبدل أو يفبرك أسلوباً أو فكرة أو كذبة أو يدلس أو يزوّر لكي يحصل على مكاسب مادية وسيجد من يصدّقه.ختام القول: الاحتيال والنصب في تعاملات الكثير من أفراد المجتمع يقومان للأسف على مقولة «من له حيلة فليحتل» دون مراعاة للحق والباطل، أو الصدق والكذب، ودون اهتمام بالعدل والظلم.. بل إن البعض يظن بنفسه حين يستخدم الحيلة للحصول على ما لا يستحقه أو يضرّ بغيره يظن أنه ذكاء وحق له أن يحتال ما دام يملك الحيلة.. فهناك من يرفع ثمن سلعة أو يغيّر في صنف أو يبدّل أو يفبرك أسلوباً أو فكرة أو كذبة أو يدلس أو يزوّر لكي يحصل على مكاسب مادية وسيجد من يصدقه.. وكل ذلك يدخل في الحيلة.. فمثلا من السهل أن تتظاهر بالمرض أو الإعاقة لكي تتسوّل.. ومن السهل أن يكذب موظف على والديه أو نفسه لكي يحصل على إجازة ولكن هل هذا من الدين.. وتكون الحكمة في مقولة «من له حيلة فلا يحتال إلا بحقها» هكذا تكون الأمور.. وعلى كل ذي لب أن يفهم حقيقة الحيلة وهدفها. [email protected]